قالت مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية للسلام الدولى: إن الرئيس محمد مرسى وحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين أثبتوا أنهم بدأوا فى الانتقال من المعارضة إلى الحنكة السياسية، مضيفة، أن مثل هذه الحنكة ستكون مطلوبة من جانب المسئولين الأمريكيين من أجل الاعتراف بصعوبة الموقف الذى تواجهه الحكومات العربية، ولتجنب تأجيج المزيد من ردود الأفعال العنيفة. وطبقا لكارنيجي فإنه رغم عدم وجود الحنكة السياسية المصرية عند الاعتداء السفارة الأمريكية، فإن مرسى وحزبه تجاوزوا ذلك بسرعة بخطاب تليفزيونى للرئيس وبيان من نائب المرشد خيرت الشاطر يعرب فيه عن قلقه على سلامة البعثة الدبلوماسية الأمريكية، بما يمثل اعترافا من جانب الحكومة المصرية والإخوان بأن بمسئوليتهم فى حماية البعثة مطلقة بغض النظر عن الظروف التى تؤدى إلى التهديد. وأشاد كارنيجى بحزب الحرية والعدالة بقوله: إنه بالنسبة لحزب جديد وبلا خبرة تولى مسئوليات الحكم ويواجه أول أزمة فى السياسة الخارجية، فإن هذه الاستجابة يجب النظر إليها من النصف الممتلئ وليس الفارغ من الكوب، فعلى الأقل التغيير فى النهج يسير فى الاتجاه الصحيح. وراعى التقرير الظروف المحيطة بالإدارة المصرية الجديدة منوها إلى أن الحكومة المصرية فى موقف صعب، حيث إنه، ولأول مرة فى التاريخ الحديث، تصبح مصر ديمقراطية بما يكفى لوضع موقف الرأى العام في الحسبان. ونصحت كارنيجي الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومنافسه الجمهورى ميت رومنى أن يكونا قادرين على التعاطى مع الوضع الجديد في مصر. وعن حنكة مرسي السياسية، أفاد التقرير، أن مرسى جعل الحسابات السياسية الداخلية فى بداية الأمر أهم من الحنكة السياسية رغم محاولته لتحقيق التوازن الداخلى وضرورات العلاقات الخارجية. ونصحت كارنيجى إدارة أوباما والكونجرس الأمريكي وحملة رومنى بالامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تجعل الأمور أسوأ، وأن يسيروا على الخط الفاصل بين السياسات المحلية والحنكة الدولية؛ علاوة على العمل على سد الفجوة بين الولاياتالمتحدة والرأى العام العربى وحكوماته فى مسألة حرية التعبير والتي سببها جزئيا عدم فهم النظام الأمريكى فى العالم العربى، حيث إن معظم العرب لا يعتقدون أن حكومة الولاياتالمتحدة عاجزة عن السيطرة على وسائل الإعلام.