تشهد العديد من دور العبادة الإسلامية بالإسكندرية حالة من التأهب بالتزامن مع اقتراب موعد انطلاق السهرات الإيمانية في شهر رمضان المبارك. وتجول "التحرير" في عدد من أبرز ديار الرحمن التي تعد مقصدا مهما لعباده يحجون إليه في الشهر الكريم، من أجل الصلوات وإقامة الشعائر الروحانية، وفيما يلى أبرز وأشهر مساجد الإسكندرية، التي تزينت من الآن لاستقبال وضيوف "رمضان": القائد إبراهيم أحد أشهر مساجد الإسكندرية على الإطلاق، ويقع في منطقة محطة الرمل، ويشتهر بمئذنته الطويلة الرشيقة، واتخاذ أهالي المحافظة له مركزا لانطلاق التظاهرات السياسية، إلى جانب دوره الكبير في استقطاب متظاهري ثورة 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013. المسجد صممه المهندس المعماري الإيطالي "ماريو روسي"، في عام 1948، خلال الذكرى المئوية الأولى لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، مؤسس مصر المدنية الحديثة. ويشهد مسجد القائد إبراهيم إقبال الآلاف عليه في شهر رمضان لأداء الصلوات وخاصة التراويح، كما يبدو المنظر حوله متكدسًا للغاية قبل الإفطار، وآذان المغرب. سيدي بشر ينسب اسم المسجد إلى الشيخ بشر بن الحسين، وهو شيخ صوفي من سلالة علماء مغاربة جاءوا إلى مصر في أوائل القرن السادس الهجري، ويقع في منطقة سميت بعد ذلك باسمه "سيدي بشر". أقيم المسجد في أواخر القرن التاسع عشر، وجدده الخديوي عباس الثاني، الذي مد خط سكك حديدية إلى المنطقة كي يصلي في المسجد صلاة الجمعة من كل أسبوع أثناء قضائه فترة الصيف بالإسكندرية. وتم توسعة المسجد في عام 1945 ليصل إلى أربعة أمثال ما كان عليها، ثم توالت التطويرات والتجديدات عليه، إلى أن أصبح الميدان الذي يقع فيه، أحد أهم ميادين الإسكندرية. يجمع المسجد المصطافين الذين يتمركزون في منطقة سيدي بشر، وتعتبر الصلاة فيه مختلفة خلال شهر رمضان، حيث تزداد به الروحانيات العالية، والأعداد المقبلة عليه. المرسي أبو العباس أحد أقدم وأشهر مساجد التي بنيت في مصر، إذ يتسم بقبابه المميزة الشكل، وهو يضم ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المرسي. وأبو العباس، شيخ صوفي، عاش في الإسكندرية 43 سنة، ودفن فيها عام 686 هجرية، في مقبرة باب البحر، التي أقيم المسجد حولها. يطل المسجد على الميناء الشرقي بمنطقة الأنفوشي، وهو مبنى على الطراز الأندلسي، ويتميز بالزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، وتعلو القبة الغربية له ضريح أبي العباس وولديه. وكانت التجديدات تطال المسجد، إلا أن التطور الأبرز له كان قرار الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد على أن يضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي ومسجدا للإمام البوصيري والشيخ ياقوت العرش. وقام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الانتهاء من بنائه عام 1943. أبو الدرداء يقع في شارع يحمل اسمه في الإسكندرية، ويتوسطه ضريح لسيدي أبى الدرداء، ويمر الترام على جانبيه يمينا ويسارا؛ بسبب فشل عملية نقله من مكانه الذي يعيق حركة المرور. ويحيط بفشل عملية نقل المسجد، أقاويل منها إصابة يد أحد عمال نقل الضريح بالشلل، ورفض باقي زملائه المشاركة في النقل، خوفًا من الإصابة مثل زميلهم، كما تشاع حكايات كثيرة حول كرامات أبي الدرداء، أغلبها أساطير، لكن ما يميز المسجد في رمضان أنه في اليوم السادس من الشهر الكريم، يتم الاحتفال بمولد صاحبه. الإمام الشاطبي يوجد مسجد الفقيه الزاهد الإمام الشاطبي بالإسكندرية بالقرب من شاطئ البحر في الحي الذي عرف باسمه، وعلى الرغم من صغر حجم المسجد إلا أنه من المزارات الدينية المعروفة في الإسكندرية. وينسب اسمه إلى الفقيه الشيخ الشاطبي الذى ولد بمدينة شاطبه شرق الأندلس عام 585 هجرية، وأقام في الإسكندرية فترة من الزمن، وسميت المنطقة المقام فيها المسجد باسمه "الشاطبي". وللشيخ الشاطبي بعض المؤلفات في القراءات والتفسير، كما أنه ألف كتابا بعنوان "زهر العريش في تحريم الحشيش"، يتحدث فيه عن أضرار المخدرات على الإنسان وتحريم الإسلام لها. سيدى جابر يقام في الحي المسمى باسمه بين محطة الترام وشارع بورسعيد، وكان المسجد في البداية زاوية صغيرة بنيت في منتصف القرن السابع الهجري، وبني على أنقاضها مسجد في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. وفي عام 1955م أزيل المسجد القديم ليبنى مكانه المسجد الحالي، ويقال إن سيدي جابر هو جابر بن إسحق بن إبراهيم بن محمد الأنصاري، وهو الذي انتقل إلى الإسكندرية وبنى له زاوية في ضاحية الرمل، حتى توفي سنة 697ه عن عمر جاوز 90 عامًا. الأباصيري يقع بمنطقة الأنفوشي، ويعد تحفة معمارية رائعة حيث ينفرد ببردية البوصيري الشعرية الشهيرة والتي تزين المسجد. والأباصيري، أحد أشهر من مدحوا النبي، فكان شاعرًا عذب الكلمات، وتعتبر "البردة"، من أهم القصائد التي يتغنى بها المداحون في الليالي الدينية. النبي دانيال يتواجد في شارع النبي دانيال، ويسمى بشارع الوحدة الوطنية لأن أوله مسجد النبي دانيال وفي وسطة الكنيسة المرقسية أول كنيسة في إفريقيا كلها، وفي آخره معبد النبي دانيال اليهودي. ويعتبر من أقدم المساجد وأوائل المساجد التى شيدت في مصر، وتحتوى جدرانه على آثار إسلامية قديمة جدا وهو مزار للعديد من السائحين خاصة الآسيويين الذين يحرصون على زيارة الضريح الموجود أسفل المسجد الذي يقال إنه للنبي دانيال.