فى حديثه مع صحيفة " ذى تيليجراف" البريطاية، قال البروفيسور تسيفن هوكنج، عالم الفيزياء فى جامعة كامبريدج، إن الانسان دائمًا ما يخلق العدو الخاص به، وعبر عن قلقه الشديد من كون التطورات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ستتسبب فى المستقبل فى زيادة ذكاء الآلات ومنحها قدرة على إبداء الرأي ورد الفعل، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على وجود سلالة البشرية على كوكب الأرض. ولكن هل يمثل الذكاء الاصطناعي الخطر الوحيد على بقاء البشرية على كوكب الارض؟، وللإجابة على ذلك السؤال طرحت الصحيفة البريطانية العديد من القضايا الخطيرة، والتي إن تحققت واحدة منها ستكون كفيلة بنهاية الأرض كالأتى: ارتطام كويكب تتناثر في مجموعتنا الشمسية المليارات من قطع الحطام التي يتفاوت أشكالها وأحجامها وتبعد عن الأرض بمئات الأميال، وتتعرض الأرض من حين إلى آخر إلى ضربة من تلك الحجارة المتناثرة في الفضاء، فقبل 65 مليون سنة هبط أحد الكويكبات على الأرض قرابة الساحل المكسيكي في أمريكا الوسطى، وأدى إلى اندثار الديناصورات وانقراضها. وفى عام 1908، سقط كويكب أخر أصغر فى الحجم من الكويكب الذي أدى إلى انقراض الديناصورات، فى سيبريا ودمر مئات الأميال المربعة من الغابات، ولذلك قام حوالي 100 عالم في علوم الفضاء الأسبوع الماضى، بالمطالبة بإنشاء نظم عالمى للإنذار لتنبيه البشرية عند اقتراب أى مذنب من الأرض. وبالرغم من ابتعاد الكويكبات عن كوكب الأرض بمئات الأميال، إلا أنه من المتوقع أنها ستصطدم بالأرض فى يومًا من الأيام، ويخشى العلماء، أن يتسبب ذلك الاصطدام فى نهاية كافة مظاهر الحياة على الأرض وانقراض الجنس البشري. الذكاء الاصطناعى لم يخشى العلماء من قدرة الطائرات بدون طيار في السيطرة على العالم، ولكنهم يخشون من شيئًا أكثر مكرًا وشرًا، حيث يعتقد خبراء التكنولوجيا أن ظاهرة ما أطلقوا عليها "التفرد" ستظهر في العالم فى غضون العقود القليلة القادمة، حيث ستظهر تلك الظاهرة عندما تتجمع كل قوة شبكات الكمبيوتر تحت مظلة الذكاء الاصطناعى، وتبدأ فى زيادة وتطوير امكانياتها، عندها سيسيطر الكمبيوتر على كافة الأنشطة الحيوية للإنسان من شبكات توزيع الأغذية ومحطات توليد الكهرباء والصرف الصحي ومعالجة المياه والنظام المصرفي العالمي وغيرها من الأمور. ويتوقع العلماء، أن تسيطر الآلات على العالم بأكمله دون إطلاق رصاصة واحدة، ولكن يبقى هذا الاحتمال غير وارد حتى تلك اللحظة بالرغم من تضاعف قوة وإمكانيات الحاسوب كل 18 شهرًا، ولكن لا نعرف حتى الأن مدى الذكاء الذى يمكن أن تصل له أجهزة الكمبيوتر، والذي يخول لها الرغبة فى فعل شئ ما، فحتى تلك اللحظة أكثر أجهزة الكمبيوتر تطورًا وقوة وذكاءًا على الأرض لا تتفوق على ذكاء الصرصور. ولكن إذا حدث ورأينا توقع العلماء يجد له مكانًا على أرض الواقع في يوم من الأيام، حينها ستدخل البشرية في معركة من أجل البقاء مع الآلات، وحينها من الممكن أن نرى الانسان يحارب الألات كما نرى فى أفلام الخيال العلمى، ولكن من غير المرجح أن يحث ذلك، فلماذا تدمر الآلات الكوكب الذي تعيش عليه. وباء يخلق وراثيًا ربما يعتبر هذا التهديد هو الأكثر رعبًا على المدى القصير، لأنه نظريًا أمر من الممكن حدوثه بالفعل، ويكمن السبب في عدم تحول فيروس الإيبولا إلى وباء عالمي، بالإضافة إلى استحالة تحوله إلى وباء عالمي، هو صعوبة انتقاله بين العديد من الأشخاص وقتله للمريض فى وقت قصير للغاية. ولكن إذا حدث أي تعديل وراثي أدى إلى نسخة معدلة من الفيروس يمكنها الانتقال عبر الهواء، وتسمح للمريض بالانتقال والسفر عدة أسابيع دون الشعور بأى أعراض، حينها سيتحول الفيروس إلى وباء يقتل ملايين الأشخاص، ومن غير المعروف ما إذا كان هناك جماعة إرهابية لديها معرفة أو فكرة عن هذا الأمر، ولكن يبقى الاحتمال متواجد أن يحاول أحد الأشخاص القيام بهذا الأمر فى يوم من الأيام وستكون النتيجة كارثية حينها، ويتواجد حاليًا العديد من الأمراض المعدية مثل سلالات انفلونزا الطيور والتي لديها القدرة على القضاء على مئات الملايين من الأشخاص. الحرب النووية على الرغم من وجود قيود مفروضة بين دول العالم ومعاهدات بشأن الأسلحة النووية، إلا أن ذلك لا يمنع حقيقة وجود أكثر من 15.000 رأس نووي وقنابل نووية فى العالم حاليًا، ومن الناحية النظرية بإمكان تلك الأسلحة المتواجدة حاليًا أن تقضى على البشرية بالكامل أكثر من مرة، حتى الحروب النووية الصغيرة لديها القدرة على التسبب في دمار واسع النطاق، ويتواجد حاليًا 9 دول فى العالم تمتلك أسلحة نووية بالفعل، وهناك العديد من الدول الأخرى التي تسعى للحصول على أسلحة نووية، ولكن حتى الأن من غير المرجح أن تتسبب حرب نووية عالمية بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسى فى قتل البشرية بالكامل، ولكن من شأن حرب مثل تلك أن تتسبب فى قتل المليارات وتدمير الاقتصاد العالمى لمدة قرن من الزمن، وبعيدًا عن الحروب النووية، يعلم الجميع أن حتى الحروب الإقليمية من الممكن أن يكون لها أثار أبعد من حدود الصراع في المستقبل. كارثة تسريع الجسيمات قبل تشغيل مصادم الهدرونات الكبير، تلك الألة الضخمة المتواجدة فى المنظمة الأوروبية للابحاث النووية فى سويسرا، والتي كشفت عن جسيم بوزون هيجز المسؤول عن اكتساب المادة لكتلتها، كان هناك تحديًا من عالم ألمانى يدعى أوتو روزلر، ادعى أن تسريع الجسيمات من الممكن أن يؤدى نظريًا إلى خلق ثقب أسود صغير عن طريق الخطأ، من شأنه أن يبتلع الأرض. ولكنه كان ادعاءً غريبًا للغاية، كون الاصطدام يى مصادم الهدرونات الكبير أقل نشاطًا بكثير من الاصطدامات الطبيعية التي تسببها تأثير اصطدام الأشعة الكونية بكوكب الأرض، ولكن من الممكن في يوم ما أن تتسبب نسخ كهربائية متتابعة من مصادم الهدرونات الكبير فى خلق شيئًا ما يدمر الكوكب أو حتى الكون، ويكون بسرعة الضوء، ولكنه احتمال ضعيف للغاية ولكن إن حدث ستكون نتائجه مدمرة للغاية. كارثة المناخ لا يتواجد عالم حاليًا يشك في اأن انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة الإنسانية ستؤثر على مناخ كوكب الأرض، وأشار أحدث تقرير صادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن درجات الحرارة ارتفعت إلى حوالى 2 درجة مئوية عن المعدلات التي سبقت الثورة الصناعية، وتوقعت أن ترتفع المعدلات بحوالي 4 درجات مئوية فى المستقبل عن المعدلات الحالية. ولن تتسبب تلك الكارثة بالشكل الحرفي في نهاية العالم، ولكن ستحتاج الإنسانية إلى كل الموارد المتاحة لها للتعامل مع هذا التحول الدرامي، ولسوء الحظ، فإن أثار تغير المناخ ستبدأ في الظهور في الوقت الذيسيصل فيه عدد البشرية إلى حوالى 9 مليار نسمة بحلول منتصف هذا القرن، الأمر الذى سيؤدي إلى تشريد ملايين الأشخاص من منازلهم بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي من المتوقع أن يرتفع إلى متر أو أكثر بحلول عام 2100، كما سيؤدي التغير في أنماط الطقس إلى تعرقل العمليات الزراعية بشكل كبير. والأمر المؤكد الآن، أن مستويات غاز ثانى أكسيد الكربون ستستمر فى الارتفاع لتصل إلى حوالى 600 جزءًا في البليون، الأمر الذى سيؤثر بدوره على المناخ العالمي، وسيؤدى ذلك إلى نتائج كارثية في بعض البلدان، ونتائج كارثية بدرجة أقل فى دول شمال أوروبا حيث سيعمل المحيط الأطلنطى على السيطرة بشكل ما فى ارتفاع درجات الحرارة، ولكن يبقى الأمر الجيد فى تلك الكارثة أن الاسان لا يزال يمتلك الوقت الكافي للتدخل ومنع وقوع تلك الكارثة في المستقبل.