قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن ما تشهده العديد من دول العالم الإسلامي من جرائم قتل يرفع مرتكبوها شعارات إسلامية ليبرروا بها جرائمهم النكراء، إنما هي أعمال إجرامية لا علاقة لها بدين الإسلام السمح الذي يؤكد حرمة النفس الإنسانية ويرفض الاعتداء على بني البشر جميعًا بمنأى كامل عن معتقداتهم وانتماءاتهم. جاء ذلك في محاضرة للدكتور مختار جمعة أمام عدد كبير في اللقاء الذي يعقد بمقر النادي النهري للقضاة، بحضور المستشار أحمد الزند رئيس مجلس إدارة نادي القضاة، وأعضاء مجلس إدارة النادي وكبار الشخصيات القضائية. وأشار وزير الأوقاف إلى أن العديد من معتنقي الأفكار الإرهابية والتكفيرية يتسمون بالسطحية وضآلة الفكر، وقلة المعلومات الدينية لديهم بما أسهم في استيعابهم الأفكار الضالة والمنحرفة على أنها من الدين الإسلامي خلافًا للحقيقة، موضحًا أن السبيل الأمثل لمواجهة أفكار الجماعات الإرهابية يتمثل في نشر الثقافة الدينية الصحيحة للإسلام كدين وسطي يدعو إلى قيم الرحمة والتسامح والتكافل واحترام الآخر وكفالة حقه في إقامة شعائره والتعبير عن آرائه. وأكد أن الحرب في الإسلام إنما هي حرب دفاعية، في مواجهة من يعتدون على المسلمين دون أن تمتد لقتال الناس، من غير مبرر أو سبب مشروع أو مقبول، مشيرًا إلى أنه أعطى تعليمات بضرورة تطوير الكتاتيب التي تحفظ القرآن لكي تصبح كتاتيب عصرية تقوم إلى جانب تحفيظ القرآن بتدريس القيم الأخلاقية الدينية حتى يفهم النشء الجديد دينهم فهما صحيحًا وحتى لا تستغل جماعات الإرهاب مسألة تدينهم لتدفع بهم إلى الانزلاق في بؤر العنف. ومن جانبه، اقترح المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، في كلمة له خلال اللقاء، إنشاء قناة دينية بإشراف وزارة الأوقاف، ومن خلال أموال الوقف، لتقوم بمهمة توضيح حقيقة الإسلام وتعاليمه الصحيحة والرد على الأفكار الضالة والمنحرفة على غرار الدور الذي تقوم به إذاعة القرآن الكريم. وقال إن وصول عناصر الإرهاب لسدة الحكم، في السنوات القليلة الماضية، ساعدهم في أن يستكملوا دورهم في فساد وإفساد المجتمع وتضليل أبنائه.