نيلسون.. جزيرة في وسط البحر بمنطقة أبي قير وتبعد عن شاطئ معبد بالبحر الميت بحوالي 8 كيلو مترات.. يعتبر خبراء الآثار أن هذه الجزيرة هي الدلالة الوحيدة التي تشير إلي وجود مدينة أثرية غارقة تحتها.. وترجح تسميتها بهذا الاسم إلي قائد الأسطول الإنجليزي نيلسون الذي حطم أسطول نابليون بونابرت بخليج أبوقير في المعركة المعروفة. خلال تنقيب الحملة الإيطالية عن الآثار بجزيرة نيلسون اكتشفت صهريجاً للمياه داخل الجزيرة يعود إلي العصر اليوناني الروماني ويتوقع أنه كان يمد السفن بالمياه العذبة المتجمعة بالصهريج من مياه الأمطار. انتقلت "المساء" إلي جزيرة نيلسون للتعرف علي الاكتشاف الجديد والتقت بخبراء الآثار للوقوف علي أهمية هذا الاكتشاف. يؤكد علاء محروس مدير عام الآثار الغارقة بالإسكندرية إن جزيرة نيلسون هي من أحد أجزاء مدينة الإسكندرية الغارقة والتي تتوافد إليها البعثات الأثرية الأجنبية من حين إلي آخر لاكتشاف الآثار بها. مشيراً إلي أن الاكتشاف الأخير بالجزيرة وهو صهريج كان يستخدم لتخزين المياه العذبة به التي كانت تستخدم لإمداد السفن والمدينة بمياه الشرب. موضحاً أن الإسكندرية القديمة كانت تعتمد علي الصهاريج لتخزين مياه الأمطار واستخدامها كمياه عذبة صالحة للشرب. ويرجح محروس أن الصهريج في عصر استخدامه كان أكبر اتساعاً وحجماً مما هو عليه الآن وتقلص بسبب تعرضه لعوامل التعرية ومياه البحر لسنوات طويلة. يضيف الدكتور محمد مصطفي مدير عام الآثار بالإسكندرية أن الصهريج الذي تم اكتشافه مؤخراً علي جزيرة نيلسون يرجع تاريخه إلي العصر اليوناني الروماني وتم اكتشافه في العام الماضي علي أيدي البعثة الإيطالية والتي قامت بتكملة اكتشاف باقي مشتملاته خلال الأشهر القليلة الماضية. مشيراً إلي أنه لم يتم حتي الآن ضم الجزيرة إلي المنافع العامة لدي الهيئة العامة للآثار لأنها تتعامل معها بالشكل الأثري العلمي وليس الإداري وهذا ما يهم الهيئة لتساعدنا علي وضوح التاريخ ولكنها حالياً تعتبر مقصداً سياسياً لزوار الإسكندرية وأبنائها. يقول خالد معبد 39 سنة مدير شاطئ معبد بمنطقة أبي قير إن هذا الشاطئ يعتبر المرسي الوحيد لليخوت واللنشات التي تعتبر الوسيلة الوحيدة للوصول إلي جزيرة نيلسون التي تبعد عن الشاطئ ب8 كيلو مترات وتستغرق رحلة الوصول إليها بواسطة اليخت 30 دقيقة مقابل 25 جنيهاً للفرد وعن طريق اللنش الذي يستغرق 45 دقيقة بمقابل 15 جنيهاً للفرد الواحد. وأشار معبد إلي أن إجمالي عدد المراكب ما بين 20 لنشاً وخمسة يخوت تعمل جميعها كوسيلة للمواصلات لنقل زوار الجزيرة بالإضافة إلي الأفواج السياحية التي تقصدها فضلاً عن استخدامها لرحلات الصيد خاصة في فصل الشتاء الذي تقل فيه حركة المصطافين. يشكو أحمد محمد إبراهيم 26 سنة أحد العمال الذين يعملون بشاطئ معبد من حالة الإهمال التي وصلت لها الجزيرة حيث تتناثر القمامة الناتجة عن مخلفات زوار الجزيرة. مشيراً إلي أنه رغم الجهود المبذولة من قبل عمال الشاطئ لنظافتها أولاً بأول إلا أنها تحتاج جهوداً وإمكانيات أكبر من المتاح لديهم مطالباً بالاهتمام بجزيرة نيلسون لكونها مقصداً سياحياً بالإضافة إلي القيمة الأثرية التي تزداد بعد الاكتشافات المستمرة والمتتالية عليها. ويوضح إبراهيم أن الجزيرة لم تكن مجرد مقصد لرحلات السياحة أو الصيد ولكنها استطاعت أن تجذب مخرجي المسلسلات وأفلام السينما لما تتمتع به من مناظر طبيعية.