أميرة إبراهيم: السوق العربية في مجال النقل الجوي مصنفة دائمًا الأعلى في نسب النمو والحركة الجوية، وعلى عكسها تقف السوق الإفريقية المصنفة في المراتب الأخيرة، أو قبل الأخيرة من حيث نسب النمو، وحجم الحركة، ومع ذلك فالسوق الإفريقية تصنفها المنظمات الدولية المعنية بالطيران والنقل الجوي، كأهم سوق واعدة تحتاج لضخ استثمارات مع نتائج مؤكدة بالربحية، وهذا ما دفع شركات الطيران العربية للتركيز على السوق الإفريقية، خاصة مع تشبع الأسواق الرئيسية للنقل الجوي، وعلى رأسها أسواق شرق آسيا. اتجهت الكيانات المعنية بنشاط النقل الجوي في المنطقة العربية، للتقارب مع نظيرتها الإفريقية، ودعت إلى مؤتمر إقليمي يتحرك كقمة دولية للتقارب بين الإقليمين في تعاطي القضايا المصيرية التي تشرف عليها منظمات النقل الجوي الدولية، وكذا تفعيل منظومات تعاون بين الإقليمين تستسثمر احتياجات كل منهما عند الأخر، وهو ما تصدر جدول أعمال المؤتمر الدولي للطيران الإفريقي الذي اختتم أعماله، أمس الإثنين، في دبي، والذي أقيم تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، لمدة يومين، وبمشاركة مصرية، لافتة لوفد من خبراء هندسة الطيران المصريين، برئاسة المهندس حسين مسعود، رئيس مجلس إدارة جمعية صفوة مهندسي الطيران، ووزير الطيران الأسبق. جدول أعمال المؤتمر، تضمن حلقات نقاشية حول الثروة البشرية والتحديات التي تواجهها، ووجهت إدارة المؤتمر، الدعوة للوزير الأسبق، المهندس حسين مسعود، بصفته خبيرًا بالنقل الجوي، وعضوًا بالمنظمة الدولية للطيران المدني والاتحاد الدولي للنقل الجوي "الإياتا" حيث تطرقت إلى كيفية توفير القوى البشرية المدربة، لتلبية احتياجات قطاع الطيران المدني بالقارة السمراء، والدور الحكومي في دعم عملية التدريب والحاجة المُلِحَّة لشركات الطيران الإفريقية، لتوفير شركات صيانة تتكفل بصيانة أسطولها محليًا، كما تناقش كيفية نشر الوعي بين الأجيال الشابة، وترغيبهم في العمل بقطاع الطيران المدني. يهدف المؤتمر بشكل رئيس إلى دمج سوق الطيران العربي والإفريقي، ومشاركة الخبرات فيما بينهما، كما يتطرق إلى مناقشة قضايا السموات المفتوحة، وتوسعة المطارات، ومحاولات إيجاد حلول لمختلف قضايا الطيران المدني، مثل قضايا السلامة الجوية، وأنظمة الملاحة، والبنية التحتية، والتنمية المستدامة. وشهدت القمة الإفريقية العربية مشاركة واسعة من المنظمات الدولية على رأسها الاتحاد الدولي لشركات الطيران "الإياتا" والمنظمة الدوليه للطيران المدني "الإيكاو" والاتحاد الإفريقي للنقل الجوي "الأفرا"، ومشاركة حكومية مكثفة للوزراء الأفارقة، ومسؤولي شركات الطيران الإفريقية، من بينهم وزيرة النقل بدولة غانا، دزيفا أكو أتيفور، وجيرما ويك، رئيس شركة الخطوط الرواندية، والطيار ساندي باين، رئيس قطاع العمليات بالخطوط الجنوب إفريقية، وبول جريفث، رئيس مجلس إدارة شركة مطارات دبي، وإد ونتر، رئيس شركة طيران "فاست جت" التنزانية، وليلى المهيري، المدير العام المساعد لقطاع الاستراتيجية، والشؤون الدولية بالهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات. أقيم على هامش المؤتم، عرض يضم أكثر من 50 عارضًا من بين صناع الطائرات، مثل بوينج Boeing وبومباردييه Bombardier، وإمبرير Embraer، وشركات الطيران والشحن الجوي، ومقدمي الخدمات الفنية للطائرات، ومراكز التدريب، وشركات الاستشارات والخدمات التكنولوجية. جمعية صفوة مهندسي الطيران، جمعية غير هادفة للربح، وأقامت أبريل الماضي، مؤتمرها الأول للسلامة الجوية والاستدامة، وتتجه بأنشطتها، كما يوضح مسعود: "نتوسع في الأسواق العربية والإفريقية بهدف استكمال دورها المجتمعي نحو تأهيل كوادر معتمدة دوليًا تقوم بدور محوري وإيجابي لخدمة شركات ومنظمات الطيران محليًا وإقليميًا". وتسعى الجمعية حاليا نحو الاعتراف المتبادل مع الجمعيات والمنظمات الدولية المناظرة لتعظيم الدور المنوط بها في منظومة الطيران المدني. ومن المخطط عقد اجتماعات ثنائيه مع العديد من القيادات الافريقيه والعربية لبحث سبل التعاون ومشاركة تجربة الجمعية ودعم تعميمها بالقارة الإفريقية والاستفاده من خبرات أعضائها لتنمية قطاع الطيران المدني بإفريقيا.