*الفيلم يفضح أصحاب الشعارات ويكشف زيف الادعاء بأننا شعب عظيم *غيرتى على السينما تدفعنى لإنتاج أفلام تواجه المجتمع بأخطائه وتحافظ على التواجد المصرى فى المهرجانات *الربيع العربى فضح الشعوب وكشف عيوبها ومنح المتاجرين بأوجاع البسطاء فرصة لتصدر المشهد السياسى *انتقدت الأوضاع السيئة فى مصر قبل الثورة لكن من كان منا بلا خطيئة فليرم «مبارك» بحجر *الجيل الجديد من السينمائيين الشبان قادر على النهوض بالسينما المصرية و2015 بداية الانتعاشة الفنية *متفائلة جدًا بمستقبل الوطن لأن الأحداث الأخيرة أفرزت جيلا متمردًا على الفساد وقادرًا على انتشال المجتمع من كبوته تمتلك إلهام شاهين رصيدًا فنيًا وإنسانيًا، يؤهلها للتربع على عرش النجومية، هى الممثلة التى لا يتوقف طموحها عند تحقيق النجاح فى أدوارها، هى النجمة التى لا يشغلها شباك التذاكر وحساباته، هى المنتجة التى تغامر بأموالها لصالح الفن، دون أن تشغلها حسابات التجارة، هى المواطنة التى شاركت فى ثورة يناير، لكنها لم تخجل من انتقاد من احتلوا الميادين لتنفيذ مؤامرة إخوانية هدفها تدمير الوطن، هى المرأة التى هزت عرش الجماعة، وشيوخ التطرف، وخاضت ضدهم المعارك ولتنتصر للمجتمع، فى وقت كان الكثيرون يستسلمون لابتزازات المتطرفين، هى إلهام شاهين.. التى تتحدث إليكم عبر بوابة «الصباح» عن الفن والثورة. • الإنتاج أصبح مخاطرة لا يقوى عليها الكثيرون.. فما هى أسباب خوضك لهذه التجربة والمخاطر التى واجهتها؟ - كل الفنانين الذين يخوضون تجربة الإنتاج يتعرضون لخسائر، لكن هذا لم يمنعنى من خوض التجربة، وتكرارها، وفى كل مرة لا أتمنى سوى تغطية التكلفة، ولا أحلم بالمكسب، بل أعتبر أننى شاركت فى الفيلم كممثلة.. بدون أجر، وكل عمل أنتجتُه كنت أعرضه على أكثر من شركة إنتاج.. فيتخوفون منه، ولسان حالهم يقول إن الفيلم فنى ومن نوعية أفلام المهرجانات والموضوعات الصعبة، والجمهور يريد أفلامًا تميل للضحك، وبالتأكيد الكوميديا مطلوبة، وأنا شخصيا أشاهد أعمالاً كوميدية كثيرة، لكن ليس من المعقول أن تصبح كل أفلامنا نوعية واحدة، والسينما طوال عمرها تعرض فيلمًا ل«فاتن حمامة» بجواره فيلم ل«إسماعيل ياسين»، فالسينما يجب أن تحافظ على تنوعها، وفى النهاية أنا لا أصنف نفسى كمنتجة، لكن كلما وجدت فيلمًا له قيمته، ويرفضه المنتجون لرغبتهم فى تقديم أعمال خفيفة وشبابية، أقوم بإنتاجه لأنى غيورة على السينما، وحزينة لما وصل إليه حالها، خاصة حين نكتشف أننا لا نملك فيلمًا نستطيع المشاركة به فى المهرجانات، أو يمر موسم سينمائى.. وأكثر دون أن نجد فيلمًا جديدًا نعرضه، فعلى سبيل المثال فى العام الذى سبق أحداث 25 يناير كان يعرض لى فيلمان، «خلطة فوزية» وهو من إنتاجى، و«واحد صفر» وهو من إنتاج جهاز السينما، والأول شارك فى 23 مهرجانًا، وحصد 17 جائرة، والثانى حصد 50 جائزة من المهرجانات التى شارك فيها، وكنا فى حالة مشرقة، رغم أن الأفلام التى كانت تشارك فى المهرجانات.. قليلة، لكن كنا متواجدين، بينما بعد 25 يناير لم نجد فيلمًا واحدًا يشارك فى المهرجانات، لذلك تحدثت مع زملاء الوسط السينمائى، باعتبار أن «السينما خيرها علينا» وجاء الوقت لنرد لها الجميل، ونضحى بأموالنا ووقتنا ومجهودنا، لنقدم عملاً محترمًا يحفظ للسينما المصرية مكانتها، ورونقها، وحملت على عاتقى مسئولية تشجعيهم، وهو ما أسفر عن فيلم «هز وسط البلد»، ورغم أننى المنتجة، لكن مشاهد «زينة وحورية» مساحتهما أكبر من مشاهدى، وأنا من طلبت هذا، لأنى أقدم فيلمًا لصالح السينما المصرية، وليس لصالح إلهام شاهين، إضافة إلى وجود أكثر من 30 نجمًا ونجمة فى العمل لم أستطع إظهارهم فى الأفيش الذى يعرض فى الشارع. • وهل تمتلك إلهام شاهين السيولة المالية لتغطى تكلفة الإنتاج أم تستعين بآخرين لدعمها؟ - أثناء الإنتاج أطلب من الموزع سلفة، وأطلب من أحد البنوك سلفة، وأدخل فى مغامرة غير محسوبة، لأن تجاربى لا تعتمد على منطق الحسابات، أو منطق الإنتاج البعيد عن هذه النوعية من الأفلام، «ولو الدنيا مشيت.. خير وبركة.. ولو وقفت.. هنقضيها عيش وحلاوة.. بسبب الشيكات»، وكل ما يهمنى هو الفيلم الجيد، وفيلم «هز وسط البلد» يحمل وجعًا وألمًا شديدين، ويكشف للمجتمع أخطاءه، ويدين لومه المتكرر للحكومات.. دون أن ينشغل بالفساد المستشرى بين أفراده، الفساد فى التعليم أو الطب.. وفى مجالات أخرى، لا يتصدى لها المواطنين، يجب أن نتوقف عن الاعتماد على الحكومة وكأنها الأب والأم، يجب أن نتصدى لمن ينجب 13 طفلًا ويستخدمهم كأداة للتربح، الجميع يتحدث عن الحكومات والقيادات والوزارات، وكأن الشعب أصبح خاليًا من العيوب، لذلك موضوع الفيلم جرىء وجديد. • لكن العديد من مشاهد الفيلم تثير حالة من التشاؤم؟ - الموضوع جرىء وجديد، وبالتأكيد لن يرضى جميع الناس، وهناك من يطلب أن نمنح الجمهور مساحة من التفاؤل والأمل، لكن لا بد أن يكون لدى صناع الفيلم هذه المساحة.. ليمنحوها للجمهور، وللأسف عندما تسير فى الشارع المصرى تجد العلاقات بين البشر سيئة، تحرشًا لفظيًا، مقالب قمامة، مستشفيات متهالكة، فهل مطلوب من العمل الفنى أن يجمل هذه المظاهر، نحتاج للمصارحة، ثم العمل، أنا كنت حزينة على حال السينما، فبدأت بنفسى وقدمت فيلمين، أحدهما شاركت فيه كممثلة وهو «ريجاتا»، والثانى شاركت فيه باعتبارى ممثلة ومنتجة، وجمهورى يخرج منهما متعاطف مع شخصية مريضة بالسرطان ومع سيدة متسولة، لأننى وضعت يدى على أوجاعهم. • هل تقصدين دفع الجمهور لمساعدات هذه الفئات ماديا؟ - لم أقصد المساعدات المادية، فالأهم أن يشعر الناس ببعضهم، الفن وظيفته كشف الحقيقة والمصائب، وليس وضع الحلول، مثلا فى نهاية «هز وسط البلد» ستجد فى يد البطلة «قنبلة» وهى مسألة رمزية تعبر عن مدى المسافة والخطر الذى يهدد المجتمع، ومع ذلك الناس تتركها وتنظر للراقصة، ويشغلهم التحرش والحال المائل، لذلك أنا دائمًا أتواجد مع الناس وأتحدث إليهم، وهذا جزء من دور الفنان فى ظل ما يمر به الوطن من ظروف صعبة، وأصرخ فى وجه الجمهور وأقول لهم «صلحوا من نفسكم» وهو ما أدعو له من خلال منصبى كسفيرة للنوايا الحسنة للسلم والرعاية والإغاثة التابع للأمم المتحدة، سواء فى مصر أو خارجها. • بمناسبة التفاؤل والتشاؤم.. فى أى خانة تقف إلهام شاهين؟ - متفائلة، على المستوى البعيد، لأن المجتمع فى مرحلة التشكيل، ويشهد ميلاد جيل متمرد على الأوضاع السيئة على كل المستويات، ويرفض أن يعيش فى خراب ودمار وفساد، وأصبح مهتمًا بحال وطنه، وهذا لم يكن موجودًا قبل 25 يناير، أصبح هناك وعى سياسى، وتركيز على الأخطاء التى تحتاج إصلاحًا.. رغم المساوئ الكثيرة التى أفرزتها هذه الأحداث، والتى تجعلنى أصفها بالمؤامرة العظيمة، فلا يوجد شىء فى الحياة يسمى بالربيع العربى، أكره هذا المسمى، ومن يستخدمه هو منافق وكاذب. • ألا تخشين أن تفقدى جزءًا من جمهورك بسبب هذا الرأى؟ - أنا حزينة على هذه النوعية من الجمهور، ولن أسعى للاحتفاظ بمن يضحى بالوطن ومستقبله، وأرواح أبنائه، ومن لا يعرف حجم الكارثة فهو مخطئ، خاصة بعدما اتضحت الأمور، الإخوان تعاطف معهم الناس فى البداية، لكن تغير الأمر بعدما اكتشفوا حقيقتهم، من كانوا يظنون أنهم «بتوع ربنا» أدركوا أنهم بعيدون عنه، فهم من حاولوا الوقيعة بين الشرطة والشعب والجيش، ولديهم الرغبة فى تدميرنا، وبعدما علمت بأن السجون من فتحتها هى حماس وليست الشرطة، لن أصدق أن ما جرى كان ثورة هدفها الإصلاح، «آسفة» كانت ثورة من أجل مصلحة فئة تطمع فى السلطة. • لكن هناك مواطنين شاركوا فى الثورة ولا علاقة لهم بالإخوان؟ - هى تخطيطهم، وسمعت «بديع» يقول إنهم قاموا بالثورة، واستخدموا الآخرين، والناس بسبب المشكلات والعيوب تم استغلالهم، بالتأكيد لم نكن نعيش فى نعيم، لكن هناك فارق بين العمل على الإصلاح وبين الخراب والتدمير، وما حدث كان كفيلا بتدمير الدولة، لقد عملوا على كسر أعمدة البلد من جيش وشرطة وقضاء، ووضعوا الشعب فى حالة اقتتال، هذه المظاهر كانت تسعى لمحو مصر من على الخريطة، وأكرر أننا لم نكن نعيش فى نعيم، وأنا أول من انتقد الأوضاع السيئة، وكنت أسعى للإصلاح فى أعمالى، وأول فيلم من إنتاجى هو «خلطة فوزية» وكان يتحدث عن العشوائيات، « فوزية» كانت تحلم ب«حمام فى بيتها»، أنا أشعر بالناس وأتعايش معهم، لكننى عملية، ولا أعتمد على الشعارات، رغم أن هناك من قال إن 25 يناير لا تهمنى لأننى نجمة.. ومرتاحة. • لكن العدالة والبحث عن الإصلاح كان هدفا لمتظاهرين ليس لهم علاقة بالإخوان؟ - هؤلاء كانوا موجودين من 25 إلى 27 يناير، لكن فى 28 يناير، ومع بدء فتح السجون، وقتل الكثيرين، لم يكونوا هم المتواجدين فى التحرير، لأنهم لم يعرفوا شيئًا عما يحدث، وكان من المفترض أن يتوقفوا لإدراك ما يجرى، خاصة مع بدء فتح السجون التى يتواجد فيها الإخوان فقط، وحرق أقسام الشرطة، لقد كنت أتواصل مع أصدقائى المتواجدين فى التحرير.. وأسألهم عن ذلك، ويكون ردهم بأنه ليس لهم علاقة بما يحدث، «طب انتوا مش مدركين المؤامرة» هذا ما كنت أقوله لهم قبل أن تتضح خيوط هذه المؤامرة، ومنذ سمعت محمد مرسى فى مداخلة مع قناة الجزيرة ويقول «أنا أمام سجن وادى النطرون»، فكيف للقناة أن تعلم فى وقتها بخروجهم.. وهذا مسجل لى على القناة الأولى.. وأنا أقول إنها مؤامرة، وغضب أصدقاء من هذا الكلام، وكان ردى أننى لا أرغب فى توريطهم بمخططات ضد الوطن، والآن يأتون لى ويسألوننى «عرفتى إزاى قبل ما تتضح الأمور»، وردى أنى أملك شواهد تؤكد أن ما كان يحدث منذ يوم 28 يناير وما تلاه ليس له علاقة بالإصلاح والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وأنا كنت مع هذه المطالب من 25 ل 27 يناير، ومن يوم 28 لم أصبح معهم لأن اللهجة تغيرت، كنت ضد إهانة «مبارك» لأنه كان رمزًا للدولة طوال 30 عامًا، وقدم الكثير لمصر، وقد قرر الرحيل، وخضع لمحاكمة، وكأننا كنا ملائكة.. وكان هو الشيطان، وكان علينا أن نسأل أنفسنا.. من الحاكم الذى يتفق عليه الجميع، الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يتفق عليه البشر جميعًا. • بعد كل هذه الأحداث على تعتقدين أنه حان الوقت لتأريخ هذه المرحلة سينمائيا؟ - فى فيلم «هز وسط البلد «نكشف فساد المجتمع.. وليس الحكومات، خاصة أنه لم يجرؤ أحد على أن يقول للشعب أنت فاسد، وكثيرون من يصفونه بأنه شعب عظيم وجميل، لكن الحقيقة أننا شعب فيه الخير والشر، وحين يتغلب الخير ننسى الشر، وأحيانا يتغلب الشر وننسى الخير، وما يحدث حاليًا أن الشر هو الغالب، وكلنا مدانون، وهذا ما أقوله فى الفيلم، وهذا جزء من التجربة التى عايشناها، لكن التأريخ للأحداث والتواريخ تحتاج لوقت، خاصة أن النتائج لم تتضح، والفيلم التأريخى يحتاج لحكيم يصحح ويكتب جيدًا، فمثلا يوم 28 يناير من الممكن أن يحتاج وحده لفيلم. • ألم تخططين لفيلم فى هذا الإطار؟ - لا أستطيع القول بأننى فكرت فى ذلك، لكن ربما أفعل ذلك، وليس لدى مانع فى تقديم شخصية إخوانية. • « هز وسط البلد» تم كتابته منذ 2007 وهو ما يعنى أن الفساد يتواجد بشكل كبير منذ زمن ؟ - بالتأكيد، الفساد موجود قبل 2007 ولم يأت بين يوم وليلة، ويزداد وهو ما أوصلنا لهذه المرحلة الغير عادية، وفى كل الأحوال الفيلم تم عرضه على فى 2010 ولا أعلم السنة التى كتب فيها. • وما الذى جذبك لسيناريو «هز وسط البلد»؟ - كان لدى رغبة بأن أقول للمجتمع من خلاله.. انظر لأخطائك.. وأصلح منها، وقلبى يتوجع وأنا أقرأ السيناريو، أحيانًا تكون مدركًا لأخطاء كثيرة، لكن حين تتراص بجوار بعضها تجد نفسك أمام كارثة، وتشعر من خلال القصة بكم الفساد والمترابطين ببعضهم وبالمجتمع، وهذا ما أظهرته من خلال الفيلم، الفساد فى السينما والإعلام وفى الحكومة وفى البنت الفقيرة التى تقدم أى شىء من أجل المال. • وماذا عن «ريجاتا» وردود الفعل حوله ؟ - «ريجاتا» فيلم مختلف بالنسبة لى.. وجديد، ورود الفعل قوية، وكثيرون يقولون لى «نفسنا تشوفى الفيلم وتبصى لوشوش الناس اللى بتابعه» هناك مشهدان يجعلان الجميع يبكون، الغنى والفقير، واستطعت من خلال الشخصية المريضة بالسرطان توصيل رسالتى للجمهور، وهناك جمعيات خاصة بمرض السرطان تتحدث معى، وأقول لهم إن المسألة ليست شعارات، اتركونى أتحدث من خلال الفن، وأترجم أحاسيسى لشىء عملى، الأمر نفسه ستشاهدونه فى فيلم «يوم للستات» وهو عمل ملىء بالقضايا. • وإلى أين وصل فيلم «يوم للستات» ؟ - توقفنا نظرًا لأن الأحداث لا بد من تصويرها فى الصيف، صورنا 7 أسابيع ويتبقى أسبوعان، وتوقفنا بسبب الحالة الصحية لوالدة المخرجة كاملة أبو ذكرى، ثم وفاتها، فالأمر صعب بالتأكيد لأنى جربت هذا الإحساس، والمخرجة ألغت مسلسلاً كانت ستخرجه بسبب هذا الظرف، ثم جاء فصل الشتاء فاتفقنا على استئناف التصوير أواخر شهر أبريل وبداية مايو، و«كاملة» تعمل حاليًا فى مونتاج المشاهد التى جرى تصويرها. • هل يمكن أن تشاركى فى أفلام لأسباب تجارية ؟ - صعب، منذ سنوات ومشاركتى فى أى عمل تعتمد على إيمانى بقضيته، ورسالته، وقصته، لكن هذا لا يعنى أن أرفض تقديم أعمال الكوميديا، فقد سبق وقدمت مع محمد أبو سيف فيلمًا لأم معاقة ذهنيًا، وكانت تضحك الجمهور، لكن فى النهاية أبكتهم، وأنا أتعاطف مع هذه الحالات من خلال السينما، الكوميديا ليس هدفها تحقيق متعة للمشاهد فقط، بل الأهم أن يكون لها رسالة، حتى لا تحول السينما لمصدر تسلية فقط. • فى رأيك لماذا تم التركيز على أن البيئة الفقيرة هى من تفرز البلطجى؟ - لأن هذه البيئة لا تحصل على شىء من الدولة، وهو ما فقدها الانتماء.. أحيانًا، فأنا على سبيل المثال فنانة، أحصل على مكانة.. ونجاح.. وأموال، فبالتأكيد أعشق تراب هذا البلد، فلماذا أصبح بلطجية، لكن من لا تعطيه مصر حقه.. يجب أن تعطيه عذره، يجب أن نضع أنفسنا مكان «صباح» فى «ريجاتا» هى أم شعرت بظروفها الصعبة، وماذا تفعل من أجل الحصول على المال، وأى شىء تفعله له عذره، وأتعاطف أيضًا مع نجلها، فهو يبحث عن المال من خلال السرقة لعلاج والدته، لن يقف مكتوف الأيدى، فهى أم مريضة وتقترب من الموت، ومع ذلك أنا لا أنادى بأن نرتكن للمبررات للوقوع فى الخطأ والسرقة، لكننى أقول «الغلبان بيموت»، ومن الممكن أن تطفح هذه البيئة على سطح المجتمع كله، فهى قنبلة مؤقتة، لكن لا أخاف حاليًا منها.. ومن ثورة الجياع، فى ظل اهتمام الحكومة الحالية والرئيس السيسى بالعمل والتفكير فى مشاريع للشباب، وأعتقد أن القادم أفضل. • لماذا تفضلين الاعتماد على الثنائيات فى التعاون مع المخرجين.. وتكررين التعامل معهم ؟ - قدمت مع محمد أبو سيف وكاملة أبو ذكرى أعمالا سينمائية، ويغلب على فى العمل نوع من التعاطف، عندما أجد مخرجًا يذهب بفيلم لأكثر من شركة ولا يتمكن من تنفيذه، رغم أن من حقه أن يعمل، ولا يعنى ظهور جيل جديد أن ننسى القدماء، و«كاملة» أنا منبهرة بها، هى مخرجة لديها تفاصيل وإمكانيات رائعة. • وماذا عن التعاون مع المخرج محمد سامى ؟ - محمد سامى مخرج عبقرى، ويعرف كيف ينفذ الفيلم ويجعله أجمل من السيناريو، هناك مخرج ينفذ السيناريو كما هو، وآخر يعيد تقديمه بشكل أسوأ، وقليلون من يضيفون عليه ويبدعون.. وهذا ما يفعله محمد سامى، وأنا مطمئنة على حال السينما فى ظل وجود كاملة أبو ذكرى وتامر محسن وطارق العريان، والسينما ستكون أفضل لأن الجيل الجديد مبدع.