بعد بيانات صحفية أصدرها نائبان بمجلس الشيوخ الأمريكي حول "اتفاقين سريين آخرين" بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران بخصوص برنامجها النووي، بخلاف الاتفاق الأساسي الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي مع إيران والقوى العالمية الست (الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والصين)، أقرت مستشارة الأمن القومي بالبيت الأبيض، سوزان رايس، بذلك أول من أمس الأربعاء. وقالت رايس، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إنه سيتم الكشف عن محتوى الاتفاقين إلى النواب الأمريكيين في مؤتمرات سرية، رافضة ما يشير إليه أعضاء الكونجرس الجمهوريين بأن ذلك يمثل وجود اتفاقيات "سرية" تتعلق ببرنامج إيران النووى. ونشر موقع "بريتبارت" الأمريكي نص البيانات الصحفية التي أصدرها النائبان الجمهوريان، توم كوتون، ومايك بومبيو، وكشفا فيها عن الاتفاقين السريين اللذين يتناولان "موقع بارشين العسكري"، و"الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني"، أول من أمس الأربعاء، وقالا "إنهما علما بالاتفاقين بعد اجتماع في 17 يوليو مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا". وفي بيان صحفي للنائبين، أوضحا أنه تم إخبارهما بأن الاتفاقين "سيبقيان سريين ولن تتم مشاركتهما مع أي دولة أخرى، أو الكونجرس، أو العامة". وأضافا "أن هذا ينتهك التزام إدارة أوباما بتوفير النص الكامل للاتفاق النووي مع إيران إلى الكونجرس للنظر فيه بموجب مشروع قانون كروكر". وقال "بومبيو" بحسب الموقع الأمريكي في البيان "هذا الاتفاق هو الأسوأ بين اتفاقيات ما خلف الكواليس.. بعيدًا عن أنه يسمح لإيران بالاحتفاظ ببرنامجها النووي، وبرنامجها الصاروخي، والرهائن الأمريكية، والشبكة الإرهابية، إلا أن إدارة أوباما لم تعلن عن اتفاقين جانبيين. وأكد "هذا لا ينتهك قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني فحسب، بل ويطلب من الكونجرس الموافقة على اتفاق لا يقدر على مراجعته"، مشيرًا إلى "عدم الكشف عن محتوى الاتفاقات الجانبية يطرح سؤال: ماذا تخفي إدارة أوباما؟"، داعيًا زملائه في الكونجرس بالمطالبة بالإطلاع على الاتفاق الكامل، وعدم الموافقة على اتفاق ليسوا على علم كامل به. أما كوتون فقال: "يجب أن يكون تقييم هذا الاتفاق مستندا على حقائق ثابتة ومعلومات كاملة.. ونكتشف الآن فقط أنه يتم الإبقاء على أجزاء من هذا الاتفاق الخطير سرية، ما يجعلنا نتساءل ما العناصر الأخرى التي ربما تكون سرية ولا تخضع للرقابة العامة. كما بعث النائبان برسالة إلى الرئيس الأمريكي، يشيران فيها إلى عدم التزامه بمشروع قانون كروكر، ويطالبانه بكشف الاتفاقين الآخرين على الفور، جاء فيها: "عدم الكشف عن هذين الاتفاقين يُبقي الكونجرس أعمى في ما يتعلق بمعلومات مهمة تخص مسار إيران المحتمل في اتجاه كونها قوة نووية، وسيكون له عواقب ضارة حول قدرة النواب على تقييم خطة العمل الشاملة المشتركة". وبحس الرسالة، طالب النائبان ب"إتاحة هذين الاتفاقين إلى الكونجرس على الفور، حتى يمكننا القيام بواجبنا في تقييم الكثير من التساؤلات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة".