قال الكاتب الصحفي، هاني شكر الله، أنه يؤيد فكرة حدوث "ثورة ثانية" في مصر؛ حيث رأى أن الثورة الأولى جاءت لإسقاط نظام "الدولة البوليسية" وكبير رجال البوليس "حسني مبارك" وللمطالبة بالحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، ولم تطالب بدولة ثيوقراطية "دينية" بل بدولة قائمة على أسس الديمقراطية والتعددية". وأضاف شكر الله، خلال مشاركته في "مناظرات العرب الجديدة" أن تلك الأهداف "لن تتحقق بدون استمرار سياسة الحراك في الشوارع وتوحيد صوت القوى الثورية حول برنامج واضح، بعد أن تم اختطاف الثورة الأولى، وأهدافها على وقع تنامي رعونة الدولة البوليسية، وانتهاك حقوق المواطنين دون محاكمة أحد ممن عذبهم وقتلهم".
وحول تقاطع القوى السياسية، قال شكر الله:"لدي مصر اليوم رئيس من الإخوان المسلمين، لكن مفاتيح الدولة خارج إمكانياته، ولن يحصل عليها إلا إذا توصل إلى اتفاق مع سيد الدولة العميقة".
وأكد أن الثورة الأولى خلقت وعيا عاما لدى الناس بأهمية التصويت في الانتخابات، وكسرت قيود الخوف المجتمعي إلى غير رجعة، لكنه استدرك: "لن نستطيع بناء اقتصاد قابل للنمو والاستدامة وديمقراطية في دولة لها ذقن". وتابع قائلا:"وعود الثورة المباركة لم تتحقق وعلينا العمل على تحقيقها. نستحق أن نعيش بكرامة بدلا من استمرار الانتهاكات والإساءات الأمنية وعلينا تعزيز ثقافة المواطنة لأن الناس ليسوا عبيدا للنظام".
واعتبرشكر الله، أن تصرفات الإسلاميين "الإخوان والسلفيين" الذين سيطروا على غالبية مقاعد البرلمان منذ الانتخابات التشريعية قبل أربعة أشهر ساهمت في تراجع كبير لشعبيتهم، قائلا:"أسرع طريقة للتخلص من الإسلاميين هي أن يجلسوا على مقعد السلطة".
من جهته، قال عبد المنعم سعيد الذي شاركه في المناظرة "إن الثورة الأولى مستمرة ولم تنته. فالطاغية رحل، لكن المشكلة لم تنته".
وأضاف سعيد، أن نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أعلنت الأحد الماضي "عكست عمق الانقسام المجتمعي حول شكل ووجهة مصر الجديدة، لكن الرئيس الجديد يستحق أن يمنح الفرصة لتحقيق برنامجه الانتخابي الذي أعلنه على الملأ وعلى القوى الثورية إظهار المزيد من الصبر".