- لدينا إرادات العسكري كحاكم والإسلاميين كبرلمان والشعب كصاحب ثورة - يمكننا استعادة مبادئ وقيم التحرير اذا ابتعدنا عن صفقة الإخوان والعسكر قال الكاتب الصحفي، هاني شكر الله، رئيس تحرير بوابة الأهرام الإنجليزية، إن ثورة 25 يناير قامت ضد الدولة البوليسية إلا أن هذه الدولة لازالت قائمة بعد أكثر من عام على رحيل مبارك. وأضاف شكر الله، في لقاء له مع الدكتور عمرو حمزاوي ، في برنامج "كلام مصري" على قناة "سي بي سي" امس الجمعة، أنه خلال الأيام الأولى للثورة كانت هناك إرادة شعبية واحدة، إلا أن الآن أصبح لدينا ثلاث إرادات. وأكمل شكر الله "هناك إرادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة كحاكم للبلاد، وإرادة الإسلاميين ممثلة في البرلمان، وهناك إرادة الشعب كصاحب الثورة". وأوضح أن المجلس العسكري يمثل بيروقراطية النظام القديم، مشيرا أن المجلس العسكري يتصرف وكأنه "الحاكم بأمره". وتابع شكر الله "أما الأرادة الثانية والمتمثلة في جماعات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين والسلفيين)، فهي التي برزت بعد الانتخابات البرلمانية؛ ثم هناك الإرادة الثالثة وهي إرادة الثورة، وكان آخر تجسيد لها يومي 25 يناير و27 يناير 2012. وأكد الكاتب الصحفي أن إرادة الثورة لايمكن الاستهانة بها رغم سيطرة الإرادتين (المجلس العسكري والإسلام السياسي) على المشهد. ولفت هاني شكر الله أن من يريده المجلس العسكري والإخوان المسلمين سيتصدر الواجهة، إلا أنه قال "الرئيس ربما يكون مخرجا؛ لكن المخرج في نهاية الأمر سيكون للناس". واضاف أن هناك درجة عالية جدا من التفاهم بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان المسلمين.. وهذان الطرفان يحتاج أحدهما للآخر". وأوضح أن الإخوان المسلمين يعلمون جيدا أنهم لن يستطيعوا النفاذ إلى الحكم في هذه الدولة البيروقراطية دون وجود وسيط (العسكر)، مشيرا إلى أن الجماعة تحتاج أيضا إلى العسكر في السياسة الخارجية، خاصة التعامل مع إسرائيل. وردا على سؤال للدكتور عمرو حمزاوي عن المواصفات التي يتوقعها في الرئيس القادم، قال شكر الله إن الرئيس السابق سيكون من يرضى عنه المجلس العسكري وجماعات الإسلام السياسي، وفي هذه الحالة سيبقى حزب الحرية والعدالة حزب وطني جديد، على حد قوله. وعقب الدكتور عمرو قائلا إن الرئيس في هذه الحالة يصادر على الإرادة الشعبية ويستبعدها، متطرقا في حواره إلى رؤساء قادوا دولهم بعد عمليات التحول الديمقراطي وركز على تجربة فاتسلاف هافيل في تشيكوسلوفاكيا (التشيك بعد الانفصال) كمثال ناجححقق معدلات تنمية وإصلاح سياسي واقتصادي واضح، وتجربة إيليسكو في رومانيا، كمثال فشل في قيادة عملية التحول وإحداث الإصلاح المطلوب. وحول سبل استعادة قيم ومبادئ ميدان التحرير وعودتها لصدراة المشهد مرة أخرى، رأى شكر الله أن هذا الأمر بيد الناخب المصري؛ إذا اختار رئيسا يكون بعيدا عن الصفقة (بين العسكري والإخوان)، وبهذا يضاف طرف ثالث إلى المعادلة ويجعل المستقبل السياسي لمصر ليس قاتما يالقدر الذي يمكن أن يكون عليه حل اتفاق صامت بين الطرفين. وقال إن الأمل في حصول هذا الأمر ليس بعيدا، ملفتا النظر إلى أن انتخابات الرئاسة تختلف عن انتخابات البرلمان؛ فالناخب في حالة الرئيس يفكر بطريقة مختلفة عن انتخابات نائب بمجلس الشعب؛ حيث الانتخابات البرلمانية عبارة عن بحث عن عطايا الدولة.. "بمعنى عشان ينوبك من الحب جانب"، كما قال حمزاوي. وأشار شكر الله إلى أن الرئيس القادم يجب عليه أن يكون مستقلا عن إرادة المجلس العسكري وإرادة الإسلام السياسي (الجماعة)، مستدركا بأنه لا يطالب بحدوث صدام بين الرئيس القادم والإخوان المسلمين؛ بل على العكس يجب أن يتعاون معهم لأن الشعب جاء بهم. أما التحدي الهام الآخر الذي سيكون أمام الرئيس القادم سيكون –وفقا لشكر الله – يتمثل في "أن يقول للمجلس العسكري شكر عودوا إلى مهمتكم الأساسية على الحدود وفي المعسكرات". وأضاف عمرو حمزاوي أن على الرئيس القادم أن يقول للإخوان وقوى الإسلام السياسي "لا مساومة في أمر مدنية الدولة"، وأن يعمل على ترجمة الإرادة الشعبية ويهتم بمتابعة أحوال الشعب، ووضع رقابة على الدولة البوليسية التي أصبحت أكثر شراسة عما كانت من قبل.