سادت حالة من الغضب لدى سكان عزبة النهضة "الصفيح" سابقًا بمدينة المنصورة لاستمرار انقطاع مياه الشرب عن منازل العزبة منذ مطلع شهر رمضان الماضي وحتى هذه اللحظة. إبراهيم القاطوني، أحد أهالي العزبة، قال إن منازلهم محرومة من مياه الشرب منذ أكثر من 60 يومًا متواصلة على الرغم من أن ما يفصلهم عن أحياء "جديلة" و"الدراسات" بمدينة المنصورة عدة أمتار صغيرة. وأضاف القاطوني أن العزبة تدفع ثمن فقرها وضعفها ولو كانت حيًا راقيًا ما تجاسر المسئولون على قطع المياه عنها ساعة واحدة والمسئولون بشركة مياه الشرب يتجاهلون مناشدات الأهالي التي تطالبهم بإعادة المياه لمنازلهم. وذكر أن المياه موجودة على مقربة من العزبة وتصعد للأدوار العليا للأبراج السكنية بمنطقتيّ جديلة والدراسات ولا تأتي إلى منازلهم نتيجة للنظرة الدونية التي ينظر بها المسئولون للعزبة. وأشار إلى أنهم نظموا وقفة احتجاجية أمام شركة مياه الشرب في شهر يوليو الماضي فعادت المياه إلى العزبة لعدة ساعات ثم عادت انقطعت مرة أخرى مؤكدًا أن من استطاع إعادة المياه لعدة ساعات يستطيع إعادتها بشكل دائم. محمد مصطفى، من أهالي العزبة، أوضح أن المياه كانت منتظمة في منازل العزبة حتى شهر يونيو الماضي، ولكن كانت ضعيفة حتى جاء مهندسين وفنيين إلى خط المياه الرئيسي وحفروا ووصلوا ماسورة كبيرة على الخط الرئيسي، وعندما سألوا المسئولين قالوا إنه خط إضافي لزيادة ضخ المياه إلى العزبة ومن يومها انقطعت المياه بشكل كامل ليكتشفوا أن الماسورة التي تم تركيبها لم تكن لدعم العزبة بل للانتقاص من حصتها من المياه وتوجيهها إلى خط مياه ميت فارس. مصطفى قال إن الأهالي يعتمدون على مياه الفناطيس بعد أن خصصت شركة مياه الشرب والصرف الصحي فناطسين مياه للعزبة بشكل يومي ويتزاحم أهالي العزبة من أجل الحصول عل جركن مياه. وأضاف أنهم عندما توجهوا بالشكوى إلى شركة المياه ومحطة مياه المنصورة أكدوا أن التعديات على خطوط المياه والبناء العشوائي هو السبب الرئيسي في حدوث الأزمة و80% من منازل العزبة بها عدادات مياه ووصلت المياه بشكل رسمي وليس من حق أحد حرمانهم من مياه الشرب. ولفت إلى أن المنازل العشوائية والمنشأة على أرض زراعية، متعاقدة مع الحكومة بنظام الممارسة، ويدفعون أموال مقابل الخدمة والدولة هي التي سمحت لهم بالتوصيل "فمحدش يجي يقول لنا أصل المنازل العشوائية هي السبب.. وهو مين اللي سمح للمنازل دي بتوصيل المياه ومين اللي أخد ولسه بياخد منهم فلوس مقابل المياه؟". مهندس بشركة مياه الشرب والصرف الصحي والمسئول عن توصيل المياه للعزبة، فضل عدم ذكر أسمه، ذكر ل "التحرير" أن الشركة تقف عاجزة أمام أزمة مياه الشرب والتي وصلت إلى حدود مدينة المنصورة بسبب إرتفاع الطلب على الإنتاج وعدم كفاية المنتج من المياه لسد حاجة المواطنين. وأضاف أن البناء العشوائي والتعديات على الأراضي الزراعية المتواصلة منذ ثورة يناير وحتى اليوم هو السبب الرئيسي في أزمة انقطاع مياه الشرب عن الكثير من المناطق بالمحافظة. وأشار إلى أن تلك التوسعات في البناء لا يوازيها توسع مقابل في محطات المياه بسبب تأخر الهيئة القومية لمياه الشرب في إنشاء عدد من المحطات بنطاق المحافظة وتحديث بعض المحطات مثل محطة المنصورة لاستيعاب الطلب المتزايد على مياه الشرب. وأكد أن الأزمة أمامها عدة أسابيع وستنتهي بنهاية فصل الصيف الذي يتزايد فيه الطلب على المياه لكن المشكلة في الصيف القادم محذرًا من أن عدم إنشاء محطات جديدة سيؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل كارثي في الصيف القادم.