من المتوقع أن تلقي الخطوة التي اتخذها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، بخفض قيمة اليوان حوالي 4% بظلالها السلبية على الصادرات المصرية التي تعاني منذ بداية العام الجاري مع فقدانها 22% بقيمة 10 مليارات جنيه، بحسب عدد من رؤساء المجالس التصديرية ، أكدوا على ضرورة أن يتخذ البنك المركزي المصري خطوات مماثلة لدعم عملته، وقطاعه التصديري. ويبدو الخفض الذي أجراه بنك الشعب على اليوان خطوة لدعم الصادرات الصينية التي تراجعت بشكل مفاجئ بواقع 15% مارس الماضي، ما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي ظهرت توقعات عالمية العام الماضي بأن يسبق اقتصاد الولاياتالمتحدة الأكبر بالعالم . رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة محمد قاسم قال ل"التحرير"، إن خفض العملة الصينية سينعكس على الصادرات المصرية وإن كان بشكل غير مباشر. فيما يرى قاسم إن القرار الذي اتخذه المركزي الصيني خطوة لدعم مصدريه، وقطاعه التصديري بعد هبوطه المفاجئ مارس الماضي، مؤكدا على ضرورة اتخاذ البنك المركزي المصري خطوات مماثلة للحد من النزيف الذي تشهده الصادرات المصرية منذ بداية العام الحالي، مع ضرورة وجود شفافية في الإجراءات التي يتم اتخاذها. وألقى قاسم اللوم على السياسة النقدية كأحد العوامل التي أدت إلى تراجع الصادرات المصرية في جميع القطاعات، قائلا :” السياسة التقدية مضادة للتصدير وللقطاعات الإنتاجية بشكل عام، وتتسم بالغموض، وعدم وضوح الأهداف". ويرى قاسم إن خفض العملة الصينية سيؤثر بشكل غير مباشر على قطاع التصدير المصري والذي يعاني في الأصل من ضعف قدرته في الحفاظ على حصته بالأسواق الحارجية، حيث سيضيف عليه خفض العملة عبء تعزيز المنافسة مع الصين ومنافسين آخرين على الأسواق التصديرية، حيث تعد نسبة الخفض 4% نسبة مؤثرة للغاية في المنافسة التصديرية بقطاع الملابس الجاهزة. نائب رئيس المجلس التصديري للجلود والمصنوعات الجلدية هشام جزر قال إن خفض العملة الصينية سيؤثر على قطاع التصديري المصري باعتباره جزء من المنظومة العالمية التي ستضرر جراء هذا الإجراء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مدى التأثير يتوقف على الإجراءات الحكومية التي ستتخذ في الداخل للحد من هذا التأثير كدعم العملة المحلية، ورفع مبلغ المساندة التصديرية البالغ حاليا 2.6 مليار جنيه، والاهتمام بالمعارض الخارجية. وفي قطاع المنتجات الجلدية قال جزر إن خفض اليوان 4% يجب أن يقابله خفض يتراوح بين 5 : 6% في سعر الجلود المصدرة، مع تأثر العملات الأخرى وتراجع قيمتها بسبب اليوان. وخلق قرار الصين خفض عملتها حالة بلبلة بالسوق العالمي، وخلف مخاوف من حرب عملات، ودفع عملات آسيوية أخرى الأسبوع الماضي نحو الانخفاض إلى مستويات هي الأدنى، منذ عدة أعوام، إذ هبطت الروبية الإندونيسية والرنجيت الماليزي إلى أدنى مستوى لهما في 17 عاما، كما تراجع الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى لهما في ستة أعوام. وحول تضرر أرباح المصدرين من هذا الانخفاض أكد جزر على ضرورة الاستحواذ على حصة وضمان التواجد بالأسواق العالمية في الوقت الحالي دون النظر لاعتبارات الربح لحين تحسن الأوضاع فيما بعد . ويقول البنك المركزي الصيني إن الإجراء هو تخفيض استثنائي لليوان ، فيما أثار القرار اتهامات الولاياتالمتحدة للصين بأنها تقدم لمصدريها دعم دعم غير عادل.