عشقها دربا وضاحية.. قصرا وكوخا.. ملكا وصعلوكا.. واحتفظ بصورة له في كل زاوية منها.. من زيزينيا إلي مقهي الحلمية في ورشة حسن أرابيسك ليشهد عمدة بشنين وهو يرفع الراية البيضاء أمام المصراوية.. من أواخر السبعينيات وحتي تلك اللحظة تجمعنا الشاشة الصغيرة في رمضان حول دراما أسامة أنور عكاشة. الذي يروي لنا بدايته مع الدراما الرمضانية عام 9791 مع مسلسل “عابر سبيل” الذي شاركت في بطولته الفنان يحيي الفخراني وكان ذلك المسلسل باكورة التعامل بيننا ونواة لصداقة استمرت حتي الآن.. ثم أعقبه مسلسل الشهد والدموع، وتلاه مسلسل ليالي الحلمية وهو خمسة أجزاء عرض علي خمس سنوات وقد قدر له من البداية أن يكون بهذا الشكل الدرامي بأجزائه الخمسة وإن كان الجزء الأول لم يعرض في رمضان إلا أن الأجزاء الأخري ارتبط عرضها بشهر رمضان حتي في إعادة عرض المسلسل علي التليفزيون المصري أو الفضائيات كان يعرض في نفس الشهر من كل عام.. ولليالي الحلمية مكانة خاصة لدي فقد شهدت لقائي الأول بالعمدة وصديقي العزيز الفنان صلاح السعدني والهانم صفية العمري والقديرة محسنة توفيق. فيذكر أن المسلسل تم تصويره في شهر رمضان وشهدت بلاتوهاته إعلان إسماعيل عبدالحافظ لحالة الطوارئ القصوي حيث كان يضطرهم ضغط العمل للنوم داخل الاستوديو ليالي يعيش خلالها فريق العمل في حالة من التوتر وشد الأعصاب ومن أجمل ما يميز إسماعيل عبدالحافظ أنه يحرص علي أن يقيم إفطارًا جماعيا لكل العاملين بالاستوديو من فنانين لمصورين لمخرجين مساعدين ويتولي أحدهم مسئولية هذا الإفطار يوميا بالدور أما أسامة أنور عكاشة فقد كان يفضل الإفطار مع أسرته فيغادر الاستوديو قبل موعد الإفطار ويعود إليهم ليلاً. ويضيف أسامة أنور عكاشة أن هناك عددًا كبيرًا من المسلسلات التي صورت في رمضان وعرضت أيضًا في رمضان مثل امرأة من زمن الحب وأرابيسك وزيزينيا وأميرة في عابدين وأخيرًا المصراوية وبسؤاله عن علاقته بالأحياء الشعبية التي جسدها في الدراما فيقول أنا من مواليد محافظة كفر الشيخ وجئت إلي القاهرة للدراسة بالجامعة وجاب أحياء القاهرة والإسكندرية وضواحيها من شبرا والعباسية والسيدة زينب والحلمية في تلك الأحياء شعر بمعني العائلة الكبيرة وقيمة أن تشارك جيرانك وأصدقاءك الأفراح والأحزان حتي المناسبات الدينية لها وقع واحد في نفوس الأقباط والمسلمين ورمضان الحقيقي بكل طقوسه لا يمكن أن تحياه كما تحياه هذه الأحياء. كما يذكر أنه كان دائمًا ما يجتمع وأصدقاءه في حي الحسين ولكن الأمر اختلف الآن فلم يعد الحسين كما كان في الماضي حيث يحتاج الذهاب إليه أن تكون لاعب اكروبات كي تستطيع أن توقف سيارتك هناك كذلك صار من الصعب أن تدعو أصدقاءك القدامي فستجد كلاً منهم قد انشغل بحياته داخل تلك العلب المسماة بالشقق في الأحياء الجديدة التي لا يعرف أحد فيها الآخر ولا يهتم بأمره وإذا ما أراد أحدهم امضاء ساعات في رمضان يمكنه الذهاب لمشاهدته في الحسين “للفرجة فقط” لذا فأنا أفضل الحياة مع حلمي القديم وإحياء ذكرياتي علي الورق فيخرج في صورة درامية إنسانية تخاطب فكرة المواطن المصري وطابعه الاجتماعي وإذا ما فكرت في دعوة صديق علي الإفطار فسيكون قطعا الفنان نبيل الحلفاوي.