كان قرار النائبة الأمريكية الكونجرس «كاي جرانجر» بتعليق اعتماد خطة المساعدات المالية لمصر التي قدمتها وزارة الخارجية الأمريكية للمناقشة أمام الكونجرس قد اثار ردود فعل متباينة، لذلك أوردت صحيفة «دالاس نيوز» الأمريكية في افتتاحيتها على أهمية المكانة التي تتمع بها النائبة كاي كرينجر رئيس اللجنة الفرعية للاعتمادات المالية الخارجية «وهي اللجنة المسئولة عن المساعدات المالية الخارجية» والتي قضت 15 عاما من عمرها في الكونجرس الأمريكي مهتمة بقضايا تتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية. قالت الصحيفة إن «جرانجر» أثارت مخاوف بارزة فيما يخص العلاقات الأمريكية المصرية المترنحة منذ سقوط مبارك في العام الماضي، لكنها ترى إن قرار كرينجر يمكن أن يكون غير حكيما إذا دفعت في هذا الاتجاه لأبعد من ذلك، فرغم التحديات التي تمر بها العلاقات الثنائية بين البلدين حاليا، قد يزداد الوضع سوءا إذا خسرت الولاياتالمتحدةالأمريكية دائرة نفوذها مع حكومة مرسي، فليس من الصالح الأمريكي دفع الرئيس المصري كما تقول الصحيفة للارتماء بأحضان دول أخرى على استعداد لتقديم دعمها لمصر ضمانا للمزيد من التأثير مثل الصين وروسيا. أضافت الصحيفة إنه مهما تكن المخاوف القائمة بشأن الحكومة المصرية الجديدة، فإن التراجع عن مثل هذا الوعد بالمساعدات بتقديم المساعدات المالية، لن يفيد سوى العناصر المتشددة في مصر ذات الأهمية المحورية في الشرق الأوسط. ومن جانبه، قال كيث أليسون، أول نائب مسلم في الكونجرس الأمريكي عن ولاية مينيسوتا، إن حكم الولاياتالمتحدة على دول الربيع العربي من خلال أداء حكوماتها لا انتماءاتها السياسية، مشيرة إلى ضرورة عدم تعليق بلاده للمساعدات إلى مصر وغيرها من دول المنطقة. وقال أليسون في مقال كتبه لمجلة «التايم» الأمريكية إن دول المنطقة تمر بمرحلة حاسمة في تاريخية، ويجب أن تقف الولاياتالمتحدة إلى جانبها، مشيرا إلى أن الهجمات التي طالت البعثات الدبلوماسية الأمريكية هي ما جعلت الكثيرين يتخوفون من تحول «الربيع العربي» إلى «خريف إسلامي»، وجعلت الكثيرين من زملائه بالكونجرس يطالبون بقطع أي مساعدات للمنطقة. ولكن النائب الديمقراطي استطرد قائلا «أعتقد أن هذا التوقيت ليس الأنسب لمثل تلك القرارات، كيف نقطع المعونات عن شعوب عانت على مدى عقود من حكم استبدادي وتواقة للحرية، ما سيبعث لديهم رسالة سلبية عن الولاياتالمتحدة وأنها تدعم الحكام المستبدين فقط وليس طالبي الحرية».