ماكدونالدز تعيد حساباتها الاسم الشهير وهو فى غنى عن التعريف يريد أن يعيد تقديم نفسه، والشركة العملاقة التى ولدت قبل 75 عامًا تعيد حساباتها كالعادة و تشيل وتحط فى قائمة طعامها أو الوجبات السريعة التى تقدمها، وطبعًا تريد أن تؤكّد أنها تعرف ماذا يريده المستهلك أو ما ينتظره منها وما يتوقع أن يحصل عليه فى مقابل الدولارات التى يدفعها.. وطبعًا كما تقول وتكرر (والله أعلم) إنها مهتمة بصحة المستهلك!! البداية كانت مع الأخوين ماكدونالد ريتشارد وموريس فى أول مطعم افتتح فى سان برناردينو بكالفورنيا. ثم جاء راى كروك ليجعل من الاسم والوجبة السريعة المقدمة ماركة شهيرة موجودة ومطلوبة عالميًّا . وحسب بعض الأرقام فإن مواقع أو مطاعم ماكدونالدز يقدَّر عددها ب35 ألفًا على امتداد العالم. ورغم وجودها فى 119 دولة فإن 40 فى المئة من مطاعمها موجودة فى أمريكا. والزبون الأمريكى عبر أجيال مختلفة كان المستهدف والمطلوب إرضاءه وضمان تكرار زيارته ل ماكدونالدز . وتقدر قيمة أو ثمن الشركة العملاقة بنحو 86 مليار دولار. بما أن الاسم الشهير وجد خسائر فى أرباحه فى الشهور الماضية، فإنه بدأ فى إعادة حساباته وإجراء بعض التغييرات فى قائمة أكلاته الشهيرة. خلال شهر يناير الجارى سيتم حذف ثمانية من تلك الأكلات. وكان عدد الأكلات والمشروبات والسلطات فى ماكدونالدز قد وصل إلى 121 اسمًا فى عام 2014. وقد حدث هذا التزايد الملحوظ فى قائمة الطعام فى السنوات الأخيرة حرصًا من الشركة العملاقة (كما قالت وقتها) على أن الزبون يخرج من مطعمها وهو مبسوط وراضٍ بأنه وجد خيارات عديدة فى مكان واحد . وجدير بالذكر (كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا) أن عدد الأكلات المقدمة فى مطاعم ماكدونالدز عام 1948 كان تسعة بالعدد. وبصرف النظر عن الدعاية الضخمة والأموال الهائلة التى تصرفها هذه الشركة وشركات أخرى فى مجال الوجبات السريعة، فإن الانتقادات وحملات التوعية الصحية للوقاية من السمنة والداعية للأكلات الصحية لم تتوقف ولن تتوقف. وبسببها اضطرت الشركات إلى إعادة النظر فى بعض أكلاتها.. وبيان كمية السعرات الحرارية لكل وجبة. ولعل من أبرز ضحايا حملات التوعية ضد الوجبات السريعة المضرة للصحة كان التشيبس سواء كان يخص طريقة تحضيره أو الزيت المستخدم أو حجم الوجبة نفسها. ومؤخرًا ترددت أنباء آتية من اليابان تتحدَّث عن رد الاعتبار ل تشيبس أو فرينتش فرايز أى البطاطس المحمرة فى مطاعم ماكدونالدز . والمقصود برد الاعتبار كان إعادته إلى الأنظار وإلى قائمة طعام ماكدونالدز بفخر واعتزاز. وهذا الطعام الشهى تحديدًا كان قد تعرض فى اليابان مثلما كانت الحال فى أمريكا خلال السنوات الأخيرة لحرب إعلامية وتعبوية شرسة على أساس أنه ضار بالصحة .. لذا تم النصح بأنه من الأفضل الابتعاد عن شرّه ، وقيل أيضًا لو عايز تغنيلو فهذا أمر آخر متروك لك ولذوقك! جيل الألفية .. محيّر برجاله ونسائه الحديث عن جيل الألفية هو حديث كل يوم وكل مكان، أو هذا ما صار الأمر المعتاد ما دام هذا الجيل (إذا صح هذا التوصيف) يلعب اليوم وسوف يلعب غدًا الدور الرئيسى فى تشكيل ملامح الحياة الأمريكية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. وذلك بقدراته وإمكانياته واختياراته ومواقفه، وأيضًا مزاجه . وبالتالى يجد أصحاب القرار والمصلحة أنفسهم أمام التحدّى الكبير فى رصد تذبذبات هذا المزاج المتميز للجيل إياه والمختلف بالطبع عن الأجيال السابقة. ومن ثَمَّ تأتى محاولات إرضائه و استثماره فى مشروعات اقتصادية تدر المليارات من الدولارات. جيل الألفية (من تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 عامًا فى الغالب) سيكون معنا لبعض الوقت (كما يُقال)، وبالتالى علينا أن نلاغيه وندلّعه . وهذا يعد مكسبًا لنا ما دمنا نعرف المستهلك وما يريده وما لا يريده. وقد لوحظ بشكل عام أنه لا يرتاد المطاعم التى كانت عائلته اعتادت الذهاب إليها. وبالطبع مشكلاته أو فلنقل تحدياته أكبر وأكثر. وفى الوقت نفسه إمكانياته المادية وقدراته الشرائية والاستهلاكية أقل بالنسبة إلى الأغلبية من هذا الجيل. على سبيل المثال، استطلاع للرأى أُجرى أخيرًا كشف أن 47 فى المئة من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و33 عامًا يقومون بصرف نصف دخلهم على الأقل لدفع ديونهم الخاصة بقروض التعليم وبطاقات الائتمان. ولعل من أبرز مجالات البزنس التى تأثَّرت أو تبدو قلقة تجاه مزاج جيل الألفية.. بزنس لعب الجولف. فالجيل القادم لا يقبل على الجولف مثلما كان والده أو جده عندما كانا فى عمره. عدد المهتمين بالجولف ومَن يلعبونه فى تناقص مستمر منذ عام 2000. وحسب بعض الإحصاءات فإن سكان أو عشاق عالم الجولف (أى مَن يلعبونه) فى أمريكا يصل عددهم إلى 24 مليونًا.. فى كل الأحوال فإن جيل الألفية برجاله ونسائه محيّر للجميع!! يا بخت الكلاب والقطط خبر جاء ذكره فى النشرات الاقتصادية، كان من الطبيعى أن يلفت انتباه الكثيرين من المتابعين للمشهد الأمريكى، أن تباع أو تقدر قيمة شراء شركة متخصصة فى بيع طعام الكلاب والقطط ومستلزماتها بأكثر من ثمانية مليارات من الدولارات.. أكيد هذا الخبر لا يمكن تجاهله، والشركة اسمها PetSmart وهى توجد وتتصارع وتتنافس وتنمو فى سوق لأصحاب الكلاب والقطط يقدر حجم مبيعاتها فقط من الأكلات الخاصة للحيوانات الأليفة (ونحن نعرف مَن هم وهن فى الغالب) بنحو 22 مليار دولار فى عام 2014. وهذا الرقم تضاعف مرتين منذ عام 2000. كما أنه حدث تطوُّر ملموس فى نوعية الطعام المقدم للكلاب والقطط من حيث الفخامة وأيضًا غلو الأسعار . هذه النوعية الفاخرة من الوجبات المقدمة يقدَّر حجمها فى الوقت الحالى ب10 مليارات دولار. وفقط للتنبيه فإن الأرقام المذكورة سلفًا ليست فيها أخطاء مطبعية.. وهى أكيد تغيظ. وبالطبع الحديث عن الشركة والأكلات أو الوجبات الفاخرة يأخذنا إلى مظاهر وَلَه الأمريكيين والأمريكيات بالكلاب والقطط. بالمناسبة إلى الكلاب فلها الأغلبية فى هذا الوَلَه الأمريكى، فالبيوت التى فيها كلاب يقدر عددها ب45 مليونًا، أما البيوت التى فيها قطط فيقدر عددها ب30 مليون بيت. وتشير الأرقام إلى أن 55 فى المئة من البيوت الأمريكية بها حيوانات أليفة أيما كان . وأن أكثر من نصف أصحاب الكلاب قالوا إنهم يصرفون أموالاً أكثر على أكلات ووجبات الكلاب أكثر من أى منتج أو مستلزم آخر. وبما أن أكل الكلاب واكل دماغ أصحاب الكلاب، فإن إحدى الشركات المتخصصة فى هذا المجال فخورة وهى تقول وتعلن أنها تقدّم 84 أكلة مختلفة من أكلات الكلاب. والتنوُّع يعنى الاختيار، والاختيار فى هذا الأمر غالبًا متروك للكلب ومزاجه، أما الحساب أو فاتورة الحساب فهى من نصيب صاحب الكلب. ادفع يا..