«يستطيع الأوروبيون تقديم القليل من المساعدات لمصر لإنهاء العنف، ولن يرغب محمد مرسى فى خلق مزيد من الوقائع التى من شأنها أن تجعل من الشراكة مع الاتحاد الأوروبى أمرا مستحيلا»؛ بتلك الكلمات استهلّ المحلل السياسى جان تيشو، مدير مركز أبحاث «كارنيجى» أوروبا حواره مع موقع شبكة الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله» فى تعليقه على الأحداث الراهنة فى مصر. وفى ما يتعلق برؤية الاتحاد الأوروبى لإقرار مجلس الوزراء مسودة القانون التى تمنح الجيش سلطة الضبطية القضائية لمساعدة الشرطة فى إرساء الأمن، يقول تيشو «أعتقد أن هناك قلقا كبيرا يسود الاتحاد خصوصا فى ما يتعلق بهذه العملية الانتقالية برمّتها والخوف من خروج الأمور عن السيطرة وذهابها فى الاتجاه الخاطئ على نحو ملحوظ، ولكن هنا فى بروكسل ينصبّ الاهتمام على التفكير المتوازن، ومن الواضح أن الوضع الراهن غير مثالى، وكذلك يشعر كثير من الناس بخيبة أمل من طريقة إدارة محمد مرسى شؤون البلاد». وأضاف «الناس هنا يتميزون بالواقعية ويعرفون تماما أنك لا يمكنك تحويل مصر إلى الديمقراطية بين عشية وضحاها، بعد سنوات من الحكم الاستبدادى». «حثّت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون السلطات المصرية على استعادة الهدوء والنظام، وتم قتل العشرات من الأشخاص فما الذى يحتاج إليه الاتحاد أكثر من ذلك حتى يتدخل؟»، نقطة أخرى أثارتها الإذاعة الألمانية وعلق عليها تيشو بالقول «تقييم الوضع حاليا أمر صعب، لأن الوضع فى مصر غير مستقر ومتقلب، وأصبح من الصعب ممارسة النفوذ فى مصر بعد الإطاحة بمبارك، ويزداد الوضع صعوبة فى الوقت الراهن». وأضاف «من السمات المميزة لهذه الحركة الثورية التى وضعت الرئيس مرسى فى السلطة هى أن الشعب يرغب فى اتخاذ قراراته بنفسه، ولا يوجد لديهم مصلحة فى تدخل القوى الخارجية، فهم يهتمون بالتجارة والاستثمار، ولكن النفوذ السياسى لا يمكن أن يوجد على أرض الواقع، ومن الواضح أنه لا يوجد خيار عسكرى للقيام بالأمر». وأكد تيشو أنه على من الرغم من أن الرئيس مرسى بحاجة إلى إدارة الأزمة، فإنه يعتقد أن الكرة لا تزال فى ملعبه إلى حد كبير على عكس قوى المعارضة، وأن خير دليل على هذا هو دعوته إياهم للحوار الذى رفضوه، الأمر الذى يراه تيشو فرصة لتهدئة الجماهير. وأردف «لم يفهم مرسى أن الوضع السياسى فى مصر تغيَّر بطريقة لا يمكن معها استعادة الحكم الاستبدادى تحت مسمى آخر، تحت مسمى الإخوان المسلمين، لقد تغير الوضع بسبب الثورة، الثوار أصبح لديهم صوت، ولن تحصل على السلام الاجتماعى فى مصر إذا ما كنت تعتقد أنك يمكنك التحدث إليهم دون أن يعنى هذا شيئا، وهذا هو المنحى التعليمى الذى يتلقاه مرسى حاليا، والسؤال الآن هو: إلى أى درجة سيكون مَرِنًا؟ وهل سيسمح له حلفاؤه بالقيام بهذا؟ فقط يستطيع المصريون الرد على هذا وليس نحن».