يعود النجم عمرو سعد إلى شاشة السينما مجدداً، من خلال فيلمين دفعة واحدة هما «ريجاتا» للمخرج محمد سامى، و«أسوار القمر» للمخرج طارق العريان، اللذان نجحا خلال الموسم السينمائى الحالى فى تحقيق مركزين متقدمين فى سباق الإيرادات، وفى نفس الوقت لقيا استحساناً وترحيباً نقدياً على نطاق واسع، وكانت الصدفة وحدها هى التى لعبت دوراً فى تزامن توقيت عرض الفيلمين سوياً، حيث إن فيلم «أسوار القمر» ظل قيد العملية الإنتاجية لما يقرب من خمسة أعوام، فى حين أن فيلم «ريجاتا» تم تصويره خلال الأشهر الماضية. فى ندوة «الوطن» يتحدث عمرو عن التجربتين وظروف خروجهما للنور، ويتطرق فى الحديث لرهانه على المخرجين محمد سامى وطارق العريان فى قبول كل تجربة منهما، كما يتحدث عن أصعب المشاهد التى تم تصويرها فى الفيلمين، وعن ردود الفعل التى وصلته عقب عرضهما، وأيضاً عن تجربته الجديدة فى الدراما التليفزيونية. ■ بداية.. كيف تم عرض فيلم «ريجاتا» عليك؟ - عرض علىَّ من المخرج محمد سامى، وما جذبنى إليه هو المخرج، حيث إننى متأكد أن محمد سامى سيحدث طفرة فى السينما المصرية خلال الفترة المقبلة، و«ريجاتا» هو تجربة محمد سامى لأنه مشارك فى كتابته مع المؤلف معتز فتيحة، واقتنعت بها وتعاونت معه فيها إيماناً به وبموهبته. ■ ما الذى جذبك فى شخصية «ريجاتا»؟ وألم يقلقك احتمال الربط بين «حشيشة» فى «حين ميسرة» و«ريجاتا»؟ - لا لم أقلق من خوض العمل على منطقة العشوائيات فى أكثر من فيلم، لأنها منطقة غنية جداً وتشكل 70% من تعداد المصريين، وهى القوة الفاعلة فى المجتمع المصرى، وما لفت انتباهى فى هذا الموضوع هو قضية «السفر» التى حلمت بها كثيراً، وكانت لدىَّ تجربة لم يكتب لها التنفيذ مع الكاتب ناصر عبدالرحمن وهى تجربة «الكفيل»، حيث أرى أن تلك القضية مترسخة فى أذهان المصريين، وغالبيتهم عندما تأتى لهم فرصة السفر يسارعون فى استغلالها، وأنا هنا فى الفيلم أردت ألا أنتصر لفكرة السفر والرحيل عن البلد. ■ هل تعتبر الفيلم بطولة جماعية أم بطولة عمرو سعد؟ - الممثل جزء من الفيلم إذا كبرت مساحة دوره أو قلت، وبالتالى كل أفلامى بطولة جماعية مثل فريق الكرة، حتى لو كان العمل يقوم على شخصية واحدة مثل «حشيشة» أو «ريجاتا» هو الذى جمع عددا من الأبطال مثل إلهام شاهين ورانيا يوسف ومحمود حميدة وفتحى عبدالوهاب ووليد فواز، فجميعهم أبطال لتلك الملحمة. ■ كيف رأيت العلاقة المعقدة بين «ريجاتا» وأمه؟ - بالفعل العلاقة بين الابن والأم فى الفيلم معقدة، حيث إنه يعمل طوال أحداث الفيلم على جذب المال للسفر لعلاج أمه فى الخارج، لكنه فى نفس الوقت يكره ماضيها الذى يلازمه فى حياته ولا يستطيع التخلص منه. ■ كيف تم تنفيذ مشهد المطاردات فى ميدان التحرير، خاصة فى هذا التوقيت الصعب؟ - كان مشهداً صعباً جدا وهو أول مشهد «أكشن» يتم تنفيذه بميدان التحرير فى تاريخ السينما المصرية، والفضل يعود للأمن والمحافظة اللذين أمنّا الميدان وقت التصوير وأخرجا لنا التصاريح، وهذا المشهد يعود إلى سرعة بديهة المخرج وتمكن المنتج، حيث قمنا بعمل بروفة واحدة، وتم التنبيه علينا أن هذا المشهد لا يتحمل أى خطأ، وبالفعل كى يتم تقديمه بشكل حرفى تم تصويره ب6 كاميرات، وأعتقد أنه خرج بهذه الصورة نتيجة توفيق عالٍ من الله عز وجل، أما مشهد ضربى لفتحى عبدالوهاب فى السيارة والقفز منها فلم يكن سهلاً بالمرة، حيث إننى أمسكت فرامل السيارة بيدى، وتم تنفيذه على مرتين، لأننى سقطت على الأرض فى المرة الأولى. ■ هل كان لك دور فى ترشيح باقى الأبطال فى الفيلم بما أنك أول المنضمين؟ - بالفعل تم ذلك لكن أنا رأيى فى النهاية استشارى بالنسبة لمحمد سامى، وأنا أحاول أن أنحى نفسى عن هذا الدور، لأنها مسئولية المخرج التى يتحملها إلى ما بعد عرض الفيلم، لكن فى الحقيقة محمد سامى مخرج ذكى فى اختيار أبطاله، لكن ما خشيت منه هو عدم موافقة الأبطال على تلك الأدوار، فلم أتوقع أن توافق إلهام شاهين أن تظهر بدور أمى فى الفيلم، وأن يوافق محمود حميدة على 15 مشهداً فقط، وأيضاً فتحى عبدالوهاب فهو ممثل عبقرى، وكلما كانت تتم موافقة ممثل كانت تزداد ثقتى فى المخرج والسيناريو، وأدرك أننى أسير فى الطريق الصحيح. ■ ألم تر أن وفاة الأم فى النهاية دون علم ابنها الذى يحارب من أجلها، نهاية سوداوية؟ - فى الحقيقة المخرج عمل على ثلاث نهايات، لأن أكثر الأمور صعوبة فى أى عمل هى البدايات والنهايات، واستقر رأيه فى النهاية على تلك النتيجة، لأن نهايات الأعمال خطر جداً، فمثلاً إذا نجح فى ترك بلده ووجد الراحة فى الخارج، فأنا هنا أقدم دعوة للهجرة والسفر، فأى عمل يشكل وعياً فى ذهن الجمهور. ■ كيف تعاملت مع النجم محمود حميدة للمرة الثانية بعد «دكان شحاتة» الذى قدم فيه دور أبيك، فى علاقة العداء والوقوف بالأسلحة أمام بعضكما فى «ريجاتا»؟ - محمود حميدة فنان محترف ويملك كاريزما عالية اعتمدنا عليها فى الفيلم، وعندما التقيته قبل التصوير وقلت له انت كنت حبيبى فى «دكان شحاتة»، قال لى مازحاً «انسى.. أنا هنا مش أبوك». ■ هل وجد عمرو سعد أن مدرسة محمد سامى قريبة جداً من مدرسة يوسف شاهين وخالد يوسف؟ - محمد سامى ومخرجون آخرون أشطر من يوسف شاهين، ولكن تاريخ يوسف شاهين أكبر ولديه شخصية عنيدة استطاعت أن تنتزع تاريخها من ظروف صعبة، وهو ما أحيى يوسف شاهين عليه، وإذا أبعدنا تاريخ يوسف شاهين فى السينما المصرية سيقل كثيراً. وهناك آخرون يمتازون بقدرتهم العالية وشطارتهم مثل خالد يوسف ومروان حامد وطارق العريان وشريف عرفة، لكن الإعلام لم ينظر إليهم مثلما تجاهل الإعلام يوسف شاهين نفسه وقتما قدم فيلم «باب الحديد». ■ وما رأيك فى وصول «ريجاتا» إلى المركز الثانى فى شباك الإيرادات؟ وألم تقلق من موعد طرحه بالسينمات خاصة فى ظل الظروف العصيبة الحالية؟ - لم أقلق من موعد طرح الفيلم، ولكن القلق كان لدى المنتج، خاصة أننا رفضنا عرض الفيلم خارج مصر، لعدم القدرة على السيطرة على تسريبه من السينمات فى الخارج، لأن الرقابة لم تستطع السيطرة على ذلك وهو يعتبر خراب بيوت للمنتجين، ربما فى مصر العملية أقل من الخارج، أما فيما يخص الإيرادات فكنت أتوقع أكثر من ذلك، لكن سلسلة الانفجارات التى تعرضت لها مصر فى الفترة الأخيرة أكيد أثرت، لكن فى النهاية الفيلم الجيد الجمهور يذهب إليه مهما كان. ■ ما أفضل تعليق سمعته عن «ريجاتا» حتى الآن؟ - كنت أتابع الفيلم فى السينما خلال الأيام الماضية، وسمعت تعليقين علقا فى ذهنى، حيث سمعت أحد الأشخاص يقول وهو لا يدرى أننى حاضر الفيلم «هذا الفيلم سيصبح من كلاسيكيات السينما المصرية»، والتعليق الثانى من أحد الأشخاص الذى جاءنى ليسلم علىَّ وقال لى «أنا بدخل الفيلم للمرة الثانية»، فاعتبرت هذه الجملة مؤشراً لى على أننى أسير على الطريق الصحيح، وربما لا يعجب الفيلم أحداً لأنه لن تتفق كل الآراء على شىء فى النهاية. ■ أين يضع عمرو سعد «ريجاتا» بين أعماله؟ - أراه تكملة لما أحلم به، وهو أننى أريد أن أصنع أفلاماً تعيش، ويستمر تأثيرها خارج قاعات العرض، أى أن يكون عمر الفيلم طويلاً ويعيش على مدار الزمن. ■ كيف التحقت بالعمل فى فيلم «أسوار القمر»؟ - دخلت الفيلم لسببين أولهما طارق العريان الذى لا يقدم أفلاماً إلا على فترات متباعدة، وثانياً منى زكى التى كنت أريد أن أقدم الفيلم معها. ■ وما أسباب تأخير الفيلم كل تلك الفترة؟ - التحضير وتصوير الفيلم لم يكن على مدار الخمس سنوات الماضية، لكن كانت هناك صعوبات إنتاجية أعاقت سرعة خروج الفيلم، خاصة أنه يحتوى على مشاهد «أكشن» كثيرة، وكانت تحتاج إلى «ميكانيزم» لم يكن موجوداً، خاصة مشاهد البحر فأخذت وقتاً طويلاً فى تجهيزها، لأنه تجربة جديدة على السينما المصرية من حيث التقنية. ■ شخصية «رشيد» تركيبة مختلفة عن كل شخصيات عمرو سعد.. فكيف تعاملت مع تلك الشخصية؟ - الشخصية أعجبنى بها تعقيدها، وقصة الحب المعقدة بها، فبها الحب والشر والعصبية والإحساس، واستطاع طارق العريان أن يخرجها بهذا الشكل القوى. ■ كيف شارك تامر حبيب فى كتابة الفيلم؟ ومتى كان هذا؟ - لم أعرف شيئاً عن هذا سوى أنه شارك لكن فى أى جزئية لا أعرف. ■ موعد طرح الفيلم وعرضه مع فيلم «ريجاتا» كيف يراه عمرو سعد؟ - ربما يؤرق نزول الفيلمين سوياً المنتجين، ويعتبرون أن أحدهما يأخذ من الآخر، لكننى أراه أنه مفيد لى على المستوى الشخصى، فأنا كنت محتاجاً للوجود على شباك التذاكر لأنه مهم فى صناعة السينما، وأنا كنت محتاجاً للعودة بتلك القوة. ■ هل رغبتك فى سرعة العودة إلى السينما كانت وراء قبولك فيلم «حديد»؟ - بالفعل هذا ما حدث، لكننى غير ندمان عليه لأن فيلم «حديد» فيلم جيد جداً، لكن مشكلته لدى الآخرين فقط هى أن السبكى مخرجه، وأنا لم أقدم شيئاً أنا مكره عليه سوى فى البدايات، لكننى حالياً لدىَّ مساحة فى الاختيار لكننى امتنعت عن السينما لعدم رغبتى فى تقديم أفلام الراقصة والأغنية الشعبية، أو ما يسمى بأفلام العيد، ولكننى عندما نزلت القاعات وجدت أن السينما تغيرت، لكننى غير رافض لتلك النوعية وبالتالى وافقت على فيلم «حديد»، وهذا الفيلم كان سيشارك فى مهرجان «برلين السينمائى»، وأنا أرسلته بنفسى، لكن لظروف تقنية فى الموقع الخاص بهم أغلقت النسخة التى أرسلتها فأرسلت إدارة المهرجان خطاباً لنا باسم السبكى يفيد باحتمال انضمام الفيلم للمسابقة، وأنه لا بد من إرسال النسخة مرة ثانية لمشاهدة نقدية أخيرة، إلا أنه لم يكتب له المشاركة فى الوقت الأخير، وأرسلوا خطاباً آخر باسم السبكى يشكرونه فيه ويطلبون منه مشاركة أعماله فى العام المقبل. ■ لكن كيف اتخذ عمرو سعد قراره ببطولة فيلم من إخراج السبكى بغض النظر عن تاريخه الإنتاجى؟ - عندما عرض السبكى علىَّ الفيلم أعجبت بالورق فوجدته يقول لى «لكن أنا سأخرج هذا الفيلم فهل ستوافق على ذلك» ففوجئت، وقلت له اشرح لى كيف ذلك؟ ولكن المهم لدىَّ هو إنتاج الفيلم وصناع العمل، ولكى تقوم بإخراجه يجب أن يكون هناك مدير تصوير قوى، وبعد ذلك فاجأنى أنه بالفعل رسم مشاهد الفيلم بطريقة «الديكوباج»، فتعجبت جداً وسعدت لقدرته على تنفيذ ذلك، وقررت وقتها دخول الفيلم. ■ لماذا هاجمت الناقد طارق الشناوى وقلت إنه فاشل؟ - لأنه لم ير الفيلم الذى نقده وأنا مقتنع أن النقد هو أدب موازٍ، والفيلم خاضع لإحساس المتلقى ولا يصح أن أمارس سلطة وأفهم لمن أمامى الفيلم، هذا بالإضافة إلى أنه لم يحلل شيئاً فى الفيلم ولا إضاءة ولا تصوير ولا أداء ولا صورة، من حقه أن يشتم الفيلم لكن بوجهة نظر علمية وتحليلية ولكن لا يصح أن يضع انطباعاته. ■ ما رأيك فى هجرة النجوم من السينما إلى الفيديو؟ - الدراما التليفزيونية تدخل كل بيت، وتعرض على ملايين الناس، فهو منبر رهيب فى التأثير على الناس فى أفكارها، وأنا أفكر من هذا الباب، لأن المرحلة الحالية ليست مرحلة رفاهية، ولا بد أن أفكر فى مواضيع تكون مؤثرة أكثر، وذات أهمية، وهناك تجربة نعمل عليها الآن وهى مسلسل «بشر مثلكم»، وأستعين الآن بأئمة من الأزهر للوقوف على الخطب والنصوص التى تقال فى المسلسل، لأنها أشياء تخص الدين ولأن المشاكل التى نعيش فيها الآن تعود إلى الفهم الخاطئ للدين. ■ وما الرسالة التى ستوجهها من خلال المسلسل؟ - هناك فكر ومفاهيم جديدة خاطئة منتشرة وتتصدى للشباب، ولا بد أن نصحح هذه المفاهيم، ونسترد كرامة الدين لأن الدين يستباح ويهان على مستوى العالم، وأصبح هناك عداء للدين الإسلامى بسبب تلك الأفكار المتطرفة. ■ ما رأيك فيما قاله حلمى بكر من أن عمرو سعد ممثل شاطر جداً، وأحمد سعد مطرب شاطر جداً لكن لا يصلح أن نعكسهما؟ - كلام حلمى بكر صح مائة فى المائة، فأنا لا أصلح للغناء لأن الغناء صوت فقط أما فيما يخص التمثيل، فتجربة أحمد سعد فى التمثيل لم تعجبنى، لكن ليس لأن أحمد لم يصلح للتمثيل بل لأن التجربة فى مجملها كانت فاشلة، وظُلم فيها كل الفنانين الذين شاركوا بها.