كتب - حمادة عبدالوهاب في الوقت الذي تنادي فيه إيران بوقف ضربات عاصفة الحزم والعودة إلى مائدة المفاوضات، تحركت قطع بحرية عسكرية إيرانية نحو مضيق باب المندب وخليج عدن، في خطوة رأى فيها البعض أنها تأتي في سياق المحاولات الإيرانية لإظهار القوة، مستبعدين حصول مواجهة عسكرية مباشرة. ونشرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، شبه الرسمية، تحرك قطع بحرية إيرانية تتوجه إلى مضيق باب المندب وخليج عدن، بحجة حماية المصالح الإيرانية في المنطقة. ووفقاً لما ذكرته الوكالة، فإن القطع البحرية ضمت "الفرقاطة اللوجستية بوشهر، والمدمرة البرز، لتوفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية، وصون مصالح إيران في المياه الدولية الحرة"، وضمت المجموعة البحرية ال 33 للقوة البحرية الإيرانية كلاً من الفرقاطة اللوجستية بندرعباس، والمدمرة نقدي رست في بندرعباس". ويأتي هذا التحرك على الرغم من إرسال مصر وحدتين بحريتين، هما "الإسكندرية" و"طابا"، وهما عبارة عن فرقاطتي صواريخ موجهة، لحراسة مضيق باب المندب، ضمن مشاركتها في عملية عاصفة الحزم. خطوة تصعيدية المتحدث باسم "عاصفة الحزم"، العميد ركن أحمد عسيري، قال، أمام الخطوة التصعيدية التي بدأتها إيران في بحر العرب: إن التحالف يحتفظ بحق الرد على أي محاولة للإضرار بالشعب اليمني، أو إمداد المليشيات الحوثية بأي نوع من الإمدادات. استعراض قوة واعتبر الخبراء العسكريون أن الفرقاطتين الإيرانيتين في الخليج العربي هما من أجل استعراض القوة، ورغبة من إيران في استفزاز قوات التحالف في اليمن، إلا أنهم أكدوا عدم قدرتها على دخول المياه الإقليمية اليمنية أو باب المندب، بل ستستقر بجوار سفن إيرانية أخرى موجودة بالفعل في المياه الدولية منذ انتشار عمليات القرصنة الصومالية في العام 2009، وستبقى هناك لإثبات الوجود، مضيفين -وبسخرية – وربما لاصطياد الأسماك والجمبري. لا يوجد غطاء جوي قال مؤسس فرقة القوات الخاصة "777"، اللواء أحمد رجائي، إنه من الصعب أن يكون هناك مواجهة بين القوات المصرية والإيرانية على مضيق باب المندب، لاسيما وأن الإيرانيين ليس لديهم غطاءً جويًا مثل القوات المصرية. لا تشكل عائق بينما قال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية اللواء محمود خلف، إنه لا يمكن لإيران المجازفة بالدخول في المياه الإقليمية اليمنية، مشيراً إلى أن تواجد القطع البحرية الإيرانية في المياه الدولية لا يشكل أي عائقاً أمام عمل القوات الدولية المتواجدة في المنطقة. وأوضح أنه ليس مسموحا لأي كان الاقتراب من الممرات البحرية الدولية أو تعطيل حركة الملاحة فيها. ضد المصالح الأمريكية أوضح الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، أن أي تدخل بحري من جانب إيران لصالح جماعة الحوثيين، سيقابله تدخل من الولاياتالمتحدة، التي لها قاعدتين بحريتين، " قاعدة لميونية" في جيبوتي. وأن لإيران قاعدة بحرية في أريتريا، ودفعت ببطارية صواريخ ساحلية في ميناء عصب، قادرة على إغلاق باب المندب من الجهة الأفريقية، وأشار إلى وصول الحوثيين إلى مدخل المضيق في الجانب الأسيوي من الساحل الشرقي. مؤشر للحرب توقع الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، إرسال إيران قوات عسكرية لمضيق باب المندب خلال الأيام القادمة لإصرارها على التمدد في المنطقة. وأوضح "الزنط"، أن هناك إصرارا كاملا من التحالف التركى الإيرانى القطرى، لتقسيم المنطقة العربية، والقضاء على الجيوش القوية بها، مضيفا أن التحركات الإيرانية في المنطقة مؤشر لحرب كبيرة. أهمية المضيق ويذكر أن مضيق باب المندب يعبر منه نحو 6.1 في المئة من بترول العالم، إذ عبر 3.4 مليون برميل يومياً عبر المضيق في عام 2013، وتعبره سنوياً نحو 21 ألف سفينة، مما يجعل دول العالم تسعى إلى عدم إغلاقه لتأثر تجارة النفط العالمية بالإغلاق، وقد يؤثر على زيادة أسعار النفط بنحو 5 دولارات تقريباً لكل برميل، وسيترتب على احتمالية إغلاق المضيق إعاقة وصول ناقلات النفط من الخليج إلى قناة السويس، وارتفاع في تكاليف الشحن، بإضافة 6 آلاف ميل بحري زيادة بالنسبة للنقالات التي ستعبره، وتوقعات بوصول التكاليف الإضافية للنقل إلى أكثر من 45 مليون دولار يومياً.