دبّ الخوف في قلوب أهالي قرية خارفة التابعة لمدينة المنشأة جنوب محافظة سوهاج، جراء التهديد الذي تمثله مخلفات السلخانة والتي تسببت في نشر الآفات والأمراض. ورصدت "التحرير" ردود أفعال المواطنين على تلك الأزمة والمعاناة الصارخة التي يعيشها الأهالي الذين طالبوا رئيس الحكومة بأن تكون له كلمة الفصل الحاسمة في هذا الأمر بعدما سئموا من طرق باب المسؤولين في محافظة سوهاج. يقول محمود صابر موظف بالتربية والتعليم، إن السلخانة تم العمل بها في بداية عام 2008، ولم يطرأ عليها أية تطوير حتى يومنا هذا مما جعل المشكلات تتراكم وتسبب في حالة من الضجر الشديد بسبب عدم السماع لمشكلاتنا على أرض الواقع وتقديم حلول نهائية ناجزة، مطالبا بنقل السلخانة خارج الحيز السكاني إلى الجبل الغربي. والتقط على عمران مزارع، الحديث ليضيف: "بيوتنا خربت ومش عارفين نروي أرضنا من مياه ترعة نجع حمادي بسبب إلقاء مخلفات السلخانة من دماء ورث حيوانات داخل مياهها الراكدة مما يتسبب في حالة تعفن إضافة التي تجمع الكلاب الضالة والبعوض الناقل للأمراض وخروج روائح كريهة تصيبنا باختناق"، مؤكدا أن المياه تضر المحاصيل الزراعية وتتسبب في قلة الإنتاج وتبوير مساحات كبيرة من الأراضي كونها ملوثة بمخلفات السلخانة. وانتقد منصور أبو عزيز سائق أجرة، الخدعة التي افتعلها مجلس المدينة عام 2013 وأمر بإغلاق السلخانة لمدة 3 شهور عقب اعتصام السائقين والأهالي وتقدمهم بشكاوى إلى الهيئة العامة للخدمات البيطرية في القاهرة، بسبب ما تسببه لهم من مشكلات صحية وتشكل خطرا على حياة أبنائهم الصغار"، متابعا: "وتم العمل بها مرة أخرى بالرغم من أنها أصبحت الأم قنبلة موقوتة تهدد الآلاف من الصغار والكبار". وأوضح أشرف الجزار أن المشكلة تكمن في عدم وجود خزانات للصرف الصحي سوى واحد فقط ممتلئ بمخلفات جسيمة من دماء وروث الذبائح ويتم تصريفها إلى ترعة نجع حمادي المقابلة للسلخانة، مما يعد كارثة بيئية وتعديًا سافرا على منافع الري ويتسبب يوميا في مأساة كبرى عجزنا عن إيجاد حلول لها حتى طفح بنا الكيل ولم يستمع أحد لشكوانا. ومن جانبه قال مدير مديرية الطب البيطري بمحافظة سوهاج الدكتور أحمد البدري، إنه تم تشكيل لجنة معنية من البيئة لدارسة تلك المشكلة وتوصلت إلى أن أسباب تفاقم تلك المشكلة هو الزحف السكاني العشوائي المخالف لقوانين البناء كون السلخانة تم إنشاؤها بأراضٍ زراعية تابعة للدولة فضلا عن قيام بعض الجزارين بإلقاء المخلفات في الشوارع بطريقة غير حضارية. وأضاف البدري أنه يجري الآن معالجة المشكلة مؤقتا حتى توفير مكان بديل من خلال العمل على إجراء عملية إحلال وتجديد للسلخانة وتطهير الصرف الصحي الخاص بعملية تخزين المخلفات الناتجة من عملية الذبح، إضافة إلى توفير سيارة من الوحدة المحلية لنقل المخلفات الصلبة إلى أماكن جبلية حتى لا تضر المواطنين. وأكد مدير الطب البيطري أنه سيتم الإبقاء على مكان السلخانة في مكانها الحالي حتى لا يلجأ الجزارون إلى الذبح بطرق غير قانونية تضر بحياة المواطنين، موضحا أنه جار العمل على قدم وساق حسب الموارد المتاحة لحل تلك المشكلة التي يعاني منها أهالي المنطقة.