نشر أنصار لتنظيم داعش المتشدد، على موقع تويتر، صورا تهدف إلى التأكيد على وجودهم في أوروبا وانتظارهم "ساعة صفر" مناسبة لشن اعتداءات. ونقل مركز "سايت" المتخصص في رصد نشاط المتطرفين في الإنترنت، صورا التقطت على خلفية الكولوسيوم في روما وفي مناطق أخرى بالعاصمة الإيطالية، كما تظهر بعض الصور شوارع في ميلاتو، بما في ذلك كاتدرائية المدينة. والتقطت العديد من الصور على خلفية سيارات تابعة للشرطة. القوارب الملغومة وبالتزامن مع نشر الصور، حذرت الحكومة الليبية من وجود متطرفين في صفوف المهاجرين الذين لا ينقطع تدفقهم إلى أوروبا على الرغم من تزايد حوادث غرق القوارب والتي أسفرت خلال الأشهر القليلة الماضية عن مصرع المئات. وكان وزير الثقافة والإعلام الليبي عمر القويري، قد قال في تصريح لوكالة "أنسا" الإيطالية إن القوارب التي ستصل إلى إيطاليا في غضون الأسابيع القادمة ستقل ليس مهاجرين فقراء فحسب، بل و"دواعش" أيضا. خطر محدق كما حذر الأمين العام للحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج، اليوم الأربعاء، من احتمال أن يندس جهاديون ومقاتلون أجانب بين المهاجرين غير الشرعيين الذين ينطلقون من السواحل الليبية في مراكب غير مؤهلة لعبور البحر المتوسط. ونقل (راديو سوا) الأمريكي عن ستولتنبرج، قوله: إن مسألة اختباء الجهاديين واختلاطهم في صفوف المهاجرين عبر البحر المتوسط مسألة في غاية الخطور"، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة للرد على هذه الاضطربات والتهديدات بأشكال مختلفة. تحقيق BBC وأكد مسؤول ليبي في سياق تحقيق أجرته قناة "بي بي سي" أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يتم تهريبهم إلى أوروبا بوساطة عصابات تهريب المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط. وقال عبدالباسط هارون، المستشار في الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، إن المهربين يُخبئون المسلحين في القوارب الممتلئة بالمهاجرين. ونقل التحقيق عن بعض المهربين في ليبيا قولهم إن تنظيم الدولة الإسلامية يسمح لهم بمواصلة عملهم في تهريب المهاجرين مقابل الحصول على نسبة خمسين بالمئة من الأموال التي يحصلون عليها. وكانت وكالة الحدود الأوروبية قد حذرت في وقت سابق هذا العام من أن مقاتلين أجانب يستخدمون طرق تهريب غير تقليدية للوصول إلى أوروبا. ومع تعمق الخلافات الأوروبية بشأن التعامل مع أزمة الهجرة، يبدو أن المهربين يعمدون إلى استغلال الوضع الحالي القائم على التردد. عميل مزدوج إلى ذلك، نقل تقرير لصحيفة (ميل أون صنداي) البريطانية أمس الأحد، عن كلام عميل مزدوج كان أفشى أسراراً عن تنظيم القاعدة إلى جهاز الاستخبارات الداخلي (MI5)، ويعمل حالياً كمستشار أمني قوله في ذات برنامج (بي بي سي) إن تنظيم (القاعدة) منظم بشكل جيد لتنفيذ عمليات تهريب مسلحيه مع موجات المهاجرين. ويضيف المستشار الأمني انه يعرف شقيقين مصريين وصلا إلى إيطاليا من ميناء مدينة سرت الليبية، وهما قبل ذلك أمضوا أسبوعاً من " التعليم الديني" لضمان عدم وقوعهم في إغراءات قبل أن يرافقا في رحلتهم عدداً من المهاجرين الذين كانوا "شديدي التدين ويجيدون اللغتين الإيطالية والفرنسية". ويضيف العميل المزدوج السابق: "حقيقة الأمر هي أن داعش يقوم بتنفيذ مشروعة بتهريب المصريين والجزائريين والتونسيين والسوريين من خلال موقعه الاستراتيجي في مدينة سرت الليبية".