يُعقد الأسبوع الأخضر الدولي في عام 2013 للمرة ال 78 منذ نشأته عام 1926، أي قبل 87 عامًا، ويُعد هذا الأسبوع أكبر معرض عالمي للتغذية والزراعة والحدائق، كما أنه المُنطلق للمنتدى العالمي للغذاء والزراعة، الذي يشارك فيه أكثر من 60 وزيرًا على مستوى العالم. من المنتظر أن يقوم مئات الآلاف من الزائرين في هذا العام بزيارة الإسبوع الأخضر الدولي في برلين. وقال رئيس المعرض فولفغانغ روغال:«لقد تراوحت أعداد الزائرين أكثر من 400 ألف زائر في السنوات الماضية، وهو الرقم الذي نتوقعه في هذا العام أيضاً». وتبلغ أعداد الزائرين المتخصصين الذين ينتظر أن يحضروا حوالي 100 ألف زائر متخصص. وفقاً لبيانات القائمين على المعرض ستكون مساحة العرض المخصصة حوالي 115 ألف متر مربع، يستخدمها ما يزيد على 1600 عارض يمثلون ستين دولة، يصطحبون معهم إلى المعرض حوالي 100 ألف نوع من المواد الغذائية وكذا عدة آلاف من الحيوانات الأليفة والمنزلية. وسيكون باستطاعة الزائر أيضاً رؤية عشرات الآلاف من الزهور في الصالة المخصصة لذلك. وتشارك دولتي كوسفو والسودان بالمعرض للمرة الأولى هذا العام. وستكون هولندا هى ضيفة شرف هذا العام، تلك الدولة التي تشارك منذ ستين عاما في فعاليات الأسبوع الأخضر، حيث شارك عارض من هولندا عام 1951 كأول عارض من خارج ألمانيا ليضفي بذلك على المعرض الصبغة الدولية. وسيكون نصيب المنتجات المحلية بالمعرض جنبا إلى جنب مع المنتجات العالمية كبيرا، ويقول روغال:«لم تكن المنتجات المحلية مهمة من قبل مثلما هى عليه الآن». وستعرض أربع عشرة ولاية ألمانية في سبع صالات عرض منتجاتها المحلية، حيث تم وضع منظومة العرض المحلية للمنتجات الألمانية في دورة المعرض خلال العام الماضي . ويمثل للزائرين فيما يسمى بيت الفلاح للمعايشة كيفية إنتاج المنتجات الزراعية، حيث يمكن للزوار مشاهدة حقل نبات السلچم المزدهر، حسب قول روغال. ويضيف:«يتم تعريض نباتات السلچم لمناخ إصطناعي، حيث يتم تعرضهم لأحوال مناخية، كما لو كان وقت الربيع». ولذلك يزهر السلچم في تلك الصالة على غير الميعاد في يناير. في المنتدى العالمي للغذاء والزراعة في برلين يناقش سياسيون واقتصاديون وعلماء أهم المسائل المتعلقة بالمستقبل والأمن الغذائي العالمي وتنمية المناطق الريفية. التحديات هائلة: أكثر من 9 مليارات إنسان سيعيشون فوق سطح الأرض في العام 2050، ويجب تأمين الغذاء لجميع هؤلاء. إلا أنه من الصعوبة اليوم ضمان الغذاء الكافي لسبعة مليارات إنسان. فما هو الحل؟ هذا السؤال المركزي المهم وما يرتبط به من مسائل مختلفة هو الموضوع الرئيسي للمنتدى العالمي الخامس للغذاء والزراعة «GFFA»، الذي سيعقد في برلين من 17 حتى 19 يناير 2013. يقام هذا المنتدى الدولي ضمن إطار فعاليات «الأسبوع الأخضر العالمي»، ويشارك فيه رجال السياسة والاقتصاد والعلم، حيث يتحاورون سعيا إلى إيجاد حلول ومقترحات جديدة من أجل مستقبل الإنتاج الغذائي العالمي. جوهر هذا البرنامج هو اجتماع GFFA العمومي الدولي الذي يضم حوالي 1400 مشارك من كافة بلدان العالم، والذي تنظمه الوزارة الألمانية الاتحادية للغذاء والزراعة وحماية المستهلك BMELV. لأول مرة يتم تنظيم جلسات العمل العامة المفتوحة من قبل الاتحاد الأفريقي ومنظمة الغذاء والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية OECD، حيث من المفترض تقديم نتائج ومقترحات المنتدى إلى قمة وزراء الزراعة المنعقدة في وزارة الخارجية في برلين في 19 يناير 2013، والاجتماع الاقتصادي الدولي. يتمحور عمل GFFA في العام 2013 حول الاستثمارات المسؤولة والمهمة في مجالات الزراعة والتغذية. حيث يرى الخبراء أنه من أجل ضمان الأمن الغذائي العالمي حتى منتصف القرن، لابد من استثمار 83 مليار دولار على الأقل في القطاع الزراعي. ولا يخفى عجز العديد من الدول عن تأمين التمويل اللازم لهذه الاستثمارات. لهذا فهي تعتمد على الاستثمارات الخارجية والأجنبية. حيث تتوجه هذه الاستثمارات اليوم إلى الكثير من هذه البلدان، إلا أن نتائج وجدوى هذه الاستثمارات مازالت موضع خلاف. صغار المزارعين يهاجرون بسبب بيع الأراضي، وزراعة النباتات الغنية بالطاقة لاستخدامها كمصدر للطاقة تشكل باستمرار منافسة متزايدة لزراعة المواد الغذائية الأساسية. لهذا السبب لابد من وضع إستراتيجيات مالية مناسبة، بحيث يستفيد كل من الشعب والمستثمرين على المدى البعيد. يُعقد المنتدى العالمي الخامس للغذاء والزراعة من 17 حتى 19 يناير 2013 في برلين.