هاني شكرالله: الثورة المصرية أصبحت أكثر عنفا وكآبة مقارنة بأيامها الأولى هاني شكرالله: في البداية اختطف العسكر الثورة بالتعاون مع الإخوان.. ثم اختطفها الإخوان بالتعاون مع العسكر هاني شكرالله: ما يمكن النظر إليه الآن كمجرد فوضى هو النتاج الطبيعي لثورة لم يتم تحقيق مطالبها الملزمة حتى الآن هاني شكرالله: الشرطة تستمر حتى الآن في العمل كميليشيات فوضوية تتغذى على التعذيب والقتل والتلفيق والاعتقال دون محاكمة هاني شكرالله: استخدام الإخوان للتعذيب وبلطجية الشوارع يذكر بممارسات نظام مبارك.. بدلا من التحرك لضمان استقلال الإعلام الحكومي سعوا إلى جعل هذه المنافذ خاضعة لنفوذهم هاني شكرالله: نظام حسني مبارك لا يزال حيا وجيدا في كل شئ فيما عدا اسمه.. وبات ذو «لحية مشذبة» هاني شكرالله: الدستور الجديد أكثر استبدادية من دستور 1971.. وربما يخلق ثيوقراطية على الطريقة الإيرانية وإن كانت سنية في مقال بعنوان «الثورة.. تم اعتراضها» نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكي، أرجع الكتاب الصحفي المصري هاني شكر الله، ورئيس تحرير موقع «الأهرام أون لاين» الناطق باللغة الإنجليزية، سبب استمرار خروج المصريين إلى الشوارع، إلى أن الإخوان المسلمين أثبتوا كونهم أكثر قليلا من مجرد أشباه لنظام مبارك السابق بلحى. شكر الله، قال إنه لا أحد ينكر أن الثورة المصرية أصبحت أكثر عنفا وكآبة مقارنة بأيامها الأولى، مشيرا إلى أنه تم اختطافها، أولا من قبل العسكر بالتعاون مع الإخوان المسلمين، ثم من قبل الإخوان بالتعاون مع العسكر. وأضاف أن ما يمكن النظر إليه الآن كمجرد «فوضى» هو النتاج الطبيعي لثورة لم يتم تحقيق مطالبها الملزمة حتى الآن. متابعا، أن نظام حسني مبارك لا يزال حيا وجيدا في كل شئ فيما عدا اسمه؛ الاسم فقط الذي تغير، وقال إن الاختلاف الوحيد هو أن ممثلي النظام أصبحوا بلحية مشذبة هي المفضلة لدى قادة الإخوان. أشار شكر الله، إلى إنه مرة أخرى يسعى حزب سياسي إلى فرض سيطرته بلا منافس على الدولة المصرية ومجتمعها. شكر الله، تطرق إلى عنف الشرطة، بقوله إنه بعد عامين من الثورة ضد دولة مبارك البوليسية، لم يتم إتخاذ خطوة واحدة لإصلاح جهاز الشرطة المكروه. مضيفا أن الشرطة تستمر حتى الآن في العمل كميليشيات فوضوية تتغذى على التعذيب والقتل والتلفيق والاعتقال دون محاكمة. مشيرا إلى الحادث الذي تعرض له حمادة صابر من قبل قوات الأمن المركزي، معلقا بأن اعتراف صابر كان فاضحا أكثر من الحادث نفسه. وقال: «بعد عامين من الثورة، لا زالت شرطة مبارك على استعداد لاستخدام التهديدات والتعذيب لتلفيق أدلة وانتزاع أكثر الشهادات غرابة – ولا يزال الإخوان المسلمون غير راغبين في المطالبة بالتغيير»، مضيفا أن الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة في عهد الرئيس محمد مرسي تثير الاهتمام الدولي بشكل كبير. تابع شكر الله، أن استخدام الإخوان للتعذيب وبلطجية الشوارع يذكر بممارسات نظام مبارك، فضلا عن الهجوم الذي تتعرض له حرية الرأي والتعبير سلميا من قبل النظام الجديد، بحسب شكر الله الذي أضاف: «بدلا من التحرك لضمان استقلال الإعلام الحكومي، سعى الإخوان إلى جعل تلك المنافذ الإعلامية خاضعة لنفوذهم». كما وصف شكر الله الدستور الجديد، بأنه أكثر استبدادية من دستور 1971 الذي بموجبه عزز مبارك قبضته على السلطة، مضيفا أنه ربما يخلق ثيوقراطية على الطريقة الإيرانية، وإن كانت سنية. شكر الله، قال إن حتى إدعاء الإخوان بالحكم الديمقراطي والسماح بالانتخابات النزيهة، أصبح الآن عرضة لتحدي بالغ، مشيرا إلى الاستفتاء الوحيد الذي تم في حكم الإخوان، وتم تشويهه بوقائع مسجلة مختلفة تتضمن عمليات تزوير ومنع وصول مصوتين بلا إلى لجان الاقتراع. وتابع أن قانون الانتخابات البرلمانية الجديد تم تصميمه لتخليد السيطرة الإسلامية على الفرع التشريعي من الحكم، موضحا إلى أن الانتخابات الوحيدة الحرة النزيهة نسبيا التي شهدتها مصر كانت في ظل حكم العسكر. بعد عامين من الثورة، وجد المصريون أنفسهم يحكمهم نظام متأصل بشدة في التمييز الطبقي، يتبع تلك السياسات الاجتماعية والاقتصادية ذاتها التي تفضل الغني على حساب الفقير، بحسب شكر الله. ويتابع قائلا إن الإخوان لا الرئيس فقط، استمروا في تجاهل المطالب بفرض نظام ضريبي تقدمي، وحد أدني عادل للأجور، وإصلاح شامل للبيروقراطية غير ذات الكفاءة والتي تعاني من الفساد، فضلا عن عدم الاهتمام بحالة الانهيار التي تعاني منها الخدمات العامة الأساسية. شكر الله اختتم مقاله في «فورين بوليسي» قائلا إنه لهذه الأسباب، لم تعود الحياة الطبيعية إلى مصر، وسيتسمر المحتجون في الخروج إلى الشوارع بأعداد كبيرة حتى تتم تلبية مطالب الثورة. وأخيرا عبر عن أمله في ألا تستمر هذه الاضطرابات 100 عام أخرى، مستطردا أن الطريق نحو تحقيق الأهداف العظيمة لا يزال طويلا ومتعرجا. قائلا: «الأهم من كل شئ: الثورة مستمرة».