فى عام 1930.. فى زمن الاحتلال الإنجليزى لمصر.. كان هناك فى منطقة أبو قير شرق الإسكندرية معسكر لسلاح الطيران.. وأثناء طيران الكابتن كول الطيار البريطانى فوق خليج أبو قير شاهد شيئا كبيرا على شكل حدوة حصان تحت سطح البحر.. فأبلغ ما شاهده للأمير عمر طوسون أحد أفراد الأسرة العلوية وكان عاشقا للآثار وكان يملك أراضى شاسعة بالقرب من هذا الخليج.. واتجه عمر طوسون أولا لسؤال الصيادين فى المنطقة عن مدى معرفتهم بوجود آثار تحت سطح البحر.. وفعلا أخبره الصيادون عن مكان معين فى قاع الخليج يوجد به آثار تضم بين ثلاثين وأربعين عمودا تغطى مساحة نصف فدان.. وعلى بعد 200 متر من هذا الموقع فى اتجاه الساحل يوجد أساسات مبنى مهدم مع بعض الأعمدة.. وأن هذه الآثار تشغل مساحة فدانين فى قاع الخليج.. وتولى مهندسو الأمير عمر طوسون تحديد مواقع هذه الآثار على بعد 1800 متر داخل الخليج إلى الشرق من قلعة الرملة... وفى 5 مايو 1933 صحب الأمير مدير المتحف اليونانى الرومانى وعدد من الغواصين.. الذين غاصوا وأخرجوا من على عمق خمسة أمتار فقط عددا من الأعمدة من الرخام والجرانيت الأحمر وكان بين الحطام رأس تمثال من الرخام الأبيض.. وعندما نظف التمثال وبدت ملامحه تبين أنه رأس تمثال للإسكندر الأكبر وتم نقله للمتحف.. وتبين أن هذين الموقعين لمعبد غارق تحت سطح البحر.. وأن جزءاً مهما من التربة المصرية اختفى تحت سطح البحر وعليه مدينتان مهمتان بمعبديهما الشهيرين اختفيا مع اختفاء مصب فرع والذى عرف فى التاريخ بالفرع الكانوبى وفى منطقة البحر الميت التى تقع خليج أبى قير يرقد الأسطول الذى نقل نابليون بونابرت وحملته على مصر فى معركة من أشهر المعارك التى سجلها التاريخ والتى غرق فيها أيضا الأسطول الإنجليزى بقيادة نلسون بجانب اسطول نابليون وأصبحت معركة النيل كما يسمونها نقطة تحول خطير فى الصراع بين انجلترا وفرنسا فى نهاية القرن الثامن عشر.. وبطول سواحل مصر على البحر الأبيض والبحر المتوسط ونيل مصر العظيم وبحيراتها.. توجد حضارات غارقة.. شاهدة على عمق تاريخ مصر.. ولأن قصة الكشوف الأثرية تحت البحر بدأت عام 1910 عندما اكتشف كبير مهندسى مصلحة الموانىء أرصفة ضخمة لميناء كامل مغمور تحت سطح البحر خارج الميناء الغربى بين رأس التين وصخرة أبى بكر.. ولأن سواحل مصر متحف كبير وعظيم يضم صفحات غارقة من تاريخ مصر والعالم.. ولكن للأسف الشديد أن هذه السواحل لم تستفد منها مصر سياحيا.. فى سياحة الغوض للآثار الغارقة.. إلا محاولات فردية من بعض أندية الغوض.. ولأن وزارة الآثار للأسف الشديد توجد بها إدارة للآثار الغرقة ولكنها لضعف الإمكانيات المادية لا تستطيع تسويق نفسها.. ولغياب التنسيق بين وزارات الآثار والثقافة والسياحة.. لن نستفيد سياحيا من شواطئ مصر المتحف العظيم.. الذى يضم صفحات غارقة من تاريخ مصر.. إلى متى الله أعلم!!