على غرار ما فعله تنظيم داعش فى العراق بتهجير عراقيين مسيحيين وآيزيدين من مدينة الموصل وبعض المدن الأخرى، شهدت مصر مجموعة من حوادث التهجير لا تقل نتائجها عما قام به «داعش». حيث تم تهجير عائلة قبطية بكفر درويش مركز الفشن محافظة بنى سويف، على خلفية اتهام أحد أبنائها ويعيش بالأردن بنشر صورة مسيئة للإسلام على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك». الجلسة العرفية التى عقدت بالقرية، تحت رعاية قيادات الأمن فى محافظة بنى سويف، قضت بتهجير الأسرة المسيحية، وهو القاسم المشترك فى أغلب حوادث التهجير سواء وقعت فى مدن الصعيد أو حتى فى القاهرة. حادثة كفر درويش ليست الأولى هذا العام، فخلال شهر مايو المنصرم، تم تهجير أسرة طالب الثانوى، ماهر فايز حبيب من بيتهم بقرية ميانة بمركز إهناسيا ببنى سويف، على خلفية اتهامه بنشر صور مسيئة للإسلام على موقع «فيسبوك»، قرار التهجير جاء أيضا بعد جلسة عرفية بمركز شرطة إهناسيا، بحضور عدد من القيادات الأمنية وقيادات دينية «مسلمين ومسيحيين»، حيث قرروا مغادرة الأسرة القرية. فى أبريل الماضى، تم اتهام مدرس و5 أطفال من قرية الناصرية ببنى مزار فى المنيا بازدراء الدين الإسلامى، على خلفية تمثيلهم مشهدا ينتقد تنظيم «داعش» الإرهابى، وقضت جلسة عرفية عقدت فى منتصف أبريل الماضى بتهجير المدرس ونقل التلاميذ الخمسة إلى مدارس خارج القرية. ومنذ 25 يناير 2011 وقعت مجموعة من حوادث التهجير القسرى والعقاب الجماعى لعدد من المصريين المسيحيين، فعلى خلفية تهديدات من إرهابيين فى رفح ترك أغلب المصريين المسيحيين المدينة، وانتقلوا للعيش فى العريش بعد تهديدات بقتلهم إذا لم يتركوا المدينة. الحادثة الأشهر التى فتحت الطريق لحوادث التهجير، كانت بتهجير 8 أسر مسيحية بقرية شربات بالعامرية، على خلفية اتهام شاب مسيحى بعلاقة عاطفية مع سيدة مسلمة، وعقدت جلسات صلح عرفية برعاية الأمن. الحادثة الثانية كانت فى أغسطس 2012 بعد تولى محمد مرسى للحكم بشهرين، حيث تم تهجير الأسر المسيحية بالكامل من قرية دهشور على خلفية شجار بين «مكوجى مسيحى»، وآخر «مسلم»، وقتل خلالها أحد الشباب المسلمين بالخطأ، فتم مهاجمة أغلب بيوت مسيحيى القرية ممن ليس لهم علاقة بالمشكلة ونهبها وحرقها، وظلوا خارج القرية لفترة تعدت الشهر قبل العودة لترميم منازلهم المحطمة. أما فى يوم فض اعتصامى رابعة والنهضة فى 14 أغسطس 2013 وما تلاه، فقد تعرض المصريون المسيحيون لهجوم إرهابى من قبل متشددين يناصرون مرسى وجماعة الإخوان، كان هو الأبرز والأعنف فى السنوات الأربعين الأخيرة، حيث تمت مهاجمة الكنائس ومنازل وممتلكات الأقباط. الحادثة الأشهر كانت فى شهر يونيو من العام الماضى 2014، وذلك بتهجير عائلة قبطية من المطرية على خلفية مشاجرة بين عائلة قبطية وأخرى مسلمة عائلة «الصمدية»، وفى هذه الحادثة لم تكن المشاجرة طائفية، بل كانت بين عائلات وكان يناصر العائلة القبطية بعض من أصدقائها المسلمين، وقتل أحدهم، بعدها عقدت جلسات عرفية برعاية قيادات الأمن فى محافظة القاهرة وحى المطرية، وقضت الجلسة العرفية فى 10 يونيو 2014 بتهجير العائلة القبطية وبيع ممتلكاتها خلال 6 أشهر وتغريمها مليون جنيه ومئة جمل وخمسة عجول وقطعة أرض مساحتها 200 متر، إضافة إلى تقديم أكفانهم لأهالى عائلة «الصمدية».