اتفقنا أو اختلفنا معها، لا يمكننا إنكار تلك الحالة الجدلية التى تصنعها غادة عبد الرازق بمجرد ظهورها كل عام على شاشة التليفزيون، رغم كل الانتقادات التى قد توجه لها سنويا، ورغم أن ظهورها السينمائى لا يحقق عادة نفس نجاحها التليفزيونى، فإن غادة عبد الرازق عادة ما تنجح كل مرة فى صنع حالة من البهجة الفنية، التى يفشل عديد من المسلسلات المنافسة فى الوصول إليها.. وهو ما تحقق لها فى مسلسل «سمارة» الذى قدمت خلاله غادة الشخصية التى سبق وقدمتها من قبل تحية كاريوكا فى فيلم سينمائى، لكن سمارة هذه المرة لها شكل مختلف، تحدثت عنه غادة عبد الرازق فى حوارها مع «التحرير» بعد أن عادت بذاكرتها للوراء، لتبدأ حديثها معنا عن المشكلات التى واجهت المسلسل فى بداية تصويره، والتى كادت أن تجعل من عرضه وتصويره حلما بعيد المنال، خصوصا بعد أن احترقت ديكورات المسلسل فى البداية، وكان العمال يتصلون بها ليسألوها، عما إذا كان المسلسل سيتم تصويره أم لا، وهو ما كان يشعرها بالحزن، بحسب تعبير غادة، «أم لابنة وحيدة اسمها روتانا» التى كان لديها إصرار على تصوير المسلسل حتى تستمر هذه الصناعة، وهو ما جعلها توافق على تخفيض أجرها للنصف.. من البداية كانت تعلم غادة أن تيمة البنت الشعبية التى يتهافت عليها الرجال سبق تقديمها فى عديد من الأفلام والمسلسلات القديمة، وبالتالى من المتوقع أن تنال هجوما بسبب التكرار، لكن المهم طريقة تناول هذه التيمة، وتكمل غادة «هذه الأدوار تكون قريبة للغاية من الجمهور، لأنها تعبر عنهم وتكون قريبة منهم، وقد قدمتها هند رستم فى عدة أدوار لها، ولم ينتقدها أحد، فلم يتم انتقادى عندما أقدمها، كما أن المصريات تعرف عنهن الدلال والأنوثة، فما الذى يمنع أن أكون رمزا لهن، لكن مشكلتنا فى مصر، هو أننا لدينا عقدة الخواجة وبيكسروا مقاديفنا باللبنانيات.. وبعدين دول مش سايبنى فى حالى، دول بيقولوا إنى عملت عمليات تجميل قبل (سمارة)، مع إنه محصلش. وتكمل حديثها قائلة إن «سبب التغيير كان تغيير شكل الماكياج فقط، ليناسب الفترة الزمنية التى كان يعرض فيها المسلسل، والدليل على ذلك أننى ظهرت فى برامج عقب شهر رمضان، وظهرت ملامحى بشكل طبيعى، وهو ما يؤكد أننى لم أقم بأى عمليات تجميل، كما أننى أتساءل عمن يدققون فى تفاصيل جسمى وماكياجى دون النظر إلى دورى، فينظر إلى عينى ولون أحمر الشفاه، ولا ينظر لأدائى». وعن كون شكلها جزءا من أدائها كممثلة، تقول «لكن ليس لدرجة أن لا ينظر البعض لأدائى ويهتمون فقط بشكلى»، وعن النقد الذى طال مشاهدها الراقصة مع لوسى فى الكباريه تقول غادة إن «فوازير نيللى وشريهان كانت تقدم فى مصر لعشرات السنين، وكانت مليئة بالرقص والاستعراضات ولم ينتقدها أحد، ولم يهاجموها بحجة أن هذا يتم تقديمه فى رمضان، أما عندما قدمت أنا ذلك فى (سمارة) وجهت سهام النقد نحوى»، وعن أخطاء المسلسل «وهو تجربتها الثالثة مع السيناريست مصطفى محرم»، تقول غادة عبد الرازق إن «السيناريو كانت تشوبه بعض الأخطاء بسبب الاستعجال، خصوصا فى المشاهد الأولى، وإن مسلسل (الباطنية) كان أقل المسلسلات أخطاء فى التجارب الثلاث، لكن معظم أخطاء (سمارة) كانت فى الحلقات الأولى بحكم الاستعجال فى التصوير فى البداية»، وعن علاقاتها بالوسط تعترف أن لديها عديدا من الخلافات فى الوسط الفنى، وأن كثيرا من زميلاتها يكنون لها كرها وحقدا، لكنها لم تكن تتخيل كم هذه العداوات داخل الوسط، فقد اكتشفت أنهن يصلن إلى 70% أو أكثر، ويتعمدن إيذاءها، ويستخدمن سياسة نقل الكلام ونشر الشائعات، وأنها ترى أن طريقتهن «بلدى أوى» وأن الجميع أصبح يعرفهن، لكنها لم تصل لمرحلة اللامبالاة من كثرة الانتقادات، لأنها تعتبر أنها لو وصلت لهذه المرحلة ستكون إنسانة بلا إحساس، فهى تتأثر بهجومهن عليها بالطبع، لكن ما يصبرها أنها قريبة جدا من ربها، وأنه دائما ما يعيد لها حقها، وعن منافستها لسمية الخشاب التى تحولت لعداوة، ترى غادة أنها بطبعها ليست شخصية تافهة لتشغل بالها بالصراع مع غيرها من الفنانات، مضيفة أنها تسمع عن الخلافات بينها وبين سمية الخشاب، والتى وصلت لحد اتهامها بأنها «بتسحر لها»، مشيرة إلى أنها لو لجأت للسحر، للجأت له للإبقاء على مبارك لمدة 6 أشهر أخرى، أو قامت بالسحر للنادى الأهلى كى يظل دائما منتصرا على الزمالك، وتكمل غادة قائلة «أنا نفسى نسيبنا من اللى فات بقى، ونركز فى اللى جاى، وأنا على المستوى الإنسانى نفسى كل واحد يركز إزاى يبقى أحسن.. أنا شخصيا بحلم أقدم أعمال أحسن، وأتمنى تقديم شخصية الملكة (حتشبسوت) فى مسلسل تليفزيونى». وعن فيلمها الجديد «ريكلام» تقول غادة عبد الرازق إن «عديدا ممن سمعوا عن الفيلم ظنوا أنه فيلم يعتمد على الإغراء والمشاهد الساخنة، لكنه يختلف عن ذلك تماما، لأنه يدور فى منطقة تمثيلية لا توصف، يحكى قصة أربع بنات يعيشن مشكلات كثيرة للغاية، يلقى الضوء عليها بشكل جرىء»، بحسب تعبير غادة، التى تنهى حديثها بنصيحة لكل من يهاجمون فيلمها المقبل «ريكلام» «استنوه وانتوا تشوفوا إنه هيبقى فيلم مهم، وتذكروا كلامى».