نقيب المعلمين: لا يمكن كتابة التاريخ الحديث دون ذكر «الإخوان المسلمين» وخبير تربوي يتوقع «أخونة المناهج» بسبب غياب هوية التعليم أخونة المناهج شبح يخشى منه الجميع، خاصة بعد صعود جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة الحكم فى البلاد، وبعد أن إنتشرت على المواقع الالكترونية تصريح عن إدراج اسم «حسن البنا» داخل منهجى «التاريخ واللغة العربية» فى كافة المراحل التعليمية، وكأنه مشكلة المناهج فى مصر تتوقف عند حد ادراج اسم البنا داخل المناهج، دون النظر الى عقم المناهج القائمة على الحفظ والتلقين دون الابداع، وهو الامر الذى نفى معه وزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم غنيم، ما تردد عن اضافة تاريخ حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين فى كتب التاريخ، قائلا ما نشر على لسان ذلك الشخص يسأل عنه ومن يمتلك مستندات فليقدمها لى وسوف احقق فى هذا الامر. من جانبه قال الدكتور صلاح عرفة «رئيس مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم» ل«التحرير» ان حسن البنا لم يدخل داخل مناهج التاريخ او اللغة العربية، مؤكدا على أن المركز لم يتلقى أية تعليمات لتعديل المناهج أو تغييرها، مشددا على انه لاتسيس للمناهج فى مصر والتركيز على شخصية تنتمى للتيارات السياسية او غير ذلك، قائلا «ليس هناك اتجاه لاخونة المناهج، ولا نسمح بأخوانه على الاطلاق للمناهج سواء فى مناهج التاريخ او اللغة العربية»، مشيرا الى ان المناهج تبنى على الاحداث وليس الاشخاص، وبالتالى لم يذكر اى شخصية داخل كتب التاريخ الدراسية إلا فى ضوء الاحداث التى تحدث، لان التاريخ ليس له علاقة بالاشخاص او ان تبنى على الشخصية حتى لاتخرج عن الحقائق. «عرفة » اوضح أن المركز حريص على عدم التركيز على شخصيات بعينها في كتب التاريخ بعد المشكلة التي حدثت العام الماضي في الفصل الخاص بثورة يناير في كتاب المواد الإجتماعية للصف السادس الابتدائي والذي ذكر إنجازات مبارك مؤكدا أن الوزارة استبدلت هذا الفصل ب التحولات المصرية بعد 25 يناير مشيرا إلى أن تدريس التاريخ الحديث لا يتضمن فصولا عن الإخوان أو غيرهم إنما التحولات السياسية والحراك الاجتماعي في مصر . عن تدريس تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ورموزها بالمناهج الدراسية .. اوضح «عرفة » أن جماعة الاخوان المسلمين لاتتدخل من قريب او من بعيد فى عملية تطوير المناهج، مؤكدا على ان نظام المناهج الجديدة لايسمح بذلك الامر، خاصة وان المركز مرتبط فى عملية التطوير بوثيقة للمنهج يعمل بها من اولى ابتدائى حتى ثالثة ثانوى، وبالتالى فإن المركز يعمل وفقا لمعايير ومواصفات محددة تسمى وثائق منهج، مشيرا إلى أن المناهج الجديدة التي يعدها المركز ليست قائمة على المعلومات بل على تنمية المهارات الفكرية مثل التفكير الناقد والقدرة على الاستدلال وكشف المغالطات لذلك فإن المحتوى هو وسيلة لتحقيق المهارات « الابداع ، التفكير ، وكشف المغلطات التاريخية» ، لافتا الى أن المركز يعمل حاليا على إعداد مناهج العام الدراسي 2013_ 2014. «مدير المركز» اضاف ان المناهج الجديدة 2013/2104 فى المرحلة الثانوية فى اولى ثانوى تبنى على التاريخ الفرعونى«تاريخ الحضارات» وتبعد عن التاريخ الحديث، وفى الصف الثانى الثانوى تبنى على تاريخ الاسلام الوسطى « العصور الوسطى»، وفى الصف الثالث الثانوى عن تاريخ مصر الحديث ويتضمن ثوات الشعوب وثورة 25 يناير بعيدا عن الاشخاص وانما يتضمن التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى حدثت عقب الثورة . «عرفة » كشف ان كتب اللغة العربية فى الصف الثانى الاعدادى والثانى الثانوى تم تعديلهم بمايتناسب مع ثورة 25 يناير، حيث تم حذف 4 موضوعات من الكتابين تركز فى التأكيد على توريث الحكم، وتم استبدال تلك الموضوعات بموضوعات اخرى تعبر عن اهداف ثورة 25 يناير «الحرية والعدالة الاجتماعية»، مضيفا انه تم تغيير كتاب التربية الوطنية ليدرس وفقا لكتاب جديد بداية من العام الدراسى المقبل ، حيث تم اضافة وحدتين عن ثورة 25 يناير وتطور الحياة الحزبية فى مصر . اما الدكتور أحمد الحلواني «نقيب المعلمين» فرأى أن معرفة الشخصيات الوطنية ودورها في الحركة الوطنية والفكرية والاجتماعية حق أصيل للأجيال القادمة دون انتقاء شخص بعينه مرفوض ولكن لابد من وضع كافة الشخصيات في المناهج بما فيهم الإمام الشهيد حسن البنا الذي لعب دورا هاما في الحركة السياسية منذ ظهوره عام 1928 وحتى الآن مضيفا: ولا يمكن أن نكتب عن تاريخ مصر الحديث دون الكتابة عن جماعة الإخوان المسلمين تماما مثلما لا يمكن أن نكتب عن ثورة 19 دون الوفد ، قائلا «أى منصف للتاريخ لابد ان يذكر كل الحركات الوطنية والسياسية المؤثرة على الساحة،وتابع، نحن لانرضى بذكر جماعة الاخوان فقط فى المناهج دون باقى الحركات الوطنية او اقصائها من المناهج التاريخية، وهذا ليس مناهجنا السياسى ان يتم اقصاء شخصية بعينها ايا كانت من تاريخ مصر الحديث دون ذكر التيار الشيوعى واليسارى وعلماء مصر الذين اثروا فى الساحة العربية والاسلامية ،وهو ما سنطالب به الوزارة ،لان حق الاجيال الجديدة ان تعرف تاريخها الحديث بشخصياتها الوطنية والسياسية المختلفة». «الحلواني» اكد أن الأجيال القادمة لن ترحمنا إذا أغفلنا هذه النقاط، مشيرا إلى أن النقابة ستطالب بوضع مواصفات لخريج العملية التعليمية يراعي الهوية المصرية والاسلامية والعربية ولديه المهارات والكفاءات لإعداده لسوق العمل والحفاظ على أهدافه ومبادئه وقيمه لأننا عانينا الفترة الماضية من عدم وجود أخلاق لدى الخريج. من جانبه توقع الدكتور كمال مغيث «الخبير التربوى بالمركز القومى للبحوث التربوية» أن تشهد الأيام القادمة «أخونة للمناهج» بعد أن امتلأت المناهج الفترة الماضية بمواضيع ضد المواطنة وضعها المتطرفين رغم أن تحقيق المواطنة واحد من أهم أهداف التعليم في دولة تحظى بالتنوع الثقافي والفكري مثل مصر ولكن ذلك لم يحدث بسبب وجود الجماعات المتطرفة داخل وزارة التعليم. «مغيث» اضاف لابد أن يعبر المنهج الدراسي عن هوية الدولة فإذا كانت دولة اشتراكية يكون التعليم اشتراكي وإذا كانت دولة ليبرالية يصبح التعليم ليبرالي إلا أن مبارك لم يكن حريصا على الهوية وترك المتطرفين يعبثوا بالتعليم، بالإضافة إلى أن القائمين على التعليم ليس لديهم هوية ثقافية ضاربا المثل بكوثر كوجك الرئيس السابق لمركز تطوير المناهج والمتخصصة في الاقتصاد منزلي متوقعا أن يسعى الإخوان للسيطرة على المناهج وتغييرها.