طالب الدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر الشريف والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أئمة وعلماء الأزهر والأوقاف على مستوى الجمهورية بتبصير المواطنين بضرورة الخروج والمشاركة فى الإنتخابات الرئاسية المقبلة مؤكدين على عدم الدعوة لمرشح بعينه بل المشاركة الإيجابية وفق ما تقر بذلك الشريعة الإسلامية منتقدين دعاوى مقاطعة الإنتخابات لعدم وجود أصل لها فى الشرع. جاء ذلك اليوم خلال اللقاء الموسع لوكيل مشيخة الأزهر ووزير الأوقاف بالعلماء والدعاة والأئمة بمحافظة سوهاج عقب إفتتاح مقر بيت العائلة بمبنى المنطقة الأزهرية بمدينة سوهاج بحضور محافظ الأقليم اللواء محمود عتيق وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة. وقال الدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر الشريف أن دورنا يتوقف فقط عند دعوة الناس إلى الخروج إلى الإنتخابات والتعبير عن رأيهم والمشاركة الإيجابية وليس لنا مرشحا ندعو له محذرا الدعاة والمواطنين من الفتاوى الباطلة والضالة التى تدعو إلى عدم المشاركة فى الإنتخابات قائلا " هذة الفتاوى لا تستند إلى أصل يعرفه من يعملون فى مجال الفقه وهذة فتاوى سياسية بامتياز تصدر حسب الهوى وإذا تلونت الفتاوى فقدت مصداقيتها وفقد صاحبها الثقة به ". وتابع شومان " أصحاب فتاوى مقاطعة الإنتخابات كانوا يرون أن الخروج والمشاركة فى الإنتخابات من الشريعة بل من الجهاد فكيف تحولت هذة المشاركة بعد 4 شهور فقط إلى جريمة وأمر محرم". وأنتقد شومان الدعوات التى تطلقها الجماعات التكفيرية والإرهابية المتشددة للجهاد فى مصر مستنكرا الدعوة إلى الجهاد فى بلد إسلامى جميع من يقيمون على أرضه من المسلمين وأهل الكتاب الذين هم دمائهم وأموالهم مصونة بإجماع علماء المسلمين . وقال شومان " أتحدى أن يوجد فقيه إسلامى واحد على مر التاريخ أباح دماء النصارى واليهود الذين يقيمون على أرض المسلمين " وطالب شومان الأئمة والدعاة بأن يكونوا معولا للبناء لا للهدم وأداة لتوحيد وتجميع الصف المصرى والوطنى لأن الدولة فى حاجه ماسة إلى هذا الجهد فى هذا الإتجاه معتبرا ذلك أمانة سيسأل عنها الدعاة والأئمة أمام الله يوم القيامة. ومن جانبه قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يعملان معا على قلب رجل واحد لمصلحة الدين والوطن ويحملان منهجا وسطيا سمحا ويسيرا مؤكدا أن الفقه عند أهال العلم هو التيسير ولم يقل أحد من أهل الفقه فى القديم أو الحديث أن الفقه هو التشدد لا بدليل أو بغير دليل فالدين يسر وما خير رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ما بين أمرين إلا إختار أيسرهما . وأضاف جمعة " الأفكار المتشددة والمتطرفة والضالة والمنحرفة تشكل عبئا ثقيلا على الحضارة والدعوة الإسلامية وتجعلنا مضطرين أن ننفى عن الإسلام تهما هو منها براء ". وأكد جمعة على ضرورة بذل أقصى جهد لكشف تزييف المنحرفين والمتشددين وعدم تمكينهم من اعتلاء المنابر أو التحدث باسم الإسلام مشددا على قصر العمل بالخطابة على أبناء الأزهر قلبا وقالبا وشكلا ومضمونا وعدم السماح لمن تبنى اتجاه غير الفكر الوسطى الأزهرى أن يعتلى المنابر فشرط اعتلاء المنابر للخطيب أن يكون أزهريا وسطيا يفهم دينه فهما صحيحا ولم يغرر به. وقال جمعة " نحن نحتاج بعد ثورتين عظيمتين إلى بناء منظومتين قويتين ، الأولى " إقتصادية " من خلال الدعوة للعمل والإنتاج ، والثانية " أخلاقية " تقوم على الأخلاق والقيم مؤكدا أن الحضارة بلا أخلاق لا قيمة لها وكل الحضارات التى قامت على الجانب المادى فقط كانت تحمل عوامل سقوطها قبل قيامها .