أثارت الوثائق التي بدأ موقع "ويكيليكس" للتسريبات نشرها أمس الجمعة، حول المراسلات الدبلوماسية السعودية السرية والاتصالات السرية مع سفارات المملكة حول العالم والتي تشمل أكثر من نصف مليون برقية، جدلًا واسعًا لدى الرأي العام سواء الدولي أو العربي، لاسيما وأن هذه التسريبات تتعلق بعدد من الشخصيات العامة المصرية التي لا تزال تمارس دورها على الساحة السياسية حاليًا. الفقي: ما أنشره دراسات تحليلية علنية المصدر ولم أرسل أية تقارير مباشرة للخارجية السعودية وكان من أبرز الشخصيات التي طالتهم التسريبات الدكتور مصطفى الفقي، حيث أظهرت الوثائق المسربة، وجود صورة لبرقية صادرة من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق موجهة إلى خادم الحرمين احتوت على تقريرين تحليليين أعدهما مصطفى الفقي تحت عنوان "مخاوف 25 يناير 2013"، والآخر بعنوان "أزمة التصريحات القديمة للرئيس مرسي"، والوثيقة مرسلة من وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل الذي بقي في منصبه أربعة عقود، وتقول الوثيقة إنه تلقاها من السفير أحمد القطان، وكانت موجهة إلى العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز. ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي ل"التحرير"، إن ما ورد فى وثائق "ويكليكس" المسربة أمر هدفه إثارة البلبلة وإرباك الرأي العام للساحة المصرية، موضحًا أنه لم يرسل أي تقارير معلوماتية للسعودية ولكنه ككاتب ينشر مقالاته في كل مكان ولا يعمل في وظيفة خاصة. وتابع الفقي "أنا أنشر دراسات تحليلية أخذت بها الدولة السعودية وهي حرة في ذلك، ولم تكن هذه التحيليلات موجهة إلى خادم الحرمين الشريفين أو إلى أي أحد، ووزير الخارجية هو الذي قدمها له وليس أنا". وأوضح الكاتب السياسي، أن كل الكتابات التي وصلت إلى السعودية وغيرها منشورة في الصحف وهي عبارة عن مقالات وآراء، وكانت تُنشر تباعًا في إحدى الصحف المصرية لمدة سنة وهي التي أخذ بها، وهي معلومات علنية المصدر وإعلامية التأثير، مضيفًا أن المكتب الإعلامي السعودي كان يأخذ نسخة منها، ولم أكن يرسلها بشكل مباشر إلا في حالة إذا طلبها المكتب. وأضاف الفقي، "هذه الحملة لن تؤثر، ونحن تعودنا على هذه، وأي فرد بيعمل في المجال العام عليه أن يتحمل مثل هذه الأمور والسخافات". وكان موقع "ويكيليكس" قد نشر أكثر من 60 ألف برقية دبلوماسية مسربة من السعودية، وقال إنه سينشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة، كما نشر برقية تتعلق بتفاصيل زيارة خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، للدوحة، منسوباً صدورها من السفارة السعودية بقطر إلى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك قبيل انتخابات الرئاسة 2012 التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي.