تمثل السينما دورا مهما في نقل الواقع وسرد التاريخ.. لكنها تختلف حين تجسد أكثر شخصية دارت حولها الأقاويل ونسجت عليها القصص فلا تعبر الأفلام عن دقة الحياة حين تقف أمام القائد النازي أدولف هتلر. ولد أدولف ألويس هتلر في 20 أبريل 1889 بالنمسا، وكان زعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي، وتولى حكم ألمانيا في 19 أغسطس عام 1933 حتى توفي منتحرا في 30 أبريل 1945. وتحمل شخصية هتلر تناقضات عدة، فكان أيضا رغم قوته وديكتاتوريته عاشقا للسينما، وروي عنه أنه لم يكن يخلد إلى النوم قبل أن يستمع إلى فيلم جديد، حتى أن الإنتاج السينمائي الألماني لم يكفه عروضه كل ليلة فأرسل يجلب الأفلام الأمريكية من "هوليود" مما فتح مجالا مع مسؤولي بلد الإنتاج السينمائي العملاق، الذين توددوا له وطلبوا منه وضع مقص الحذف كيف ماشاء بكل فيلم وإعادة لصق شريطه مرة أخرى ليكتمل العرض الجديد الذي يراه "الفوهرر" مناسبا له. والسينما بالطبع ليست كما يريد شخص أو حاكم ففي عهده صدر أول فيلم سينمائي أمريكي عن حياته تسبب في أزمة سياسية بين البلدين بعدما جسده في انتقاد ساخر، أما بعد موته فظهرت من ذات بلاده العروض الساخرة والناقمة عليه، مصورة عدة جوانب من حياته منها من تأول على أفعاله وزاد وغيرها شوهها وأخرى غير مجراها، ليستمر الإنتاج حول حياة شخصية كانت ولا زالت وجبة شهية ومثيرة أمام المخرجين والأبطال السينمائيين. وترصد "التحرير" في ذكرى تولي النازي أدولف هتلر سدة حكم ألمانيا، أبرز الأفلام التي تناولت حياة الفورهور على مار سنين حياته وبعد رحيله. كوميديا سياسية أثار شارلي شابلن الصامت في أفلامه ضجة هائلة حول العالم بعدما تكلم لأول مرة في شخصية "أدولف هتلر" الذي تناولها بشكل ساخر في فيلمه "الديكتاتور العظيم". ودفعت المهاجمة الصريحة لسياسات الفورهور الألماني في الشخصية الهزلية الكوميدية، لإصدار هتلر قرارا بحجب عرضه في الدولة النازية عام 1940، بعدما تسبب في إحداث أزمة سياسية بين الولاياتالمتحدة. وترشح "الديكتاتور العظيم" ل5 جوائز أوسكار في عام 1941 عن جائزة أفضل فيلم، وأفضل ممثل، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل نص سينمائي أصلي. الانتحار قدم الممثل الإنجليزي أليك جينيس تجسيدا جديدا لشخصية القائد النازي عام 1973 في فيلمه "هلتر: الأيام العشرة الأخيرة".
وصور خلاله الأيام التي سبقت انتحار أدولف هتلر بمشاركة سيمون وارد واعتمد على كتاب "هتلر الأيام الأخيرة: سرد شاهد عيان" كتبه جيرهارد بولدت أحد الناجين من قبو الفوهرر.
7 ساعات أخرج هانز يورجن بمشاركة إنتاجية من هيئة الإذاعة البريطانية "هتلر: فيلم من ألمانيا" عام 1977، مدته 442 دقيقة أي 7 ساعات، والذي لعب فيه الفنان هاينز شوبرت دور كل من أدولف هتلر وهاينريش هيملر. ويتكون الفيلم من أربعة أجزاء واستعان المخرج فيه بمقتطفات وثائقية، وخلفيات من الصور الفوتوغرافية، وعرائس متحركة، ومشاهد تم عرضها على خشبة المسرح. ما قبل النهاية "المخبأ" فيلم تلفزيوني من إنتاج شبكة "سي بس إس" من إخراج جورج شايفر عام 1982، ويصور الأحداث المحيطة بالأسابيع الأخيرة أدولف هتلر حول مخبئه تحت الأرض في برلين قبل وأثناء المعركة. يبدأ الفيلم في عام 1945، مع أودونيل "جيمس نوتن" الحصول على إذن بدخول قبو الفوهرر عن طريق رشوة خفير السوفياتي مع علبة السجائر، وحصل العمل على جائزة إيمي برايم تايم لأفضل ممثل في دور رئيسي بمسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني. الافتراض فيلم "الوطن" أنتج عام 1994، لكتاب يحمل نفس الاسم من قبل الصحفي روبرت هاريس، ومن بطولة روتجر هاور وميراندا ريتشاردسون وماجواير. والعمل عبارة عن رؤية افتراضية لألمانيا خلال عام 1964 في حالة انتصار هتلر في الحرب العالمية الثانية.
فشل الرسام تناول فيلم "ماكس" الذي أنتج عام 2002، حياة أدولف هتلر الشاب. ويصور العمل حياة هتلر في شبابه - يجسده الفنان نوه تايلور - وذلك عندما صادفه الفشل كرسام في فيينا، والتقى بتاجر الفنون يهودي الذي صاحبه وهو ماكس روثمان - ويجسده جون كيوزاك. رحلة الصعود يمثل مسلسل "نهوض الشر" - Hitler: The Rise of Evil - الذي أنتج عام 2003 صعود أدولف هتلر للحكم. وهو عبارة عن مسلسل تليفزيوني من جزئين ويحكي عن السنوات الأولى في حياة الفورهور حتى عام 1933، وقام بتمثيل دور البطولة في الفيلم روبرت كارلايل. بعيون السكرتيرة دخلت السينما الألمانية عام 2004 في إنتاج عمل عن حياة قائدها النازي أدولف هتلر في فيلم السقوط "Der Untergang" . ويحكي العمل الألماني عن الأيام الأخيرة من عمر هتلر وعمر الرايخ الثالث، وأدى دور البطولة في الفيلم برونو غانز، ويعتمد الفيلم جزئيًا على السيرة الذاتية الخاصة تراودل وهي السكرتيرة المقربة إلى هتلر. مؤامرة 20 يوليو أدى العالمي توم كروز دور الكولونيل شتاوفنبرج أحد المتآمرين على هتلر في فيلمه "فالكيري" الأمريكي الإنتاج عام 2008. ويصور العمل مؤامرة 20 يوليو من ضباط الجيش الألماني لاغتيال أدولف هتلر واستخدام عملية فالكيري الوطنية للطوارئ للسيطرة على البلاد.
الإنتقام اليهودي اغتال اليهود أدولف هتلر - على غير الواقع - في الإنتقام السينمائي والثأر للعرقهم ب"أوغاد مجهولون" بطولة براد بيت. والعمل فيلم حرب أنتج عام 2009 من تأليف وإخراج كوينتن تارانتينو ويقوم ببطولته براد بيت وكريستوف فالتز وميلاني لوران. ويروي الفيلم قصة تاريخة بديلة حول حبكتين لاغتيال القيادة السياسية لألمانيا النازية، الأولى خططت بواسطة شابة يهودية فرنسية تملك دار عرض سينمائية والأخرى بواسطة فريق من المجندين اليهود يقوده الملازم ألدو راين "براد بيت". المصري العائد.. ظهر هتلر فى السينما المصرية بدور الشرير الكوميدى أداه الفنان "علاء مرسى" فى فيلم "الحرب العالمية الثالثة" إنتاج 2014. ويجسد مرسي دور الفورهور في شكل فكاهي عائدا ليقود الحرب العالمية الثالثة.