فى الوقت الذى تشتد فيه الأزمة الفلسطينية ويتزايد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة يوماً بعد يوم، تقف السينما العالمية موقف المتفرج من القضية الفلسطينية، فى حين قدمت أفلاماً قليلة جداً أغلب صناعها من أصول عربية وتحديداً فلسطينية، قدموا القضية من زوايا مختلفة ووفقاً لوجهات نظرهم، كان آخرها «الجنة الآن» لهانى أبوأسعد، الذى تناول العلميات الاستشهادية من الشباب الفلسطينى. ورغم النجاح الفنى الذى حققه الفيلم لدرجة حصوله على جائزة جولدن كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام 2006، وترشيحه لأوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، فإن القضية الفلسطينية لم تعرف طريقها بعده للسينما العالمية، ولم يلتفت صناعها إلى ما يحدث على أرض فلسطين من مآسٍ ومجازر تستحق أن تروى عبر الشريط السينمائى الأكثر قدرة على الوصول والتأثير فى الرأى العام العالمى. ومع غياب القضية الفلسطينية عن أجندة صناع السينما العالمية، يلفت الانتباه حالياً تقديم أربعة أفلام عن النازية حمل كل منها لافتة «مأخوذ عن أحداث حقيقية»، أحد هذه الأفلام يتناول ممارسات النازية الألمانية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، والثانى عن محاولة اغتيال قائد النازية «أدولف هتلر» على يد ضابط يهودى، والثالث يرصد كفاح اليهود ضد هتلر والجيش الألمانى، والرابع فيلم رعب يشير إلى محارق الهولوكوست التى ارتكبها النازيون ضد اليهود، والتى تذرع بها اليهود للمطالبة بوطن قومى فى فلسطين، وتعويضهم عما حدث لهم بالهولوكوست، رغم تقليل الكثير من المراجع التاريخية من اليهود أنفسهم من أعداد الضحايا التى تم الإعلان عنها. الفيلم الأول «فالكيدى» أنتجه ويلعب بطولته الممثل الأمريكى «توم كروز» وهو يعرض حالياً فى عدد من دول العالم محققاً نجاحاً فنياً وجماهيرياً كبيراً، ففى أمريكا وحدها تجاوزت إيراداته 80 مليون دولار حتى الآن، ويجسد «كروز» فى الفيلم دور الكولونيل الألمانى «كلاوس فون ستوفنبرج» الذى يقود مؤامرة لاغتيال «هتلر»، ويرصد الفيلم الساعات العصيبة التى يقضيها الكولونيل وزملاؤه لتدبير المؤامرة، فى حين أن ملخص الفيلم يقدم ألمانيا فى ذلك الوقت بأنها دولة ملأها الشر وفقدت السلام والشرف، وأن الكولونيل رجل شريف عليه إيقاف «هتلر» قبل تدمير ألمانيا وأوروبا كلها. فى حين يرصد فيلم «التحدى» جهود ثلاثة أشقاء يهود يجسد أدوارهم «دانييل كريج» و«ليف شريبر» و«جيمى بل» يقاومون الجيش الألمانى فى غابات بيلاروسيا، وكان من المقرر عرض الفيلم فى ديسمبر الماضى، ولكن تم تأجيله ليعرض هذا الأسبوع «جيد» فيلم آخر عن النازية واليهود أخرجه «إد زويك» ويلعب بطولته «فييجو مورتينسون» والذى يجسد دور «أستاذ أدب ألمانى» يروج عبر مؤلفاته للنازية، ويرصد الفيلم علاقته بصديقه اليهودى، ويجسد دوره «جيسون إيزاك». ورغم أنه فيلم رعب فإن «لم يولد بعد» الذى يلعب بطولته «جارى أولدمان» و«أوديت يوستمان» يشير إلى محرقة الهولوكوست، بينما تدور أحداثه حول «كاسى» التى تركتها والدتها فى صغرها وتنتابها أحلام يقظة مرعبة وتلجأ إلى شخص يدعى «رابى» ليخلصها من معاناتها، وفى أحد مشاهد الفيلم الذى يعرض فى مصر حالياً تبرز نجمة داود- التى يتخذها اليهود رمزاً لهم - فى إحدى صفحات كتاب تتصفحه البطلة. وكان «المومياء» قد تم منعه من العرض فى مصر قبل سنوات نظراً لاحتواء أحد مشاهده على حديث بالعبرية، بينما يمسك أحد الأبطال بقلادة بها نجمة داود لتهدئة المومياء الثائرة التى تتخذ منه عبداً لها.