لم يتخيل صاحب ال23 عامًا حينها أن إصابته التي ألمَّت به ستُغير مصير حياته من لاعب كرة قدم محترف، إلى ممثل شهير تتهافت عليه الكاميرات، لحظات الألم والقسوة لضياع مستقبل رَسمه في عالم الساحرة المستديرة ربما لم تفارقه إلى الآن. ظافر العابدين، الذي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوره بصحبة الممثلة المصرية نيللي كريم، مشيدين بدورهما في المسلسل الرمضاني "تحت السيطرة" وحالة الحب التي سيطرت عليهما طيلة الحلقات الأولى من المسلسل، إلا أن انقلبت الإشادة ذمًا بعد تركه الأخيرة وزواجه من آخرى إثر معرفته بإدمانها للمخدرات. وعن شخصيته التي قدمها في المسلسل، أكد ظافر خلال استضافته في برنامج Rating رمضان، "شخصيتي موجودة في كل أنحاء العالم العربي ولكن الاختلاف يكمن في نسبة التواجد"، معبرًا عن رغبته في تقديم دور المدمن في المسلسل قائلًا: "الإدمان حالة استثنائية ولا نقابلها كل يوم" العابدين الذي ولد في مثل هذا اليوم التاسع عشر من شهر يوليو عام 1972 بمدينة تونس، ليبدأ حياته كلاعب قبل أن تدمر الإصابة ذلك الحلم، ويتجه إلى العمل كعارض أزياء في إحدى الوكالات الباريسية "متروبوليتان"، ودارس لعلم الحاسوب. بدأ حياته الفنية، كمساعد للمخرج المنصف ذويب، وسافر إلى لندن لتعلم اللغة الإنجليزية، ثم التحق بكلية برمنجهام للخطابة والدراما، إلى أن تخرج منها عام 2002. قبل تخرجه مباشرة، لعب دور قائد فريق كرة قدم فرنسي يدعى مارسيل ساباتييه في المسلسل التلفزيوني البريطاني Dream Team ثم ظهر في مسلسل Spooks وفي مسلسل The Bill. وفي السينما لعب دورًا في البداية في فيلم "شفرة ديفنشي" لم يشاهده الجمهور بعد اقتطاعه في المونتاج، إلى أن طُلب منه تأدية دور "محمد علي" في المسلسل التونسي "مكتوب" ليصبح ظافر مثلًا للمرأة في تونس، وتختاره العديد من العلامات التجارية لترويج منتجاتها في تونس ومصر والشرق الأوسط. وفي 2007، أعلن الممثل التونسي أنه أمام تحدٍ جديد بتقديمه برنامج "أمير الشعراء"، الذي لاقى استحسانًا كبيرًا وسط متابعيه ومحبيه، كما قدّم أيام قرطاج السينمائية عام 2008، إلى أن فاجأ جمهوره بظهوره في الدراما المصرية "فيرتيغو" عام 2012. أكد مرارًا أن "السفر والتنقل بين بلد وآخر لتصوير الأعمال الفنية، أثر بشكل كبير على حياتي الشخصية"، منوهًا أنه يقيم أشهرًا في مصر وفي تونس من أجل عمله الفني، وفي بريطانيا من أجل عائلته التي تقيم هناك. عبّر عن هدفه من الأعمال الفنية التي يقدمها للجهمور قائلًا، "عليّ تقديم أعمال جادة هادفة تحمل الإضافة لمسيرتي، يتذكروني إثر غيبتي، أسكن داخل تفكيرهم معبرًا عن حالتهم". في 2012 شارك في أول أعماله في الدراما المصرية من خلال مسلسل "فرتيجو" مع مواطنته هند صبري وإخراج عثمان أبو اللبن، ثم قدَّم دور رأفت في مسلسل "نيران صديقة" مع منّة شلبي وعمرو يوسف ومن إخراج خالد مرعي، وبعدها مسلسله "فرق توقيت" مع تامر حسني، و"أريد رجلًا" مع إياد نصار، قبل مسلسله الأخير "تحت السيطرة". ردّ ظافر على المشككين في موهبته، والقائلين بأن وسامته هي من جعلت منه نجمًا، "الموهبة الحقيقة هي المعيار الرئيسي في نجاح أي ممثل، فبدون امتلاك الفنان للموهبة لا يُمكن أن يستمر بمجال الفن مهما كانت درجة وسامته". حصل على جائزة الإبداع والتميز من مهرجان الفضائيات العربية على دوره في مسلسل "فرق توقيت" خلال احتفالية أقيمت في القاهرة. يسكن ظافر في لندن وهو متزوج وله ابنة، ويتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، والإيطالية والإسبانية بشكل جيد.