استعرض تحقيق صحفي نشره موقع ميدل ايست لاين الإخباري الأمريكي تزايد حالات القمع للإصدارات الصحفية والقنوات الفضائية في الشهر الأول من حكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي في مصر. وقال الموقع في التقرير الذى كتبه مراسله في القاهرة عن هذا القمع يكشف عن نية الرئيس الجديد في خنق أى معارضة لجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمي إليها فكريا وتنظيميا علي مدار 30 عاما. كما يكشف هذا القمع عن مؤشرات متزايدة لتحول رئيس مصر الحديث إلي فرعون يتبع جماعة الإخوان المسلمين. وقال الموقع أن الأسبوع الماضي شهد توجيه اتهامات رسمية من جانب نيابة أمن الدولة ضد اثنان من الصحفيين علاوة علي مصادرة جريدة «الدستور» من خلال وحدة الرقابة التابعة للدولة. وقد تسبب هذا القمع في تزايد الإحابط لدي هؤلاء الذين اعتقدوا أن زوال حكم حسني مبارك سوف يؤدي لظهور صحافة حرة في مصرز وقال تقرير الموقع أن الرئيس الجديد محمد مرسي قدم استقالته من جماعة الإخوان المسلمين بعد أن تم انتخابه في شهر يونيو الماضي وعندها أكد أنه سيكون رئيسا لكل المصريين. ولكن فوجيء الجميع بينما لم يمر شهر علي حكمه بتزايد القمع الإخواني للصحافة علاوة علي تعيين وزير إعلام جديد ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين هو صلاح عبد المقصود. ويقول جمال عيد الناشط الحقوقي أن تصرفات جماعة الإخوان الأخيرة ضد الإعلام تصرفات قاسية وحادة وغير مقبولة وتكشف عن أن الحريات تتراجع وأن الأمور تسير علي نفس منهاج الرئيس السابق حسني مبارك. وقال التقرير أن الولاياتالمتحدة عبرت عن قلقها الأسبوع الماضي من الإجراءات الأخيرة ضد حرية الصحافة بعد أن قامت السلطات بتحويل اثنين من نقاد الرئيس مرسي إلي المحاكمة. وقالت فيكتوريا نولاند أن هذه التحركات تسير عكس روح الثورة المصرية. وقالت نيولاند أن حرية الصحافة والتعبير من أسس بناء ديمقراطيات حية وقوية وهي جزء من الأمال التى أنطلق بسببها الشعب المصري للشوارع مطالبا بتحقيقها. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تنضم للشعب المصري في دعم حرية الصحافة. وانتقدت نيولاند إجراءات الحكومة المصرية تجاه مصادرة جريدة الدستور المستقلة وغلق قناة الفراعين، علما بأن هذين المنفذين كانا ينتقدان بشدة الرئيس مرسي وتبعيته لجماعة الإخوان المسلمين. وسوف يواجه رئيس تحرير الدستور المحاكمة يوم 23 أغسطس القادم بتهم نشر أخبار كاذبة والتحريض علي نشر الفوضي. أما توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين الخاصة والمعرض الشديد لمرسي وللإسلاميين فسوف يواجه المحاكمة يوم الأول من سبتمبر. وكان عكاشة قد ذكر في برامج التوك شو التى يقدمها أن مرسي وجماعته يستحقون القتل. من جانبها، نفت جماعة الإخوان المسلمين دائما أنها تسعي لخنق حرية الإعلام وقالت أنها تريد فقط وقف التقارير الإعلامية التى قد تحرض علي ممارسة العنف وإثارة القلاقل أو التى تقوم بتوجيه السباب الشخصي للرئيس. وقال محمود غزلان من جماعة الإخوان أن هؤلاء الذين تقدموا ببلاغات ضد الصحفيين لدى النائب العام ليسوا من جماعة الإخوان المسلمين وأنهم مجرد مواطنين عاديين أصيب بالغثيان من الإهانات التى يتم نشرها. وكان أحد المحامين قد تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه ثلاثة رؤساء تحرير بارزين لثلاثة صحف يومية مصرية منهم عفيفي ويتهمهم بإهانة مرسي، والمحامي هو إسماعيل الوشاحي والذى قال لقد اتهمتهم بإهانة الرئيس ونشر معلومات كاذبة ونشر الرعب بين الناس. واضاف أن كل ما نشروه لا يمت للحقيقة بصلة وعبارة عن اكاذيب. وكان العدد الذى تم مصادرته لصحيفة الدستور قد نشر في الصفحة الأولي أن جماعة الإخوان تقود مصر لأسوء عقودها المليئة بالقتل والدم. واتهم رئيس التحرير عفيفي الجماعة بالسعي لخنق الانتقادات وأنها تقود حملة ضد الإعلام وأنها تريد إسكات أى معارضة لسياستها. وكان قد صدر عدد سابق من الدستور يوم 21 يونيو وقبل الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية وعلي صفحته الرئيسية مانشيت يتهم الإخوان بالتخطيط لإرتكاب مذبحة في مصر إذا خسر مرسي. ويقول جمال عيد أن هناك بعض المبالغة في التقارير الصحفية ولكن الحل ليس معاقبة الصحفيين وجرجتهم لقاعات المحاكم. من ناحية أخرى، تعرض ثلاثة من كبار الكتاب للمنع من كتابة أعمدتهم الصحفية في جريدة الأخبار وهم الروائي البارز يوسف القعيد. وقد جاء المنع بعد تغييرات صحفية قام بها مجلس الشوري التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وقد قام العديد من الكتاب بترك اعمدتهم الصحفية بيضاء احتجاجا علي هذا الغزو الذى تقوم به جماعة الإخوان للصحافة المصرية. ويقول جمال فهمي من جريدة «التحرير» أن المساحة البيضاء هي صرخة احتجاج علي غزو الإخوان للصحافة القومية التى هى من المفترض أنها مملوكة للشعب المصري كله وليس لجماعة الإخوان.