وجَّهت السفيرة ميرفت تلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، التهنئة لجميع الإعلاميين والإعلاميات، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. جاء ذلك خلال كلمتها في فعاليات الاحتفالية التي عقدتها منظمة "اليونسكو"، بعنوان "اليوم العالمي لحرية الصحافة..نحو ازدهار الصحافة..تقارير أخبارية أفضل..مساواة بين الجنسين..سلامة وسائل الإعلام في العصر الرقمي"، برعاية المجلس القومى للمرأة، ونقابة الصحفيين ومؤسسة الأهرام، واتحاد الإذاعة والتليفزيون. وقالت تلاوي: "لا يمكن إنكار الدور المؤثر للإعلاميات المصريات اللائي يحملن على كاهلن قضايا الوطن كما يتحملن عبء تغيير الصورة النمطية عن المرأة وخلق الوعي المجتمعي الحقيقي بمشكلاتها وقضاياها". وأشارت إلى أنه على الرغم من دورهن المؤثر فإن الإحصاءات الرسمية تشير إلى تراجع نسبة الإعلاميات مقارنة بنسبة الإعلاميين، منوهةً إلى أنَّ المرأة وصلت لمناصب قيادية رفيعة في العمل الإعلامي، حيث تتولى حاليًا الإعلامية الكبيرة نادية مبروك، منصب رئيس الإذاعة، كما تولت المرأة على مدار سنوات عديدة منصب رئيس التليفزيون، ولا تزال هناك إعلاميات كثيرات يتولين منصب رؤساء القنوات بالتليفزيون، لكن هذا العدد لا يتلائم وحجم إسهام المرأة في العمل الإعلامي، كما أنَّ عدد رئيسات التحرير في مصر ضئيل جدًا، مشيرةً إلى السعودية التي أصدرت قرارا بتعيين المرأة رئيسة تحرير. وأوضحت تلاوى أنَّ "برنامج عمل بكين" اعتبر الإعلام ضمن أهم 12 تحديًا تواجهها المرأة، لافتةً إلى أنه بعد مرور 20 عامًا على مقررات بكين مازال الإعلام أحد التحديات الكبرى، حيث لم يؤدِ دوره بالنسبة للمرأة، على الرغم من التشريعات والقوانين التي تدعم المساواة. وأضافت أنَّ دستور 2014 تضمن نصوصًا صريحةً تكفل المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، علاوةً على الحق في تولي جميع المناصب إلا أنَّ تحقيق ذلك على أرض الواقع يصطدم بالعادات والتقاليد البالية التي تتحيز للرجل والرافضة لتولي المرأة المناصب العليا، بالإضافة إلى حصر اهتمامات المرأة في قوالب محددة، وإغفال تفوقهن في كافة المجالات الأخرى كالسياسة والاقتصاد وغيرها، متسائلةً: "أين صوت المرأة في النزاعات المسلحة ولماذا لا يلقي الإعلام الضوء على حالة اللاجئات جراء النزاعات المسلحة؟". وذكرت تلاوي: "في ظل الظروف الحرجة التي شهدتها مصر والحرب على الإرهاب التي تخوضها الدولة ضد الجماعات المتطرفة، يكون الإعلاميون ذكورًا وإناثًا، عرضة للقتل أو الاستهداف"، مدللةُ على ذلك باستشهاد الصحفي الحسيني أبو ضيف، والصحفية ميادة أشرف، اللذان لقيا حتفهما أثناء عملهما، مؤكدةً أنَّ الإعلاميات يؤدين عملهن بكل جرأة وشجاعة في ظل مناخ عام غير موات وقد يفقدن حياتهن. وطالبت تلاوي، في ختام كلمتها، بتمكين المرأة من قيادة المؤسسات الإعلامية الحكومية، والصحف والمجلات الخاصة، ومواقع اتخاذ القرار الإعلامي؛ لأنه من غير المنطقي أن يظل هذا القطاع حكرًا على الذكور، وإلقاء الضوء على المبدعات في وسائل الإعلام المختلفة،وإعطائهن الفرصة لنشر أعمالهن، والتركيز على دور المرأة كثروة بشرية وشريك في صنع تقدم الدولة، وتنشئة جيل يحب بلده وينبذ العنف، وتغيير النظرة لمشكلات المرأة لتكون مشكلات تخص المجتمع بأسره.