تساؤل فرض نفسه بالأمس، بعدما توجهت المجموعة ال 34 الاستطلاعية، التابعة للقوات البحرية الإيرانية، إلى خليج عدن و مضيق باب المندب، حول إمكانية وقوع مواجهة بحرية مصرية إيرانية في مضيق باب المندب. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية، إن هذه المجموعة البحرية التي تضم الفرقاطة اللوجستية "بوشهر" والمدمرة "البرز"، الى خليج عدن ومضيق باب المندب، تهدف إلى توفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المياه الدولية الحرة.
وصرح قائد القوة البحرية للجيش الإيراني الادميرال حبيب الله سياري بأن مهمة هذه المجموعة البحرية تستغرق نحو 3 أشهر.
يأتي ذلك في ظل مرابطة عدد 4 قطع بحرية مصرية، بمضيق باب المندب لمنع، تمرير أية أسلحة إيرانية إلى الحوثيين، عن طريق البحر، بالإضافة إلى تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وتعليقاً على تقارير عن وصول بارجة إيرانية إلى خليج عدن، قال المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، إن حركة السفن في المياه الدولية متاحة لجميع البحريات، بما فيها الإيرانية. وزاد أن قوات التحالف سبق أن أعلنت أن المياه الإقليمية اليمنية والمجال الجوي اليمني يخضع لسيطرتها. ونفى أن يكون صدر عن أي من القطع البحرية الإيرانية أي تصرف عدائي. وقال: نحتفظ بحق الرد على أي محاولات إيرانية لتسليح الميليشيات اليمنية. وأكد عسيري أن إيران لم تتقدم بأي طلب إلى قوات التحالف في شأن إجلاء رعاياها من اليمن. وقال إن معظم رعايا إيران في اليمن يعملون في تدريب الحوثيين، وهم معهم في خندق واحد يواجهون المصير نفسه.
وجدد وعيده للحوثيين حتى لو انشقوا عن الميليشيا الحوثية، قائلاً إن الانشقاق شيء طبيعي وسط الميليشيات القائمة على الإرهاب، إذ إنهم حين يخسرون يتخاصمون، ولذلك لن يكون أي مكان آمناً بالنسبة إليهم. وزاد: «نعامل الحوثيين كعدو لليمنيين، وبالنسبة إلينا، ينشقون أو يتوحدون، هم كتلة متمردة واحدة».
وكانت قد أبعدت سفن بحرية مصرية، زوارق إيرانية من مضيق باب المندب، ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر عسكرية يمنية تأكيدها أن بحرية تحالف "عاصفة الحزم" أجبرت سفنًا حربية إيرانية على الانسحاب من مضيق باب المندب، بعدما فشلت في إعاقة تقدم 4 قطع بحرية مصرية متجهة نحو باب المندب. وقالت المصادر: "أثناء مرور 4 قطع حربية لقوات التحالف متجهة نحو المضيق، اعترضتها سفن إيرانية وأطلقت عددًا من القذائف باتجاهها، لترد البحرية المصرية بقوة، ما أجبر السفن الإيرانية على الفرار، ووصلت القطع البحرية المصرية إلى مضيق باب المندب وانتشرت في محيطه ضمن المهام الموكلة إليها من قيادة قوات تحالف عاصفة الحزم، الهادفة إلى منع سيطرة الحوثيين على المضيق العالمي".
ولفتت هذه المصادر إلى وجود قطع بحرية تابعة للولايات المتحدة الأميركية ومصر على مقربة من الممر الدولي في مضيق باب المندب، وإلى تنسيق في إطار القوات الدولية المرابطة هناك.
وبحسب مصادر سياسية، وضعت إيران باب المندب ضمن أهدافها الاستراتيجية، ووضعت جميع إمكانياتها العسكرية لدعم الحوثيين من أجل السيطرة عليه، للتحكم في الممرات المائية الاستراتيجية المحيطة بالوطن العربي. ونسبت "الشرق الأوسط" إلى المحلل السياسي اليمني محمد عبده العبسي قوله إن سيطرة الحوثيين على باب المندب سيكون له تأثير كارثي على جميع دول العالم التي تستخدم المضيق.