تقريبا خسر الإخوان كل ما جمعوه من غنائم طوال العام الماضى، خسروا مجلسى الشعب والشورى، وخسروا «التأسيسية»، ولم تعد أمامهم إلا الانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبره البعض انتصارا من المجلس العسكرى على الإخوان بعد عدة جولات ومناوشات انتهت بالضربة القاضية بعد الحكم بعدم دستورية قانون مجلس الشعب المنتخب -ذى الأغلبية الإخوانية- وحله، والحكم أيضا بعدم دستورية قانون العزل قبل ساعات من جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية. عبد الغفار شكر، القيادى فى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، قال إن مجلس الشعب تلقى ضربة كبيرة بهذا الحكم، وأنه بعدما قضت «الدستورية» بحله، فهذا يرجح احتمالية حل المجلس بالكامل إلى جانب تشكيل اللجنة التأسيسية التى من الممكن أن تلحق بالأولى وتبطلها، ومن هنا فإن رئيس الجمهورية القادم سيأتى دون دستور ودون مجلس شعب، ولكن بصحبة المجلس العسكرى الذى سيرتب له الأمور رغبة منه فى استعادة النظام القديم، قائلا «إن هذه الأحكام تصب فى صالح أحمد شفيق». شكر أضاف ل«التحرير» أن البلد دفعت دفعا إلى هذا الطريق، وهذا بفضل المجلس العسكرى للحفاظ على النظام القديم، ونحن الآن أمام واقع، فالانتخابات مستمرة، مشيرا إلى أن الإخوان أصبحوا الآن فى مأزق كبير، وأمام منافسة شديدة فى الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسى وأحمد شفيق، مشيرا إلى أن الحكم يضعف من وضع الإخوان ويصيبهم بفقدان أغلبيتهم فى مجلس الشعب، قائلا: «الخاسر القوى هم الإخوان، وعليهم أن يتعلموا الدرس ويعودوا إلى الأطراف الأخرى من الأحزاب باعتبارهم أطرافا متساوية». أمين إسكندر، عضو مجلس الشعب عن حزب الكرامة، قال إن الحكمين الخاصين بمجلس الشعب وقانون العزل بوضعهما مع الأحكام التى صدرت قبلهما بساعات قليلة وخلال الفترة الماضية ببراءة قاتلى المتظاهرين على مستوى جميع المحافظات تؤكد بنسبة 100% أن القضاء المصرى يحتاج إلى تطهير شامل وجذرى. إسكندر أضاف ل«التحرير» أنه لا يمكن الحديث الآن بطريقة لا أحد يقترب من القضاء، واصفا القضاء بأنه مسيس ويسير وفقا لتعليمات، مشيرا إلى أن دلالات الأحكام علاوة على الضبطية القضائية تؤكد أن المجلس العسكرى لن يترك السلطة، وأن رجله ومرشحه الفريق أحمد شفيق هو من سيفوز حتمًا فى الانتخابات الرئاسية، وأننا أضعنا أكثر من عام من الثورة والدماء هباء، بسبب تواطؤ المجلس العسكرى مع القضاء، ومن قبله تواطؤ جماعة الإخوان المسلمين معه، الذى تم بغباء، ولكن الثورة هى التى دفعت الثمن.