في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، قال هاني صبرا، المحلل بمجموعة أوراسياالدولية، إنه بعد عامين على الثورة، لا تزال المرحلة الانتقالية هشة، والسياسة المصرية مستقطبة بشكل خطير. مضيفا أن نتيجة الثورة لا تزال غير مؤكدة، والتهديد بالعنف يلوح في الأفق بشكل كبير. وتابع أنه إلى جانب إحياء آلاف المصريين في ميدان التحرير وعبر أنحاء مصر ذكرى الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير الحالي، سيشهد ذلك اليوم اشتباكات أيضا. صبرا أضاف أنه من الدروس الأساسية المستفادة على مدى عامين من الثورة، أن الإخوان الإسلاميين ليسوا ديمقراطيين. متابعا أنه على الرغم من آراء بعض الصحفيين والمحللين الغربيين، لا يفهم الإخوان السياسة الديمقراطية ولا يرون فيها قيم متأصلة. وقال: «الإخوان يعتقدون في الأغلبية الضيقة وعادة ما يخلط قادتهم ومؤيديهم ذلك مع الديمقراطية».
كما أوضح أن الإخوان يعتقدون أن 50% + 1 يعادل سيطرة حرة للمضي في أجندتهم، وأجندتهم غير ليبرالية بشكل واضح، تخضع فيها الحقوق العالمية للعقيدة الدينية. مضيفا أن الطريقة التي تمت بها صياغة الدستور المصري الجديد، دليل واضح على استبدادية الإخوان وميولهم نحو الأغلبية العددية. وقال: «في المستقبل، حيث يستعد الإخوان لأجندة تشريعية، توقع قوانين ستسعى إلى تقييد حرية الإعلام والتجمع».
الدرس الثاني المستفاد وفقا لصبرا، هو أن الجيش لا يزال قويا جدا. المحلل السياسي قال إن العسكر يتمتعون بضمانات وامتيازات كثيرة في الدستور الجديد. موضحا أن الإسلاميين يعلمون أن محاولة إخضاع العسكر لمراقبة مدنية مهمة صعبة، وأصبح للكيانين الآن علاقة أكثر تعاونية. صبرا تابع أن عدم خضوع الجيش لرقابة مدنية مباشرة هو ببساطة أمر سئ لتغذية الديمقراطية الوليدة.
أما الدرس الثالث فكان أن الطائفية لا تزال حية في مصر، وفي ذلك قال صبرا إن حال المسيحيين أصبح أسوأ كثيرا في مصر ما بعد الثورة. وعلى الرغم من إصدار الإخوان العديد من المداهنات حول التزامها بالمساواة، لإرضاء المشككين الغربيين، سيقف قادة الإخوان مكتوفي الإيدي بينما يتفوه الإسلاميين المتشددين بخطابات قبيحة وخطيرة ضد المسيحيين؛متابعا أنه ينبغي على الأقباط المصريين القلق، وأنه إذا كان القانون غير متحيز علنا، ستتغلغل آراء قادة مصر في البلد، مما يؤجج التحيزات المعادية للأقباط الموجودة بالفعل.
الدرس الرابع هو أن شباب الإخوان المسلمين التقدمي «أسطورة». وهنا قال صبرا إن شباب الإخوان أكثر اعتدالات وثورية وليبرالية مقارنة بالقيادات. لكن مع هذا لا يزالوا متقيدين بأتباع من نفس أعمارهم، ملتزمين بالمحافظة. ومن ثم لم يكون لشباب الإخوان التأثير المعتدل المتوقع.
الدرس الخامس هو أن الأغلبية الصامتة – القوى الأكثر فعالية - لا تزال موجودة في مصر. صبرا قال عن ذلك إنه على الرغم من أن مصر لديها ما يزيد عن 50 مليون ناخب، أكبر كتلة منهم هي تلك التي لا تهتم بالسياسة والتي لا تعرف عنها بشكل كافي والتي تضم المحبطين.
وكان الدرس السادس أن السلطات بلا هدف فيما يتعلق بالاقتصاد. الإخوان استخدموا رأس مالهم السياسي للدفع نحو الدستور، ثم وجدوا بعد ذلك أنهم يتمتعون بنفوذ قليل في الدفع نحو بعض الإصلاحات الاقتصادية اللازمة. أما الدرس السابع والأخير فكان أن سيناء تعتبر مشكلة أمنية خطيرة وتشكل تهديدا محتملا على أمن مصر واقتصادها.
اختتم صبرا مقاله بأنه على الرغم من كافة التحديات التي تواجهها مصر ما بعد الثورة، أصبحت السياسة المصرية أكثر حيوية عن ما كانت عليه من قبل؛لافتاإلى أنه من غير المحتمل تماما أن تعود مصر إلى نوع الاستبداد «المستقر» كما كان في عصر مبارك. وتابع أن النشطاء الثوريين وأن كانوا أقلية صغيرة، إلا أنهم لا يعرفون الكلل. وأنه من المحتمل أن تمر مصر ببضع سنوات صعبة جدا، لكن هؤلاء النشطاء سيستمرون في دفع الأشخاص في السلطة نحو مصر أكثر ديمقراطية. قائلا: «مصر تغيرت».