قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، اليوم الأربعاء، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي ب"حكم أنه في موقع مسؤولية"، "قلبه يتسع للكل، فالكبير يتحمل". وأضاف، خلال استقباله رئيس وزراء لبنان سلام تمام، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن العلاقات بين المصريين أهم ملامحها التلاحم، وأنه لا يمكن التفرقة أبدًا سواء على مستوى المدرسة أو الكلية أو العمل، مضيفًا "كنا نتحادث مع الإمام الأكبر، أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال زيارة له، عن التقاليد المصرية، وطبق العيد والكحك". وعن الصراعات التي تمس الدين، عقب البابا قائلًا: "تفقد العقل"، موضحًا أن فكرة قبول الآخر واتساع القلب شيء جوهري، وأن الله خلق العالم كله، ليس بشكل واحد، بل بالتنوع. وتابع "لبنان تعيش في الوجدان المصري"، مردفًا "كنت أود أن تطول زيارتكم لكي تتمكن من رؤية المعالم السياحية والدينية في مصر، فلدينا أول ديرين بالعالم، الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، بالبحر الأحمر، وكنا في احتفال منذ أيام بدخول العائلة المقدسة مصر". وذكر أن أول كنيسة في مصر هي الكنيسة المعلقة، لافتًا إلى المتحف المصري والمتحفين القبطي والإسلامي. وشرح البابا تفاصيل مشروع قناة السويس منذ نشأته، وأنه مشروع واعد يغير وجه الخريطة لمصر والعالم، مبيّنًا أن قائد المشروع يفهم ما يعمل، ويراعي البعد الإنساني. ومن جانب، قال تمام، "نحن بلد مضياف له تواصل مع كل الناس، وبلد رقيق وطبيعته تساعد على العيش في فرح وسعادة، ونود أن نرى قداستك في لبنان"، معقبًا "ونحن نحب الجميع، والتطرف ليس سبيل الحياة، والممارسات اللإنسانية، ظلم وظلام، والله يساعد الجميع لتجاوز المحن". وأكد تمام أن مصر تعود إلى مكانتها ومكانها ودورها ونجحت في الخروج من أي صدام طائفي، لافتا إلى التحرك السريع للرئيس السيسي، وعقب: "مصر أم الدنيا"، ورد البابا "وصارت قد الدنيا بمشروع قناة السويس.. صارت كل الدنيا". وأضاف البابا "في مصر نموذج للتعايش، ونموذج حضاري متقدم وتجربتنا نعتز بها، ونرجو أن الشعب المصري يعيش عيش كريم ومحترم لأنه يستحق ذلك".