للنجمات المصريات تاريخ طويل مع مهرجان كان السينمائي الدولي، فمن عشرات السنين وحسناوات الوسط الفني المصري يحرصن على التواجد في فعاليات المهرجان، سواء كان لمرافقة فيلم يعرض لهن، أو لاقتناص فرصة التواجد أمام أهم وأشهر الكاميرات العالمية، في المهرجان من أهم المهرجانات السينمائية الدولية. وبمناسبة افتتاح الدورة ال68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، مساء أمس الأربعاء، تلقي "التحرير" الضوء على أهم نجمات السينما المصرية اللواتي أبهرن الغرب بجمالهن في تلك الفترة. فاتن حمامة كانت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من أولى نجمات السينما المصرية اللواتي تمتعن بالمشاركة في هذا المهرجان الدولي منذ بداياته. ففي عام 1955 تألقت فاتن على السجادة الحمراء في مدينة كان الفرنسية؛ بصحبة المخرج العالمي يوسف شاهين؛ إذ شاركا بفيلم "ابن النيل"، الذي لعب بطولته أمام فاتن النجم شكري سرحان. وأشادت صحف فرنسية عديدة بالفيلم، وألقت الضوء على أناقة ورقة النجمة المصرية، التي كانت مشاركتها حدثًا من أهم الأحداث الفنية في العالم العربي آنذاك. تحية كاريوكا كانت النجمة تحية كاريوكا من أهم الوجوه السينمائية العربية التي هزت مهرجان كان بجمالها الشرقي وطلتها المختلفة المميزة، ففي عام 1956 قامت لجنة اختيار الأفلام في مهرجان "كان" الدولي، بترشيح فيلم "شباب امرأة" للمسابقة الرسمية للأفلام. لتسافر تحية بصحبة فريق العمل، وعلى رأسه مخرجه صلاح أبو سيف، لكن فور وصول الوفد المصري، لاحظت سوء المعاملة التي يتعرضون لها من منظمي المهرجان، وتفضيلهم للوفد القادم من إسرائيل. وهنا استخدمت تحية ذكاءها، وصعدت إلى غرفتها، وبدلت ملابسها التي كانت على آخر صيحة في الموضة تلك الفترة، وارتدت "فستان بلدي وملاية لف"، إذ قررت أن ترتدي ملابس شخصية "شفاعات" التي جسدت دورها في الفيلم، لتمشي على السجادة الحمراء وسط أهم وأجمل وأشيك نجمات العالم، لتخطف منهن أضواء الكاميرات وتحصل على اهتمام الجميع. وكان من المفترض أن يحصل الفيلم على إحدى جوائز المهرجان، فقد أشاد به الجميع، لكن حادثة طارئة حرمت تحية والفيلم من جوائز المهرجان، فقد دخلت كاريوكا بجرأتها المعتادة في مشادة كلامية مع النجمة العالمية سوزان هيوارد، التي تطاولت على مصر لصالح إسرائيل، فعنفتها، لتنسحب هيوارد من حفل العشاء الذي كان يضم كل الوفود المشاركة. وعندما حاول الممثل داني كاي أن يرد إهانة هيوارد المنسحبة وتهجم على كاريوكا وسط الحضور صفعته أمام الجميع، ولأن لجنة تحكيم المهرجان كان يرأسها اليهودي الفرنسي موريس لحمان؛ حرصت على عدم منح أي جائزة للفيلم المصري أو لتحية، ولكن جودة الفيلم لم تخفَ على أحد، فاحتل المرتبة السادسة في تصنيف أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العربية. مديحة يسري النجمة السمراء مديحة يسري كانت من أهم نجمات السينما المصرية اللاتي أشرقن في مدينة كان الفرنسية، إذ شاركت في المهرجان للمرة الأولى في عام 1952، لتفتن الجميع بجمالها الأخاذ، ما شجع مديحة على زيارة المهرجان مرة أخرى عام 1955، لتشارك فاتن حمامة ويوسف شاهين احتفالهما بعرض فيلم "ابن النيل"، وحرص عمدة كان على لقائها بعد عرض الفيلم وتهنئتها بنفسه. ومن المواقف الطريفة التي حدثت لمديحة في المهرجان، وقصتها في أكثر من لقاء إعلامي لها، تلك اللحظة الذي وصلت فيها للقاعة وهي مبتسمة وتحيي الجميع بنظراتها، ثم صافحت أحد المُحكمين بالمهرجان، والذي قال لها: «لو كانت هذه مباراة جمال لكنت أنتِ الفائزة الأولى دون منازع»، وفي صباح اليوم التالي علّقت صحف باريس على رأي المُحكم قائلةً: «ومع ذلك نستطيع أن نسمي مديحة يسري أجمل امرأة في كان». سامية جمال وصباح الراقصة الشرقية سامية جمال وصديقتها الشحرورة صباح، كانتا من أهم وأبرز الوجوه العربية في مهرجان كان.. وهي الوجوه المشرقة التي التقطتها عدسات الكاميرا أثناء استحمامهما في إحدى استراحات المدينة يتابعن فعاليات المهرجان بشغف، ويلفتن انتباه الحضور بجمالهما العربي.