عاد الثوار ليؤكدوا أن الثورة قائمة.. عادوا ليؤكدوا من جديد مطالب الثورة.. التى خرج الملايين فيها، وسالت دماء الشهداء من أجل التحرر من عبودية نظام ديكتاتورى فاسد.. والتخلص من عصابة كان تحكم وتتحكم فى البلاد والعباد. وقد سقط رأس النظام ومجموعة صغيرة من عصابته.. لكن ظل النظام قائما.. بل يعودون الآن بشكل كبير وبكل فجاجة فى شكل «متجولين» مؤيدين للثورة، وفى نفس الوقت يحاولون الانقضاض على الثورة وبعث روح الإحباط فى الناس. عاد الثوار فى جمعة تصحيح المسار فى كل ميادين مصر يطالبون المجلس العسكرى، الذى تسلم السلطة ووعد بتحقيق مطالب شعب مصر العظيم بعد ثورته العظيمة. عاد الثوار ليؤكدوا أن حكومة شرف لم تعد تمثل حكومة الثورة.. وأن رئيس الحكومة الذى رفعه الثوار إلى منصبه واختاروه اختيارا حرا.. لم يعد على قدر الثقة، فقد سلم نفسه للآخرين.. ولم يعد يستطيع اتخاذ أى قرار على مستوى مطالب الثورة.. واستعان بالفلول سواء من الوطنى المنحل «الفاسد»، أو من الأحزاب الأخرى التى كانت تتبع النظام وتتحالف معه.. بل إن نائبه الحالى الدكتور على السلمى «شفاه الله» الذى مر على أحزاب كثيرة.. إلى أن توافق مع شريكه رئيس حزب الوفد السيد البدوى فى البيزنس والسياسة ليتخذا معا موقفا معاديا للثورة منذ أيامها الأولى.. وليصبح البدوى مشاركا فى تحالف ديمقراطى تحت قيادة الإخوان -أو قل قيادة مشتركة- ويلعب سياسة من تحت الترابيزة، وهو ما يجيده، فهو رجل أساسا ليس له فى السياسة، فكل شىء عنده يترجم إلى بيزنس، ولا يهمه من السياسة شىء إلا مصلحته الشخصية وأعماله الخاصة عل ى حساب أى شىء.. فهو الذى كان متحالفا مع النظام السابق، وكان يرفض انتقاد مبارك وابنه.. اللذين يحاكمان الآن عن فسادهما وقتلهما للثوار والمتظاهرين، فضلا عن علاقاته برئيس مباحث أمن الدولة السابق اللواء حسن عبد الرحمن، الذى يحاكم أيضا الآن مع حسنى مبارك فى قضية قتل المتظاهرين، ناهيك بممارسة قنواته التليفزيونية، سواء أيام الثورة أو الآن!! أما الثانى الدكتور على السلمى فمعروف عنه عندما كان وزيرا فى حكومات مبارك، علاقته بالنظام السابق، وعندما كان نائبا لرئيس جامعة القاهرة فى التسعينيات كان على علاقة قوية بأمن الدولة.. وعلى يديه جرى شطب الطلاب من الترشح للاتحاد، ليصبح فى النهاية مسؤولا عن الديمقراطية والحوار الديمقراطى.. وحارسا لشركات مصر.. وبالطبع لا هناك ديمقراطية ولا حفاظ على حقوق مصر التى أضاعها النظام السابق. من أجل هؤلاء عاد الثوار فى جمعة تصحيح المسار ليطالبوا بحقهم الذى لم تعد حكومة شرف والسلمى تستطيع أن تتكلم فيه.. فقد أصبحت حكومة سكرتارية للمجلس العسكرى ولا تعبر إطلاقا عن الشعب الذى ثار على ما كان يفعله مثلهم فى النظام السابق.. ورفعوا المطالب واضحة وصريحة متمثلة فى إلغاء المحاكمات العسكرية وإلغاء قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر وتطبيق قانون الغدر والعزل السياسى للفاسدين من النظام السابق واستعادة الأمن وجدول زمنى لنقل السلطة بشكل واضح. بالله عليكم حد فيكى يا مصر يعرف متى ستكون انتخابات الرئاسة؟! وحتى الآن لم يحددوا فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية فى ظل قوانينهم السيئة!! إنهم لا يدركون حتى الآن أن هناك ثورة حدثت ضد نظام ديكتاتورى فاسد.. وأن الشعب يريد الحرية والكرامة والعزة والعدالة الاجتماعية.. وحتى الآن لم يتحقق أى شىء من ذلك على مستوى الشارع.. ولم يدرك أى مواطن خرج ثائرا أن شيئا جديدا قد حدث. لقد عاد الثوار فى جمعة تصحيح المسار ليؤكدوا أنهم الذين قاموا بالثورة.. وأنهم الذين يسعون إلى تحقيقها للشعب كله ولا يعملون لمصالحهم الشخصية. لقد عادوا من دون الأحزاب والحركات التى ظهرت فجأة على الساحة وائتلافات ثورة طارق زيدان وشركائه «المصنوعين»، الذين يريدون جنى الثمار دون نضجها. انكشف دور الإخوان والذين يلتفون حولهم. ولا أتكلم عن دور حزب السيد البدوى، فكفاية عليه ما قاله اثنان من أصدقائه علاء عبد المنعم ومصطفى الجندى اللذين وجها له اتهاما واضحا وصريحا بخيانة الثورة فى أنه يعمل لمصالحه فقط.. وليس من أجل المجتمع أو من أجل مصر الجديدة الحديثة الديمقراطية. وبالطبع لم يكن يريد الذين حذروا من هذا اليوم وتركوا مسؤولياتهم الأساسية.. أن تكون جمعة تصحيح المسار بهذا الشكل من النجاح والتأثير.. لينهوا اليوم كما حدث أمام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة، وهم الذين يعلمون كيف يخططون لذلك! يا أيها الذين تحكمون البلاد.. الشعب يريد تصحيح المسار .. وتصحيح المسار عن طريق الثوار.. مش عن طريق الفلول.