الحمد لله.. ظهر أن الجندى الإسرائيلى الذى ضُبط بعد تسلله إلى الأراضى المصرية ومحاولته رصد مؤسسات أمنية وطنية، هو من أصول روسية، فقد كان لافتا إلى النظر أن القبض على الإسرائيلى المتهم بالتسلل إلى البلاد والتجسس عليها، قد تزامن مع الإعلان الكريم من الأخ عصام العريان عن دعوة اليهود المصريين الذين هاجروا إلى إسرائيل إلى العودة وتعهده بإعادة ممتلكاتهم!! تصورت مدى الإرباك الذى يمكن أن يحدث، لو كشف المتهم الإسرائيلى أنه من أصول مصرية!! وأن جده قد هاجر إلى إسرائيل مضطرا، بعد أن ظل لسنوات يرفض تهديدات وإغراءات «الموساد» لكى يترك مصر، وأنه تحمل بلاوى العصابات الصهيونية كثيرًا، ولكنه لم يتحمل حماقة وهوس بعض الجماعات المصرية «التى يعرفها الدكتور العريان جيدًا!!» وهى تطلق صيحات التهديد على مداخل «حارة اليهود» التى كان يسكنها، فقرر الرحيل وذهب إلى إسرائيل، لأنه لم يكن يملك المال ليذهب إلى أوروبا أو غيرها من البلاد التى ذهب إليها أغنياء اليهود!! سألت نفسى: ماذا سيكون الموقف لو قال الرجل- بعد أن كشف عن أصوله المصرية!! إنه ما إن سمع دعوة الدكتور عصام المفتوحة لليهود المصريين بالعودة وتعهده بالتعويض ورد الممتلكات، حتى هتف «لبيك يا عريان!!» وبادر بالاستعداد للرحيل، وعندما تخطى الحدود التى يعرفها جيدا «لأنه قاتل فيها!!» تصور أن رُسل العريان سيكونون فى انتظاره، وأن الاحتفاء به سيكون كبيرًا باعتباره أول من لبى الدعوة الكريمة، فإذا به مقبوضًا عليه ومتهمًا بالتجسس!! وسيقول الرجل بالطبع إنه وأباه وجده وأقاربه، كلهم قاتلوا ضد مصر، وبعضهم شارك فى جرائم ضد الإنسانية، قام بها الجيش الإسرائيلى، وربما كان منهم مجرمو حرب قَتلوا أسرى، وذبحوا أطفالا، وقصفوا مدنيين.. ولكنها الحرب، وقد انتهت، والعداوة التى يأمل أن تنتهى فى عهد الرئيس مرسى، بعد أن ظلت- رغم المعاهدة- قائمة فى عهد السادات وعهد مبارك! ألم يتحدث مرسى فى خطابه الشهير إلى شيمون بيريز عن «علامات المحبة» التى تربط بين الدولتين؟! وألم يتعهد بالالتزام بالمعاهدة رغم الضغوط لتعديل الملاحق الأمنية على الأقل لمواجهة الموقف فى سيناء؟! ثم ها نحن أمام «عرض العريان» أو «العرض العريان» الذى يكشف أن مخاطبة مرسى لشيمون بيريز ب«الصديق الوفى» لم تكن إلا إشارة إلى أن الاثنين يتدربان لكى يؤديا معا دويتو «لحن الوفاء».. بتوزيع أمريكى جديد!! ثم ماذا يكون الموقف إذا قال الرجل إنه يعرف أن جده وعائلته كلها كانوا من الفقراء؟ ولكنه يعرف أنه كان يملك محل «عجلاتى».. وقد قيل له من مصادر وثيقة إن إحدى الدراجات التى تركها وراءه هى «العجلة» التى تم استخدامها فى الاستفتاء الأخير حين تم رفع شعار «بالدستور.. العجلة تدور» وبالتالى فمن حقه أن يحصل على ما يستحقه نظير استخدام «العجلة».. خصوصا أنها -كما قالت المصادر- قد استخدمت بنجاح كبير فى مهام أخرى عديدة. فقد دارت «العجلة» فى العلاقات مع الإدارة الأمريكية فحصل الدكتور مرسى على دعمها الكامل، حتى مع كل ما حدث من امتهان للديمقراطية وحصار للصحافة واعتداء على استقلال القضاء!! ودارت العجلة مع الكونجرس الأمريكى الخاضع للنفوذ الصهيونى، والذى كان يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا نُشر خبر عن خلاف بين بقال مسيحى وزبون مسلم على ثمن علبة سجائر، فأصبح الآن لا يرى فى كل ما يحدث فى مصر من ميليشيات الفاشيين الجدد، إلا علامات على أن مصر- تحت حكم الإخوان- تمضى فى الطريق الصحيح!! على العموم.. توارى ذلك كله عندما عرفت أن المتهم الإسرائيلى هو من أصول روسية وليست مصرية، على الأقل سوف يعطى هذا فسحة من الوقت ليتمكن الدكتور عصام من جمع المليارات المطلوبة لتعويض «الأصدقاء والأوفياء»! والتى يقولون إنها 30 مليار دولار.. والتى لا أعرف هل سيأتى بها من الصكوك الإسلامية المضروبة، أو يخصمها من ال200 مليار دولار الوهمية التى وعد بها الرئيس مرسى، أو سينتظر المزيد من دوران «العجلة».. أو دوران شبرا؟!