المتاحف من أهم وأكثر الأماكن التي تميز تاريخ كل بلد وتجعل الأبناء يعرفون تاريخ الأجداد، وفي مصر العديد من المتاحف التاريخية وهناك بعضها مفتوح لزيارة الجمهور ولكن العدد الأكبر من المتاحف المصرية مع الأسف مغلق بأمر الحكومة ! هذه المتاحف التراثية يمكن أن تدر ثروات متعددة مما يساعد في انعاش الدخل القومي، ويمكن البلد من النهوض والقيام بتقديم خدمات أكثر، وتضم قائمة المتاحف المغلقة العديد من المتاحف التراثية المليئة بالآثار عن فترات زمنية مصرية مختلفة. وفي تصريح سابق، قال الدكتور محمد الكحلاوي رئيس مجلس إدارة المتحف الإسلامي وأمين عام اتحاد الأثريين العرب، إن متاحف مصر كلها مغلقة وهناك إهمال شديد بها فالمسؤولون يتعاملون مع التراث بما لا تناسب قيمته الحقيقية. ويتضح من المعايشة للأحداث الجارية أن العديد من هذه المتاحف تتعرض أيضا للمخاطر لوجود هذه المقتنيات الغالية بداخلها، فيمكن أن تحدث عمليات سرقة، كما يمكن أن تحدث عمليات إتلاف، ولذلك يجب حماية هذه المتاحف حتي بالرغم من إغلاقها. أما عن قائمة المتاحف المصرية فهناك 19 متحف مصري مغلق، و7 تحت الإنشاء وذلك وفقا لقطاع المتاحف التابع لوزارة الآثار، وبالنظر لهذا الرقم الضخم نجد أن عدد المتاحف المغلقة يزداد وهذا بالتأكيد لا يفيد مصر خاصة في هذه المرحلة التي نحتاج أن يعمل الجميع بكد اجتهاد. بالنظر لأسباب إغلاق المتاحف لا نجد أسبابا منطقية لهذه الاغلاقات حيث أن هناك أكثر من 11 متحف مصري مغلق بلا سبب وهم: متحف محمد علي في شبرا الخيمة وهو بيت محمد علي باشا الذى بناه لاستقبال الزوار الأجانب ويضم تحف نادرة، أما في داخل قلعة صلاح الدين فيوجد متحفين مغلقين وهم متحف الشرطة ويحتوى على العديد من مقتنيات أجهزة الأمن المصرية قديما وحديثا، ومتحف المضبوطات الأثرية ويضم نماذج من الآثار المضبوطة التي حاول السارقون تهريبها وأيضا الآثار المستعادة من الخارج. وفي الإسكندرية، المتحف البحري ويضم الآثار الغارقة التي انتشلت من البحر الأبيض المتوسط، ومتحف الموزاييك ويضم قطع الفسيفساء النادرة وتماثيل ولوحات نادرة. أما في محافظة جنوبسيناء، يوجد متحف طابا الذي يضم قطعا أثرية مختلفة من حضارة سيناء على مر العصور. ومتحف كوم أوشيم بمحافظة الفيوم والذي يحتوى على المصنوعات اليدوية في العصور القديمة. وفى محافظة الشرقية، متحف هرية رزنة ويضم آثارا فرعونية ومتعلقات الزعيم أحمد عرابي، ومتحف صان الحجر ويضم مجموعة من تماثيل الأفراد ولوحات جنائزية وتوابيت. أما عن طنطا، فبها متحف طنطا ويضم قطعاً فنية ومعمارية في العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية. وفي بورسعيد، متحف بورسعيد الذى يعرض نبذة تاريخية عن المدينة ونشأتها من العصر الفرعوني مرورا بالعصرين القبطي والإسلامي ووصولا إلى ثورة 1952. هذا إلى جانب متحف محمد محود خليل وحرمه والذي تم إغلاقه منذ حادث سرقة زهرة الخشخاش في عام 2010. أما عن المتاحف المغلقة للترميمات، فقد تأخرت إعادة افتتاحها بشكل مثير للتساؤل ومن هذه المتاحف بعض المتاحف الخاصة بأسرة محمد علي، وتتواجد هذه المتاحف الثلاث في قلعة صلاح الدين بالقاهرة متحف المركبات الملكية بالقلعة، ويضم ثماني عربات شاركت في مناسبات رسمية في مصر أثناء حكم أسرة محمد علي، ومتحف قصر الجوهرة ويضم عددا من القاعات والحجرات يحتفظ البعض منها بأثاثها بالإضافة إلى مجموعة من الصالونات والهدايا المهداة لمحمد على من حكام أوروبا، ومتحف مقتنيات أسرة محمد على ويضم مقتنيات حكام مصر من أسرة محمد على. إلى جانب متحف قصر المنيل ويضم مجموعات نادرة من المخطوطات والمصاحف والسجاد ولوحات فنية وتحفا فنية ذهبية وفضية، ومتحف المركبات الملكية ببولاق ويضم العربات الملكية من طرز مختلفة ومجموعة نادرة من الملابس الخاصة بالتشريفات أثناء حكم أسرة محمد على. أما في محافظة الإسكندرية فهناك المتحف اليوناني الروماني، ويعرض آثارا من العصر الروماني منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد. وفي المنصورة متحف المنصورة ويضم آثار محافظة الدقهلية التي تنتمى إلى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية. وفي محافظة مطروح متحف روميل وجار إعداد مشروع لتطويره ويضم وسائل الاتصال والمخاطبات الأرشيفية والخرائط الخاصة بالقائد الألماني بالحرب العالمية الثانية روميل. تعدت الأسباب والموت واحد، هناك من يعزي سبب إغلاق بسبب قلة التمويل أو بسبب وجود مشروعات اخري أهم، ماذا يمكن أن يكون مصير هذه المتاحف الأثرية التي تروي تاريخ مصر عبر الزمان وعلى مر العصور.