"هل تخرج جماعة الإخوان المسلمين من هذه الأزمة برؤية استراتيجية جديدة؟ وما تأثير ذلك على الجماعة خارج مصر".. تساؤلات طرحتها صحيفة "المونيتور" الأمريكية ضمن تقرير نشرته عقب أحكام الإعدام التي صدرت ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وأعضاء من جماعة الإخوان أمس الثلاثاء. وقالت "المونيتور"، في تقريرٍ، نشرته عبر موقعها الإلكتروني: "الجماعة تعاني حالة فوضى منذ وقت طويل، ومنذ القبض على مرسي بعد احتجاجات عارمة ضده في أوائل صيف 2013، تحاول محاربة الجيش، وبالرغم من مشاركة عناصر مؤيدة لمرسي في عنف سياسي محدود ضد السلطة المصرية، إلا أن الجماعة نفسها لم تشارك في أي صراع عدواني ضد الدولة". وأشارت "المونيتور" إلى أنَّ "الجماعة ركزت بدلًا من ذلك على الاحتجاجات والمسيرات وممارسة الضغط الدولي مع جماعات مثل المجلس الثوري المصري في تركيا، لافتةً إلى بدء انحسار المظاهرات المطالبة بإعادة مرسي للرئاسة، وأنَّ تأثيرها السياسي ضعيف. وتابعت الصحيفة: "الإخوان أصبحت اليوم في 2015 أضعف لا أقوى، وبالرغم من مواجهة حكم السيسي مجموعة تحديات، إلا أنَّ فرص عودة مرسي للرئاسة عبر احتجاجات مطولة، ضئيلة". وحاولت القيادات القديمة في الإخوان، التي تسيطر عليها منذ سنوات، الحفاظ على تماسك الجماعة عبر تلك الاستراتيجية، بحسب "المونيتور"، مستطردةً أنَّ "كثيرًا من شباب الجماعة أصبحوا غير صبورين بشكل متزايد، ويتحركون نحو تصعيد المواجهة مع السلطات المصرية". ولم يعد لدى القيادات القديمة، ومعظمها إمَّا في السجن أو خارج مصر، والكلام للصحيفة، نفس القدرة على السيطرة على صفوف الشباب، كما في السابق. وأوضحت أنَّ الميول التصعيدية لم تظهر فقط من جانب الإخوان، حيث أصدرت مؤخرًا مجموعةً من 150 رجل دين مسلم بيان جاء فيه أنَّ الوقت قد حان لموقف أكثر عدوانية ضد السلطات المصرية، لكن من غير الواضح حتى الآن، بحسب الصحيفة، معنى هذا التصعيد. وتطرقت الصحيفة إلى أنَّ استخدام كلمات غامضة شائع في بيانات الإخوان المختلفة مثل "المقاومة"، و"بجميع الوسائل اللازمة"، وقالت إنَّ لغتها مطاطة وتحريضية في البيانات باللغة العربية، وفي المقابل كان هناك تشديد على "عدم العنف"، في البيانات الإنجليزية. ووفقًا ل"المونيتور"، فإنَّه من غير المحتمل أن الجماعة تنوي أن تصبح مثل القاعدة أو أنصار بيت المقدس، لكن يمكن أن تغلب عليها فكرة "العنف دفاعا عن النفس". وتوقعت الصحيفة أن تتصاعد وتيرة العنف، وبالتالي حملة أشد صرامة من قبل السلطات المصرية، من شأنها تقديم مبرر للقاهرة أن الإخوان أصبحت جماعة إرهابية.