حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية من خطورة قيام تنظيم "داعش" الإرهابي، باستهداف المدارس وتدميرها، والقضاء على كل سبل التعلم ونشر المعرفة، خاصة بعد تدميره لأكثر من ألف وخمسمائة مدرسة، بمدينة الأنبار العراقية. أضاف المرصد، في بيان رسمي، اليوم الجمعة، أن القضاء على التعليم ونشر الأمية والجهل بين الناس من أهم أدوات التنظيم في السيطرة على العقول وتوجيهها بما يخدم مصالح التنظيم وأهدافه الخاصة، حيث تُشير جميع الأخبار والمعلومات الواردة من مناطق سيطرة التنظيم والتي يتم رصدها عبر مرصد فتاوى التكفير إلى أن التنظيم دائمًا ما يعادي جميع أشكال التعليم والتنوير، ويسعى دومًا إلى جعل المدارس في مرمى النيران. تابع المرصد: "رغم أن الإسلام يحث على طلب العلم ويرفع من شأن أهل العلم، حتى أن رسول الله، صل الله عليه وسلم، قد أمره ربه بالاستزادة من العلم بقوله: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾، وقد حث الرسول صل الله عليه وسلم ورغب في طلب العلم فقال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، إلّا أن تنظيمات العنف والتكفير تتجاهل كل ذلك؛ فتعادي العلم وتقاتل أهله، وتسعى لنشر الجهل والأمية بما يساعدها في كسب المزيد من الأتباع والمقاتلين". وحول توظيف المدارس لخدمة أهداف التنظيم، لفت المرصد إلى أن التدمير كان الخيار الأول لدى التنظيم في التعامل مع المدارس، باستثناء بعض المدارس التي استخدمها التنظيم كمراكز للتجنيد ومخازن للأسلحة، بالإضافة إلى استخدام بعض المدارس كمباني مفخخة؛ تمهيدًا لتفجيرها وقتل العديد من المواطنين، سواء من المدنيين أو من العسكريين الذين يواجهون التنظيم في مختلف المناطق. وأبرز المرصد، حرص التنظيم على التأكد من القضاء تمامًا على المدارس حتى في المناطق التي يرحل عنها التنظيم أو يفقدها في معاركه، وذلك لضمان عدم استخدامها مرة أخرى في العملية التعليمية، ومن ثم توقف المدارس عن العمل وانتشار الجهل والأمية، ما يسهّل من مهمة التنظيم في الوجود والاستمرار. دعا المرصد، إلى الحرص على استمرار العملية التعليمية، ومواجهة تدمير المدارس بإيجاد أماكن بديلة يمكن اللجوء إليها لحين إعادة بناء ما تم تدميره، والعمل على توفير أدوات وطرق جديدة ومبتكرة لنشر العلم والمعرفة تتماشى مع المناطق التي تم تدمير المدارس بها، مشددًا على أن استمرار التعليم ونشر العلم، أهم أدوات مواجهة تنظيمات الظلام والتكفير بشكل عام، خاصة تنظيم "داعش" الإرهابي، لأن العملم الضمانة الحقيقة والراسخة لمواجهة الأفكار التكفيرية وحصارها، كما أنه الوسيلة الأنجح والأنسب؛ لتجفيف منابع التطرف والتشدد والغلو.