القبائل فى سيناء، تتعرض لضغوط هائلة من حركة حماس لرفض قرار وزارة الدفاع الخاص بأراضى سيناء والتحرك ضده. وزارة الدفاع لا تريد أو غير قادرة أو ليست فاهمة بما يكفى أن عليها التقدم بفكرة خلّاقة تكون بمثابة عصا موسى التى تبتلع عصى السحرة. ما زلت أتكلم عن قرار وزارة الدفاع الخاص بالتمليك فى سيناء. مثلًا هذا قرار لا قوة حقيقية له على الأرض. وهو أقرب ما يكون إلى قرار احترازى. لكن حماس تدفع القبائل ضده. أهداف حماس متعددة، منها توسيع الهوّة بين القبائل والجيش فى سيناء، لقتل آخر وجود للدولة المصرية فى سيناء. حماس فى أضعف الأحوال تريد أن تظل سيناء بمثابة ممرات آمنة لعبور البضائع من الأنفاق. وزارة الدفاع اليوم عليها أن تلقى بعصاها. مثلًا، أن تقوم بعمل اجتماع موسع مع مشايخ القبائل والنشطاء. سيناء تعانى من انكشاف استراتيجى. وقرارها الخاص بالتمليك وحده غير مُجدٍ. والمطلوب مساندته بالقبائل. طيب ما هو الهدف من اجتماع وزارة الدفاع مع القبائل؟! حط خطة فورية لتغطية هذا الانكشاف الاستراتيجى بالقبائل. متى تفهم الدولة المصرية، أو بقاياها، أن القبائل هى ورقتها الوحيدة فى سيناء؟ للتأكيد: مصر ليس فى يدها أى أوراق فى سيناء غير ورقة القبائل والنشطاء! القبائل، كجزء من الشعب المصرى، مع الدولة المصرية هى المتضرر الحقيقى من تردّى الأحوال فى سيناء. وأتصور أن القبائل صارت مهيئة تمامًا، بحكم المصالح قبل حكم الانتماء الوطنى، للتعاون الكامل مع الدولة المصرية لإيقاف الانهيارات التى تتعرض لها سيناء. وهى انهيارات إن تواصلت ستصل إلى حافة الخطر الفعلى. وأتصور أن على نشطاء سيناء، أقصد الثوار والفئات التى تتحرك مصالحها سلبًا وإيجابًا مع قوة وضعف الدولة المصرية، دور أكبر فى منطقة شرق العريش. كما أتصور أن مصالح هذه المنطقة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثورة. فالثورة وحدها هى مَن تطرح المشروع الحقيقى للتنمية والحفاظ على سيناء «فى سياق ظروفها الإنسانية والاجتماعية». أتصور أن هناك دورًا على كتلة حزب الدستور فى المنطقة كما أتصور دورًا أكبر، وأنه بحكم الخبرة، هناك دور أيضًا على الكتلة الاشتراكية الثورية وغيرها من الكتل السياسية الموجودة فى تلك المنطقة. شاوؤل منشه، الكاتب الإسرائيلى والمحلل المعروف تليفزيونيًّا والقريب من وزارة دفاع إسرائيل، كتب مقالًا وصف فيه قطاع غزة بأنه لا يمثل خطرًا على إسرائيل فحسب بل يمثل خطرًا على العالم العربى السُنى كله وعلى رأسه مصر. وبالتالى من وجهة نظر شاوؤل فإن الحل هو ضم القطاع إلى مصر. من وجهة نظرى، منشه بهذا المقال يرد على عصام العريان. فالعريان رحب بعودة اليهود إلى مصر. ومنشه هنا يقول له يا عريان، المشكلة هنا فى غزة حيث الفلسطينيين وليست هناك فى القاهرة حيث أملاك اليهود. أملاك اليهود لا تسقط بالتقادم وبالتالى فهى من الملفات المؤجلة بالنسبة إلى إسرائيل. الهدف المُلح هو تصفية القضية الفلسطينية، وقطاع غزة «قنبلة» كما وصفها أحد قادة إسرائيل. وترك القنبلة دون تفكيك يعنى انفجارها. وإسرائيل الآن إن لم تنجح فى تفكيكها، وهى لم تنجح، عليها أن تفكر فى إبعادها لتنفجر فى نفسها أو تنفجر فى آخرين، ليس مهمًّا من هم. المهم أن لا يكونوا إسرائيليين. البعض بيشوف إن تنفيذ ما يقول منشه صعب على الأرض، ببساطة لأن الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير دخل كعنصر فى المعادلة. وهذا صحيح. لكن الشعب المصرى دخل المعادلة عبر طلائعه الثورية، وهى الطلائع التى تعمل جماعة إخوان اليوم على التضييق والضغط عليها. وربما يصل الأمر إلى تصفيتها، لإخراج الشعب المصرى من المعادلة وإعادته إلى مكانه الطبيعى، فى تصنيف الجماعة، خزين استراتيجى لصناديق الانتخابات.