عُمر مضى وذكريات من زمن فات، كانت المحطات الفضائية لا تزال في طور الأحلام، كان لسهرات رمضان مذاق رائع يشترك فيه الجميع. فالمحطات الأرضية محدودة والبرامج والمسلسلات يشترك الجميع فى مشاهدتها، إن سرت في الشوارع تسمع مقدمة مسلسل ليالي الحلمية يصدح من كل بيت، أو صوت عادل إمام في دور جمعة الشوان في مسلسل دموع في عيون وقحة، وضحكات تخرج من القلب في الكاميرا الخفية مع إبراهيم نصر. وجاء الحنين لذكريات الدراما الكلاسيكية قبل أيام من شهر رمضان، وانطلاق الأعمال الدرامية لعام 2015، لتأتى "نوستالجيا" لوصف الحنين إلى الماضى، وتأتى فى حب العصور القديمة بشخصياتها وأحداثها، وهى أحيانا تكون رغبة فى عيش التفاصيل والمواقف القديمة مرة أخرى. وتظهر معالم الحنين للماضى فى التغنى بجمال الزمن الجميل، والنظر بشكل دائم لصندوق الذكريات فى محاولة لإحياء ذكريات قديمة، ورواد تويتر كغيرهم يملأهم الحنين للماضى قبل أيام من انطلاق موسم الدراما لشهر رمضان القادم، لكن بطريقة مختلفة ومميزة، حيث يستخدمون موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" كآلة زمن إلكترونية، فقاموا بتدشين هاشتاج يحمل اسم "مسلسل قديم بتحبه"، وتصدر فور تدشينه الترتيب الأعلي علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". علي الرغم من مرور سنوات طويلة علي عرض معظم المسلسلات الأهم في الدراما المصرية، إلا أنها ماتزال حاضرة في حياة المصريين من خلال جملة شهيرة، أو مشهد لا ينسي، أو أغنية تتر معبرة. بموسيقاه الشهيرة وشخصياته وكلمات سيد حجاب المعبرة جاء مسلسل "ليالي الحلمية" في مقدمة الأعمال التى تذكرها الكثير، لأنه يُعد المسلسل الأطول في ذاكرة الدراما العربية، لقد وصل إلى 150 حلقة، ومن خمسة أجزاء، تم عرض جميعها خلال أشهر رمضان. ثم دار الحديث عن "حسن النعماني" أو "حسن أربيسك" تلك الشخصية التى ارتبطت بالفنان الكبير صلاح السعدنى، وارتبطت به لفترات كثيرة في مسلسل "أربيسك"، وحتى وقتنا هذا نظرًا لتمثيلها واقع في تلك الحقبة الزمنية حول فنان الأرابيسك المصري، الذى كان محافظًا على فنه الذي أحبه وورث مهاراته من أجداده. وحضر مسلسل "المال والبنون"، الذي أنُتج في بداية تسعينيات القرن الماضي بأسماء شخصياته داخل إطار العمل وليس الأسماء الحقيقية للمسلسل "الحاج سلامة فراويلة" صاحب البيت الكبير بالحارة القديمة والذي قام بدوره النجم يوسف شعبان، و"عباس الضو" عبدلله غيث، وارتباطه في الاذهان حتى الآن يعود لمناقشات قَيم مجتمعية مهمة في الأوساط المصرية. "وعمار يا اسكندرية، يا أصيلة يا ماريا" كلمات متعلقه بالأذهان والوجدان بعد مرور ما يقرب من 18 عام، سيطر مسلسل "زيزينيا" للكاتب الكبير أسامة انور عكاشة علي أذهان عدد كبير من الجمهور. ذكريات ما قبل الإفطار حضرت بشخصية "عمو فؤاد" للفنان الراحل الكبير فؤاد المهندس، وتذكر البعض إطلالته علينا يوميًا بدروس من الحياة. وبشغف حكايات ومغامرات تلك العرائس المتحركة جاء الدور علي "بوجي وطمطم"، فكان له نصيب في ذكريات المرح خلال رمضان في زمن فات. وقالت الناقدة خيرية البشلاوي "إن طبيعة الشعب المصري تميل للحنين إلي الماضي، اعتقادًا بأنه يمثل واقع حياتهم، والجمهور يلجأ عادة لتلك الأعمال كونها أعمال عظيمة، وإحساسًا بافتقاده إلي نوع الدراما التى تعبر عنه وعن واقعه". وأكدت الناقدة "أن معظم الأعمال الحالية لا تحقق الإشباع المطلوب لدي المشاهد زي زمان، زمان كانت هناك أشخاص داخل الأعمال ملموسة في واقعنا، مما يجعل المشاهد يتذكر اسم الفنان بدوره داخل ذلك العمل لفترات طويلة".