رغم أن خليج أبو قير يضم بين جنباته وصخوره العديد من الوقائع التاريخية الهامة، كما يضم بين أمواجه عدد آخر من الآثار الغارقة، التي تعود إلى الحملة الفرنسية، إلا أن المنطقة سقطت تمامًا من حسابات وزارتي السياحة والآثار، فلا توجد لافتة واحدة تؤكد أو تدل على وجود أي آثار أو مناطق تاريخية بالمنطقة، رغم وجود 7 أماكن هامة، ربما تساهم في انتعاش السياحة بالإسكندرية. رصدت «التحرير» خلال جولتها، بعض الأماكن التاريخية والآثرية في أبو قير، ربما تعود المنطقة على الخريطة السياحية. في البحر الميت تتواجد منطقتين آثريتين، هم جزيرة نيلسون، التي شهدت معركة أبو قير البحرية، ودارت المعركة بين الأسطول الفرنسي والأسطول الإنجليزي، وهي من أهم الجزر على الإطلاق، حيث يوجد أسفلها زوارق حربية وقطع آثرية. وتضم الصور التي تم التقاطها عدد من التماثيل الآثرية والقطع الثمينة التي من الممكن أن تتحول إلى محتف بحري كبير، وتقول «منال فاروق» الباحثة الآثرية في علم المصريات،ل«التحرير»، إن منطقة أبو قير تزخر بالعديد من الآثار والأماكن الآثرية، منها طابية كوسا باشا، قلعة جلال الدسوقي، وجزيرة نيسلون، كما يتواجد بها عدد كبير من القطع البحرية الفرنسية الغارقة، سواء في البحر الحي أو البحر الميت. وأضافت «فاروق» أن المنطقة أيضًا تضم مجموعة كبيرة من الجزر في عرض البحر، من الممكن أن تتحول إلى مزار سياحي أو منتجعات سياحية تخدم السياحة في مصر بشكل عام، بالإضافة إلى وجود شاطىء بطول 7 كيلو مترات يمتد من برديس وحتى البحر الحي، وشرقًا حتى البحر الميت وجزيرة نيسلون. وأكدت عالمة المصريات، أن الحكومة المصرية كانت قد أقرت في عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، خطة لتطوير منطقة أبو قير وجعلها على الخريطة السياحية المصرية، وهو مالم يحدث حتى الآن، فلم تشهد المنطقة أي تطوير وتركتها الحكومات المتعاقبة مكانًا للإهمال وانتشار البلطجية وتجارة المخدرات بكافة أنواعها، كما أصبحت أبو قير هي البوابة الرئيسية للهجرة غير الشرعية. فيما يضيف «عمر علي»، عضو اتحاد صيادين أبو قير، أن المنطقة تضم مئات الأنواع من الأسماك النادرة، سواء في مياه خليج أبو قير أو في البحر الحي أو برديس، وطالب بوضع أبو قير على خطة التنمية السياحية لما لها من طابع تاريخي يميزها عن باقى شواطىء الإسكندرية، وأضاف أن لدينا كنز اسمه جزيرة نيلسون، لما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة وقت الصباح وحتى الغروب، فلماذا لا تسغل الحكومة تلك الأماكن في عمل رحلات سياحية أو رحلات صيد جماعي تدر عائدًا للدولة يحقق طفرة كبيرة. وأشار «علي» أن أبو قير لا توجد بها وسائل مواصلات حكومية سوى القطار المتواجد منذ عشرات السنين، ولا يعرف سكانها أي شىء عن خطط التطوير أو التنمية أو التجميل، فالقمامة تنتشر بصورة ضخمة في شوارعها الكبيرة، مضيفًا «كأن الحكومة عايزة تعدم أبو قير حية». * * * * * * *