علي الرغم من التسهيلات المقدمة من جانب محافظة الأقصر، إلى أصحاب السلع والعاديات السياحية بما فيها البازارات، إلا أن أزمة كبرى بدأت تلوح في الأفق، بعدما تمادت الشركات السياحية في ما يصفه القطاع السياحي ب"شراء السائح"، أي منعه من التجول منفردًا في الشوارع، وبث الخوف بداخله من التواجد خارج الفندق أو المنتجع بداعي عدم توافر العنصر الأمني. "التحرير"، ألتقت عددًا من أصحاب محال السلع السياحية، وفي البداية أكد أدهم الطيري، صاحب بازار سياحي بشارع سوق سافوي، أنه يعمل بالمكان منذ أكثر من 20 عامًا، وكان العمل بالسياحة يجلب الكثير من الربح، لدرجة أنه كان يستعين ب 6 عمال حتى يتمكن من إدارة البازار الخاص به، أما الآن فقد أنعكس الحال وتحول من العمل إلي الكساد، موضحًا أن الأقصر باتت تشهد حالة من الانفلات الأمني، ويتعرض الكثير من السائحون لعمليات سرقة ونشل من جانب الشباب الخارجين عن القانون، والذين يعانون أيضا من البطالة. وأشار الطيري، إلى "قرصنة" الشركات السياحية علي القطاع السياحي بالمحافظة، حيث أن الشركات تمارس عملية تسمي بين العاملين بالسياحة ب"شراء السائح"، بمعنى أنها تجلب السائح من موطنه بأسعار مخفضة للغاية، وتتحصل على أرباحها من خلال قيام الشركات السياحية بتوجيه السائح لشراء الهدايا من بارزات معينة، مقابل الحصول على عمولة لا يقدر على دفعها أغلب البازارات، بالإضافة لقيام الشركات السياحية بشراء مراكب نيلية وعربات حنطور، بحيث لا يتعامل السائح نهائيًا مع الشارع، ما يهدد محال الأقصر بالإفلاس بعدما تراكمت المديونيات على أصحابها. وأضاف الحاج عبد الرحيم، من أقدم العاملين بسوق سافوي السياحي، أن مشكلات أصحاب البازارات تتمثل في عدم قدرتهم علي دفع قيمة إيجار البازارات للمحافظة، فيما يصر المرشدون السياحيون على دفع البازارات لعمولة باهظة مقابل بيع أي سلعة للسائح. وأشار عمرو عبد الكريم, عضو بنقابة أصحاب البازارات، إلى دور النقابة وتدخلها لتخفيض قيمة إيجارات البازارات إلي 50 %، وعلي الرغم من ذلك عانت النقابة الكثير من المشكلات، والتي تبدأ بعدم وجود إقبال علي الإشتراك بها، حيث أن عدد البازارات التي تخضع للنقابة 700 بازار فقط من إجمالي 1500. يذكر أن غرفة السلع والعاديات السياحية، تستعد الآن لانتخاب مجلس إدارتها الجديد، يوم 21 يناير الجاري، بعدما نتهات مدة ولاية المجلس الحالي برئاسة محمد القطان، ووعد عددًا من المرشحون للمجلس، برعاية محال وبازارات جنوب الصعيد التي عانت من انحسار الحركة السياحية، على مدى 4 سنوات كاملة، كما طرح المرشحون في برامجهم أفكار واتفاقيات من الممكن أن تغير حال المحال السياحية بالأقصر وأسوان، وهو ما سيتضح خلال الايام القليلة المقبلة.