«هز وسط البلد» تجربة غير تقليدية.. وأنتجته دون انتظار مكسب مادى غابت عن السينما 4 سنوات متواصلة وعادت بفيلمَين دفعة واحدة، هما "هز وسط البلد" و"ريجاتا"، إنها النجمة إلهام شاهين التى تنتظر عرض عملها الثالث وهو "يوم للستات"، وفى حوارها مع "التحرير" كشفت عن أسباب ترددها فى دخول تجربة فيلم "هز الوسط البلد" والغرض من تقديمه، وعن دور السيدة المريضة بالسرطان فى فيلم "ريجاتا" وسر حبّها للإنتاج دون انتظار مكاسب مادية. إلى نص الحوار.. ■ فى البداية، لماذا قدّمت فيلم "هز وسط البلد" رغم توقفه أربع سنوات؟ - تحمَّست للفيلم، لأنه تجربة غير تقليدية وأحداثه تدور فى نصف يوم، وهو يوم فى حياة الشارع المصرى بكل ما فيه من أخطاء، نكشف عنها حتى نغيّرها، نقول إن الأخطاء موجودة فى حياتنا ولا بد من تغييرها، وهو دور، لأن دور الفن الكشف عن الأخطاء والعيوب لا إيجاد وتقديم الحلول. ■ ولماذا التركيز على السلبيات والأخطاء؟ - منذ فترة يخرج الناس للحديث عن فساد داخل الحكومات، متجاهلين أن الكل له عيوبه وفساده من الداخل حتى ولو كانت بسيطة، سواء فى ما يخص مفاهيمنا عن الحرية أو أخلاقيات المجتمع، فكلنا يطلب التغيير، ولكن تغيير الأنظمة والحكومات دون البدء من داخله. ■ تراجعت عن إنتاج الفيلم أكثر من مرة وفجأة تم تصويره.. ما السبب؟ - بالفعل تراجعنا كثيرًا، لأن تكلفة الفيلم عالية، ويشارك فيه فريق عمل يصل إلى 30 ممثلًا وممثلة، والموضوع شائك، وترددت فيه كثيرًا، لأنى بطبيعتى أحب روح التفاؤل فى أعمالى، و"هز وسط البلد" واقعى جدًّا، ومحمد أبو سيف من نفس مدرسة الواقعية التى توارثها عن والده صلاح أبو سيف، وفى النهائية السينما الواقعية نوع من السينما موجود ويرصد أحوال المجتمع ليكون مرآة لواقعنا. ■ محمد أبو سيف قال إن الفيلم تنبَّأ بثورة، هل توافقين؟ - لا نقول إننا تنبَّأنا بثورة، ولكن كلُّ منا له وجهة نظر مختلفة، يشاهد الفيلم من خلالها، والفيلم يقول إننا أصبحنا مليئين بالأخطاء، وفى النهاية تجد بطلة الفيلم فى يديها قنبلة فى إشارة إلى أننا أمام قنبلة موقوتة سوف تؤدّى إلى كوارث حقيقية إذا لم يتغيَّر المجتمع. ■ تُقدمين دائمًا على الإنتاج ولا تنتظرين المكسب المادى، فلماذا الإنتاج من الأساس؟ - الحقيقة أننى أحب السينما جدًّا، ومثل ما قدَّمت السينما لنا كثيرًا فى حياتنا يأتى الوقت لنرد الجميل لها، وأنا أحاول فى الأفلام التى أنتجها أن لا أخسر، ولكن دون انتظار مكسب مادى كبير، لأن أفلامى لا تندرج تحت بند الأفلام التجارية سواء للتسلية أو الضحك، فأرصد واقعًا حقيقيًّا وسينما حقيقية تعبِّر عن أوجاع الناس وتأثِّر فى فكرهم. ■ كيف تعاملتِ مع النجوم الكثيرين، بصفتك منتجة للفيلم؟ - معى فى الفيلم نجوم كثيرون، وكل نجم يشيل فيلم بمفرده، أنا سعيدة بهم جدًّا، لأنهم قدَّموا العمل بحب شديد، لذا حاولت إرضاء الجميع على قدر المستطاع، وجهَّزت 5 أفيشات مختلفة، لإرضاء المشاركين فى العمل. ■ هل تعتبرين "هز وسط البلد" فيلم إلهام شاهين؟ - ليس فيلمى بمفردى، لأن دورى ليس البطولة المطلقة مثل "خلطة فوزية"، ولكن كلنا أبطال، وهو بطولة جماعية، فمثلًا دور كلٍّ من زينة وحورية فرغلى فى الفيلم أكبر من دورى، ولكن قدَّمنا عملًا تغلب عليه الروح الجماعية. ■ البعض وجد تشابهًا بين "هز وسط البلد" وفيلم "كباريه" من ناحية النهاية والتصوير فى مكان واحد. - "هز وسط البلد" تجربة غير تقليدية، ويعد من الأفلام التى تقدّم حالة تعكس حال البلد، أما بالنسبة إلى فيلم "كباريه" فأنا سمعت عنه كلامًا عظيمًا، لكنى للأسف لم أشاهده حتى أعرف أوجه التشابه بين الفيلمَين. ■ نأتى إلى فيلمك الثانى "ريجاتا".. كيف ترين هذه التجربة الإنسانية؟ - شخصية "صباح" المريضة بالسرطان من أكثر الأدوار الإنسانية التى قدمتها فى حياتى الفنية، لأن المرض اللعين أصبح منتشرًا جدًّا فى الآونة الأخيرة، ومن هنا جاء تعاطفى الشديد مع الشخصية، فقدمتها تضامنًا وتعاطفًا مع مرضى السرطان، ولأن هذا المرض تكاليف علاجه مرتفعة، بالإضافة إلى أن المستشفيات أغلبها فى حالة سيئة، لذا يموت غير القادرين على العلاج. ■ وما رأيك فى ردود الفعل حول الفيلم وشخصية "صباح" تحديدًا؟ - الناس خرجت تبكى على "صباح"، والفيلم نجح فى إيصال الرسالة وحرَّك مشاعر الناس، وعرفت فى ما بعد أن المشهد الذى أظهر رأس صباح دون شعر بعد سقوط حجابها جعل الجمهور يبكى من قلبه، ونفس الأمر عندما تموت صباح فى النهاية، ويكفينى تعاطف الجمهور مع الشخصية ومرضى السرطان. ■ هل يزعجك أن هذا الدور كانت مرشحة له صديقتك الفنانة يسرا؟ - لا يزعجنى إطلاقًا، ولا أفكّر فى هذا الموضوع أو بهذه الطريقة، لأن تقديمى دورًا كان مرشحًا له فنان آخر لا يضرّنى، وأؤكد أن يسرا لم تكن ستقدّم هذه الشخصية ولم تفكّر إطلاقا فيها، ومن الممكن أن محمد سامى رشَّحها وهى لم توافق. ■ وما الذى يميّز تجاربك مع المخرجين الشباب؟ - الشباب المخرجون لديهم حماس غير مسبوق، كما أنهم يقدمون سينما مختلفة يغلب عليها التجديد والاختلاف، وتجربتى مع محمد سامى من أروع ما يمكن، لذا استمتعت بالعمل معه، فهو مخرج عبقرى يستطيع أن يضيف إلى السيناريو. ■ بالنسبة إلى الدراما، هل هناك أعمال تخوضين من خلالها السباق الرمضانى القادم؟ - إلى هذه اللحظة لا أستطيع تحديد ما الذى سأقدّمه، لدىَّ عمل مميز بعنوان "قطر ندى" للمؤلف وليد يوسف وإخراج سمير سيف، ولا أستطيع تقدير ما إذا كان فريق العمل سينتهى من العمل قبل رمضان أم لا، علمًا بأننى أشارك فى ثلاثة أفلام، الأمر الذى أخذ منى وقتًا طويلًا.