نافع: قناة الحكمة روجت لإقتحام وزارة الدفاع وأحلم بإعلام بلا أجندات أو وصاية! أكد الاعلامى إيهاب نافع، مقدم برنامج «من القاهرة» والمستقيل من قناة الرحمة الفضائية، أن سبب استقالته من القناة، هو قرار الشيخ محمد حسان بوقف البرامج السياسية بالقناة رضوخاً لضغوط من بعض دعاة التيار السلفي على رأسهم الشيخ محمد حسين يعقوب، وهو ما اعتبره تخل عن الدور الذي يجب أن ينهض به الإعلام الاسلامى بشكل يواكب الصعود الكبير سياسيا للتيارات الإسلامية والذي يرى أن القناة نجحت لحد كبير في تقديمه. وأشار نافع إلى انه قدم معالجة موضوعية متوازنة لقضية اعتصام العباسية على شاشة الرحمة حين فشلت قناة الحكمة المنافسة في تقديم ذلك، وأن وقف البرامج السياسية بالقناة في أعقاب وقف برامج الحكمة يضع الجميع في سلة الفشل على خلاف الحقيقة المقترنة بمعالجة مهنية متوازنة وعاليه بشهادة الجميع. وبخصوص أن الانسحاب بحجة أننا نعيش أيام فتنة «كما قالت إدارة القناة»، قال نافع أن هذا الكلام لا صحة له، لأن دور الإعلام الأمين هو توجيه وإرشاد الناس وقت الفتن لا التخلى عنهم وتركهم في مواجهة من يتلاعبون بهم ويدلسون الحقائق ويضعون الإسلاميين دائما في قفص الاتهام أخطأوا أو لم يخطئوا. فى بداية لماذا تركت قناة الرحمة؟ تركت قناة الرحمة اعتراضا على قرار إدارة القناة بوقف بث كافة البرامج السياسية على الشاشة في أعقاب أحداث إخلاء اعتصام العباسية بالقوة الجبرية من قبل المجلس العسكرى رغم تقديمي لتغطية مهنية عالية سواء لأحداث اعتصام العباسية منذ بدايتها وتأكيدي أكثر من مرة على أن ما حدث في العباسية لم يكن له داع من الأصل وان الاعتصام من البداية تصعيد خاطئ في مكان خطأ وأن الحديث عن إهدار دم أعضاء المجلس العسكري كلام فارغ وان التشنج من أنصار أبواسماعيل كان مبالغا فيه وان ابواسماعيل تباطأ في الخروج لتهدئة أنصاره وإبعادهم وصرفهم من العباسية حتى لا تشتعل النار لدرجة أنى قلت على الهواء «اللى حضر العفريت يصرفه»، وذلك في الوقت الذي سقط فيه آخرون من منافسينا في بئر الفشل المهني والترويج لإعدام العسكر واقتحام وزارة الدفاع. من منافسكم الذي سقط في هذه الأخطاء؟ من أقصد هي قناة الحكمة التي سمحت للشيخ حسن ابوالاشبال بالخروج عبر شاشتها للترويج لاقتحام وزارة الدفاع وتنفيذ حكم الاعدام الفوري في أعضاء المجلس العسكري والمباهاة بتفرد القناة بالبث المباشر من داخل الاعتصام وقتها وهو ما طرحت أنا عكسه في حلقة الأربعاء السابقة لإخلاء الميدان قسرا حين قال متداخل لنا على الهواء من المعتصمين أنهم باقون حتى النصر أو الشهادة فما كان منى إلا أن واجهته بسؤال استنكاري «النصر على مين ؟ والشهادة في سبيل إيه؟ وماذا تفعلون في الميدان وقد دعاكم كبار المشايخ لمغادرته درءا للفتنة؟» فرد أن هناك من أيدوه ومنهم الشيخ نشأت أحمد والشيخ أبوالاشبال فما كان منا إلا أن اتصلنا بالشيخ نشأت الذي رد على الهواء بنفى ما قاله المعتصم في الميدان وهو ما اعنيه من تعاملنا مع المسألة بضمير مهني يقظ وواع بينما في ذات الأسبوع اعتزل رئيس قناة الحكمة الدكتور وسام عبدالوارث العمل الاعلامى على الهواء وبعدها اغلقت القناة بسبب ديونها في النايل سات … إذن نحن نجحنا في المعالجة المتوازنة والمهنية حين أعلن الآخرون فشلهم وبالتالي لا يصح أن نوضع معهم في ذات البوتقة. لماذا تم ربط موقف إدارة قناة الرحمة من البرامج السياسية بما حدث للحكمة؟ الربط واضح لأنه أثناء الأحداث وسخونتها اتهمنا من جمهور القناة بالتحيز ضد أنصار الشيخ حازم وضده شخصيا في حين كانت الحكمة تتباهى بما تفعله حينها وتجرى خلف الشيخ حازم في كل مكان ولأننا تعاملنا بتوازن مع الشيخ حازم وقضيته اتهمنا البعض بالتفريط في القضية التي جعلها عنوانا له ولحملته ألا وهو «تطبيق الشريعة الإسلامية» ذلك الشعار البراق الذي كم انطوى تحته من إشكاليات أسقطت كثيرين سهوا عنهم وزاد غضب الجماهير احتجاج بعض المشايخ الكبار أمثال الشيخ محمد حسين يعقوب على تقديم برامج سياسية على القناة من الأصل وأظنه احد ابرز أسباب هذا القرار الكارثة . وبما تفسر الربط بين الشيخ يعقوب والقرار ؟ ولماذا اعتبرته كارثيا؟ الربط بين الشيخ يعقوب والقرار لأن الإلغاء جاء بعد سبه لزميل لي على الهواء مباشرة ووصفه بأنه كذاب ورغم الخطأ البسيط الذي وقع زميلى فيه حين اتصل بالشيخ على الهواء ليرد على خبر نشر على احد المواقع بانه موجود في العباسيه فبدلا من أن يقول للشيخ نريد أن نستوضح من فضيلتك حقيقة الخبر ليعرف الناس الحقيقة ولتبين موقفك مما في العباسية قال له وهو يدرك أنه تم إيقاظه من النوم لعمل المداخلة «أن المواقع الالكترونية الموثوق منها نشرت كذا وكذا …» وهو ما استفز الشيخ وجعله يستنفر ضده ويسبه بالكذب على الهواء ، ثم قام الشيخ نفسه بدعوة قناة الناس لذات القرار بوقف البرامج السياسية وأنا اعلم أن للشيخ يعقوب تأثير كبير على الشيخ حسان بحكم تقدير حسان الكبير له وهو ما دفع الشيخ حسان لاتخاذ قرار منفعل على الهواء بوقف البرامج السياسية نهائيا على القناة والعودة بها إلى ثوبها الدعوى الخالص على غير ما يحتاجه المشهد السياسي الاسلامى الحالي. نعود لوصفك للقرار بالكارثة ؟ثم ما طبيعة البرامج السياسية التي كنت تقدمها؟ القرار كارثة من عدة جوانب أولها انه جاء عقب وقف الحكمة لبرامجها السياسية وإعلان رئيسها الاعتذار عن الفشل في أداء الرسالة الاعلاميه الواجبة وهو ما وضعنا مع من فشلوا في بوتقة واحدة رغم أننا نجحنا لحد كبير وقدمنا إعلاما مهنيا متوازنا بضوابط القناة العامة من خلال انفرادات عديدة وتغطيات وحوارات حصرية مع كبار رموز المشهد السياسي في مصر بشكل جعل لبرامجنا صدا في جانبين أولهما تقديم وجبه إعلامية متكاملة لمشاهدي القناة والكشف عن خطاب كل رموز المشهد السياسي من إسلاميين وليبراليين ويساريين وقوى ثوريه ثم كذلك مخاطبة جمهور جديد بخطاب منفتح متوازن لا يقل في معالجته المهنية والوطنية المخلصة عن بقية القنوات الأخرى التي يتابعها العامة وفوق ذلك كله أن ما أدين لله تعالى به هو أن الصعود الاسلامى سياسيا يجب أن يوازيه صعود للإعلام الاسلامى المهني المنضبط والمتوازن حتى لا يبقى الإسلاميون الممارسون للعمل الاسلامى نهبا للآخرين وهو ما يجعلني اعتبر إلغاء البرامج السياسية في هذا التوقيت الحرج بحجة أننا نعيش الفتنة بمثابة المحارب الذي يتقدم في الميدان وسط إخوانه نصرة للحق ثم يلقى سلاحه وسط المعركة ويولى هاربا والمسألة في تقديري ليست أكبر من كونها حماية المصالح والخروج من حسابات سياسية كبيرة ، والبرامج التي قدمتها في القناة منذ استدعائي للعمل بها كانت سياسية خالصة قدمت خلالها تغطية حدثية لأحداث ميدانية من الاستديو امتدت في ذروة الأحداث لأربع وخمس ساعات متواصلة مع تعاقب المحللين والضيوف ونجحت بشكل كبير ثم بعد ذلك قدمت برنامج المشهد السياسي استضفت فيه إسلاميين وليبراليين ومرشحين للرئاسة ونجحت فيه أيضا ورشحتني إدارة القناة لتقديم برنامج التوك شو الرئيسي “من القاهرة” قدمت خلاله مجموعه من الحوارات واللقاءات القوية ويوم أن أوقف البرنامج كنا على موعد مع الدكتور محمد مرسى لكن القدر لم يمهلنا. دعني أسألك مرة أخرى ما الذي دعاك للاستقالة وكيف حدث ذلك تفصيلا؟ ما حدث أن فضيلة الدكتور محمد حسان خرج في حلقته المعتادة وأثناء حديثه على الهواء قرر وقف كل البرامج السياسية وفى اليوم التالي لهذا القرار استدعيت لحلقة خاصة من برنامجي بشكله الجديد الذي تحول على ذات الديكور إلى برنامج “مجلس الرحمة “وعلمت قبل الدخول إلى استديو الهواء أن قرار الشيخ نهائي ولا رجعة فيه واننا لن نقدم سوى برامج دينيه فقط وفى هذا اليوم تم وقف زميلى في البرنامج لعدة أيام حتى تهدأ الامور لبعض مشكلات ومواقف تخصه ووقتها ادركت ان حلمنا في تقديم النموذج الجديد المنفتح من الإعلام الاسلامى المهنى المنضبط الذي يطرح الرأى والرأى الآخر قد تبدد فقلت ذلك على الهواء بعد سجال مع ضيفى في الحلقة وكان أحد كبار اساتذة جامعة الازهر والذي وصلت معه بعد حديث عن الاعتصام بالله ثم عن الإعلام الاسلامى ودوره إلى ان دور الإعلام الاسلامى لا يقل اهمية عن الدعوة إلى الله وأن تعامل الإعلام مع قضايا الامه بشكل واقعى وعملى ومتوازن أفضل كثيرا من التنظير الاجوف ثم ختمت الحلقة بأننى كنت أحلم بتقديم اعلام الفكرة الاسلاميه الذي يبنى ولا يهدم وانه رغم قطعنا لخطوات كبيرة في هذا الجانب الا ان ادارة القناة أبت إلا أن يكتمل هذا الحلم بقرارها بوقف البرامج السياسية وانا لا املك في مقابل هذا القرار الا ان أعلن استقالتى من القناة . وماذا كان رد فعل الادارة بعد خروجك من الاستديو؟ العاملون في القناة صدموا فبعضهم ابدى حزنه لقرارى بترك القناة والبعض قال “آدى المواقف ولا بلاش” والبعض شعر في ذلك احراجا للقناة لكن الجميع حرص على مصافحتى بحراره واستوقفنى بعضهم بعد خروجى من القناة يطالبوننى بالبقاء أما المدير التنفيذى للقناة فقال لى “ليه كده” فرديت “والله أنا ده رأى وأنتم أحرار في القناة قدموا عليها ما شئتم”. لكن وهل اتخذ آخرون في القناة من مقدمى البرامج السياسية قرارات مشابهة؟ كثيرين انزعجوا والبعض تظاهر بالانزعاج لكنهم جميعا رضخوا للقرار وغيبت القناة عن كل الاحداث لدرجة انه في وقت اغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة كانت كل الشاشات تزهو بمتابعات حثيثة للجان والتحليلات والاحداث بينما شاشة الرحمة كانت تلتقى بمجموعه من الضباط الملتحيين وهو ما يعد تغييبا لجمهور القناة عن متابعة الاحداث. هل لديك موقف معين تجاه الشيخ حسان ؟ لا على الاطلاق وانما أعتبره كوالدى وتربطنى بفضيلته علاقة حميمه قبل ان اعمل بالقناة وبأسرته واخوته كافة وهو بالتأكيد من أكثر علماء الامة اخلاصا وصدقا لقضاياها ومشكلاتها وله مكانه عظيمه فى قلوب المسلمين جميعا ووجوده على رأس القناة السبب الرئيس فى نجاحها وانتشارها وهو يجمع بين اصوله الاعلامية كخريج من اعلام القاهرة وحاصل على الدكتوراة فى ذات التخصص وعلمه الربانى المخلص بالفطرة لكن ماحدث هو أنى شعرت أن المسألة تحتاج من يقول لشيخنا انتبه فدور القناة مهم في هذه المرحلة وان المساهمة عمليا في تقديم الإعلام البناء الذي يبنى ولا يهدم كانت أولى من غلق الباب برمته وإلا فلا تلوم غيرك حين يخطئ طالما انك في قناتك لم تحتمل تصحيح أخطاء من أخطأوا وإسداء النصح والتوجيه بدلا من إصدار قرار بوقف البرامج التي تقدم رسالة في الجانب السياسي الأبرز على الساحة المصرية الآن وان ذلك كان أولى وإلا فلا تطالب غيرك بما لم تصنعه فضيلتك في قناتك ولجمهورك وتلك الرسالة التي لم تلقى قبولا بل اضطرت القناة لنفيها في حلقة تشبه التوبة عن خطيئة لم تحدث من الأصل في شكل يعيدنا إلى مشاهد لم يعد لها محلا من الإعراب الآن وسط هذا الزخم الاعلامى المتداخل من كل جانب. إلى اين وجهتك القادمة؟ يوجد أكثر من عرض من قنوات إخبارية كبيرة أدرسها وأفاضل بينها لأستكمل حلمى في ممارسة إعلام لا يوجه مشاهديه ولا يغيبهم عن الاحداث اعلام يبنى ولا يهدم .