بعنوان «الذكرى الكئيبة للربيع العربى» نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرا تناول الأوضاع الراهنة فى دول الربيع العربى، قالت فيه «فى شمال إفريقيا، كانت الانتفاضة الناجحة ضد معمر القذافى فى ليبيا لها تأثير فى انتشار العنف فى مناطق أخرى». وأشارت إلى انتشار السلاح فى أيدى المتمردين فى مالى. مما أدى إلى تدخل الحكومة الفرنسية. وما حدث فى الجزائر من احتجاز الرهائن، وفى الوقت نفسه، فى ليبيا اتساع أنشطة الجهاديين، كما ذكرت الجريدة الهجوم القاتل على القنصلية الأمريكية فى بنغازى. وأضافت أن العنف فى سوريا تزداد حدته، والأمل فى إسقاط بشار الأسد بدأ يتلاشى- حسب الصحيفة الأمريكية- إذا سقط الأسد الاحتمال الأكثر هو أن يحل محله الإسلاميون. الصحيفة الأمريكية ترى أنه على الرغم من أن تحرير العراق قد سبق الربيع العربى وإجراء انتخابات برلمانية وسن دستور جديد، فإن البلد فى حالة من الفوضى والعنف الطائفى وعدم الاستقرار والفساد. أما عن اليمن فأوضحت الصحيفة أن الرئيس عبد ربه منصور هادى لم يتمكن بطريقة ما أن يقنع زعيم الحرس الجمهورى، لفرض سيطرته على صواريخ سكود فى البلاد، كما أنه وفى الوقت نفسه، ليس من المتوقع إجراء انتخابات ديمقراطية فى البلاد حتى عام 2014. فى تونس حزب النهضة الإسلامى حصل على 41٪ من مجموع الأصوات للجمعية التأسيسية فى أكتوبر 2011. الإسلاميون حققوا انتصارات مماثلة فى المغرب، ليبيا. الآن مع ظهور قيادة إقليمية جديدة، الصحيفة تطرح السؤال حول ما إذا كانت الانتخابات الحرة سوف تستمر أم لا؟ «وول ستريت» ترى أنه فى حين أن الربيع العربى قد أنهى الأنظمة العلمانية الاستبدادية، الثورة لم تجلب السمات الأساسية للمجتمع الديمقراطى من التسامح الدينى والتعددية وسيادة القانون وحرية الصحافة والتعبير، واحترام حقوق الإنسان، والمساواة للأقليات والنساء. واعتبرت أن الوضع المأسوى بعد عامين من الثورة بدأ يشبه الأنظمة الاستبدادية القديمة، فقط من خلال الأجندة الإسلامية. وتتساءل الصحيفة «هل نشهد آلاما متزايدة من تكيف الأمم مع الأعباء غير المألوفة للديمقراطية، أم أنهم يستبدلون شكلا آخر من أحد أشكال الاستبداد وعدم الاستقرار؟». وهناك موضوع أكثر حساسية هو ما إذا كانت الحكومات الديمقراطية، هى مستدامة فى أعقاب الربيع العربى. حيث إن خلع ديكتاتور ليس بالضرورة محاولة للديمقراطية. بل هو محاولة للتحرر من القمع. الصحيفة ترى أنه قد يكون هذا الجزء من العالم ببساطة مقاوما للتغيير الديمقراطى. كما يمكن أن تكون الديمقراطية هى الدواء الذى ببساطة لن تأخذه. وأوضحت أنه من السابق لأوانه أن نيأس من أن الأرواح التى فُقدت فى تونس وميدان التحرير لن تعيد تشكيل المنطقة، لكن العناوين الرئيسية فى الآونة الأخيرة هى غير ملهمة.